توقيت القاهرة المحلي 22:56:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا تعرف عن حجم تجارة الأطراف الصناعية وأسعارها

  مصر اليوم -

ماذا تعرف عن حجم تجارة الأطراف الصناعية وأسعارها

بقلم - عادل عامر

 بدأت فكرة الأطراف الصناعية بعد الحرب العالمية الثانية وكانت ألمانيا من أوائل الدول التي بدأت بفكرة تصنيع هذه الأطراف. و كانت مادة الخشب أول مادة أولية استخدمت وكانت تحفر جذوع الأشجار ويفرغ محتواها بأشكال هندسية أنبوبية أو مربعة ومن ثم بدأت فكرة الطرف المتحرك ذات المفصل حيث تمكن المصاب من عطف وبسط الطرف العلوي أو السفلي ( مفصل حوض ـ ركبة ـ عنق القدم ــ معصم ــ مرفق ).

 بشكل جزئي حتى منتصف السبعينات حيث قامت البلدان الصناعية بتطوير هذه الفكرة وهذه الصناعة حيث حلتّ مادة البلاستيك .بدلاّ من المادة الخشبية لخفّة الوزن وسهولة التصنيع، وعندها بدأت صناعة الأطراف تتطوّر بشكل فعّال من حيث الشكل ومن حيث الميكانيكية. بداية، يجب أن يصنع الطرف الصناعي بناء على مقاسات مواصفات الشخص الذي سيحتاج إليه.

 وفي معظم الحالات التي يقطع فيها طرف من الأطراف فإنه يجب أن يتم بتر الجزء المتبقي من الطرف قبل أن يصنع له طرف صناعي مستديم. ويلف الجزء المتبقي لعدة أسابيع بقوة بأربطة بلاستيكية لمساعدته على الانكماش ويبقى بسطح ناعم متماسك. وفي خلال هذا الوقت فإن على الشخص أن يمرّن عضلات الجزء المتبقي من الطرف للحفاظ على قوة العضلات وحركتها، ولكي يزيد من فعالية الدورة الدموية. وتتضمن الخطوة التالية لإعداد طرف صناعي عمل تجويفه بلاستيكية تركب في الجزء المتبقي من الطرف بتناسق وراحة.

ويمكن الحصول على قالب للتجويف عن طريق لف الجزء المتبقي من الطرف بأربطة ولفافات يمكن الحصول عليها عن طريق لف الجزء بالأربطة المبللة في الجبس المبلّل، ثم يترك ليجف ويقوى، وبعد إزالة الأربطة فإنها تستعمل قالبا. ويُعطى الخليط المبتل الذي يسكب في القالب شكل التجويف. ويمكن الحصول على قالب للتجويف بلف الجزء المتبقي من الطرف المبتور وكذلك بقية الجزء المبتور بلفافات مبللة في خليط مبتل وجعلها تجف وتتصلب. وبعد إزالة اللفافات تستعمل كقالب. ويعطي الخليط السائل الذي يسكب في هذا القالب شكل الجزء المتبقي من الطرف والذي يستعمل لصنع التجويف.

أن الطرف العادي الذي يتم تركيبه في القطاع العام هو من النوع التجميلي والميكانيكي  ودائماً الفائدة تكون من الأطراف السفلية في المشي… بينما الأطراف العلوية لا تعطي الحركات المطلوبة لأن المهارات فيها محدودة. لان هيئة التأمين الصحي، وهي واحدة من أكبر المؤسسات العلاجية في مصر، والمسؤولة عن رعاية 40919 معاقا حركيا بتكلفة 474 مليونا و252 ألف جنيه خلال 2016، تقع فريسة لهذه الورش، في إحدى الورش بمنطقة عابدين المشهورة بتجارة الأجهزة التعويضية، وتضم 8 ورش لإنتاجها، وبعدها تم تقييم مدى جودة الجهاز في وحدة الأطراف الصناعية بكلية العلاج الطبيعي، والتي أفادت في تقرير لها بأن الجهاز غير صالح للاستخدام، نظرا لوجود عيوب كثيرة فيه، وذلك بعد مطابقته بالمواصفات القياسية العالمية، وفى المرحلة الأخيرة تم عرض الطرف نفسه على مسؤول الدعم الفني بهيئة التأمين الصحي الذى لم يستطع اكتشاف هذه العيوب، بل أبدى إعجابه بالجهاز بعد عرضه عليه، نظرا لثمنه الزهيد. أن القوي الشرائية لهؤلاء المواطنين لا تسمح بتطوير سوق صناعة الأطراف الصناعية في مصر مقارنة بالدول الأوروبية المتقدمة جدا في هذا المجال لأن هؤلاء المواطنين المعاقين يعتمدون في شراء الأطراف الصناعية في الغالب علي التبرعات أو وزارة التضامن الاجتماعي سواء الضمان الاجتماعي او الجمعيات الأهلية الخيرية او وزارة الصحة كما أنه لا توجد جهود حقيقية لتطوير مصانع الأجهزة التعويضية في مصر لتصل مستوي المصانع في الدول المتقدمة ومن هنا لابد أن نقسم المعاقين حركيا الي أربع فئات فئة الاغنياء وهم ليس لديهم أي مشاكل حيث يستطيعون شراء أي طرف صناعي ممتاز وحديث بأي سعر من أي دولة في العالم دون مشاكل‏,‏

 وفئة العاملين في جهات مرموقة وهؤلاء أيضا قد لا يجدون مشاكل حيث تقوم جهة العمل بدعم وشراء الطرف الصناعي المناسب له والذي يليق به وبالمواصفات الواجبة وبأي سعر‏,‏ أما الفئتان الثالثة والرابعة فهما من الذين يعانون من الكثير من المشاكل التي لا حصر لها حيث يحتاجون الي الرعاية من كل الجهات المسئولة عنهم سواء وزارة التضامن او الصحة وفي حاجة شديدة لدعم الطرف الصناعي الذي يحتاجونه وأن تكون مناسب وتليق بالبشر حتي لا يؤثر علي صحتهم وفي نفس الوقت تقوم بالوظيفة اللازمة له ويخفف آلامهم ويقلل اصاباتهم ومضاعفاتهم لمواصلة الحياة الكريم التي يتمناها اي انسان بالإضافة الي تحول هؤلاء المعاقين الي قوة منتجة نافعة لأسرهم وللمجتمع‏.‏

جودة ولكن للأسف القائمين علي تصنيعها‏,‏ وتجميعها ليس لديهم خبرة ولاوعي ويتعاملون بقسوة وشدة معنا دون رحمة او رأفة‏.‏

أن الساق الواحدة في احدي الشركات الأجنبية تصل الي‏98‏ ألف جنيه صحيح أنها تكون مريحة وصالحة ومقاسها صحيح وسهلة التركيب والحركة بها ولكن كم منا يستطيع تركيب ساق بهذا السعر الخرافي ومن المفترض أن هذا الجهاز يتم متابعته وتغييره كل خمس سنوات تقريبا كما ظهرت بعض الشركات الخاصة تحاول تصنيع وتركيب الأجهزة التعويضية بأسعار أقل من الشركات الكبرى ولكنها لم تصل الي نفس كفاءة الأجهزة التعويضية المستوردة‏.‏ ويؤكد مجدي توفيق مبتور الذراع ان‏97%‏ من المعاقين حركيا من الفقراء ليس لهم دخل ولا يستطيعون شراء الاجهزة التعويضية الغالية التي تليق بالبشر وهم الفئة الدنيا المنسية في حين نجد الحكومة تقوم بإعفاء السيارات المجهزة من الجمارك فلماذا لا تمنح الأجهزة التعويضية اعفاء من الجمارك ولماذا لا تتحد وزارة الصحة والتأمين الصحي والتضامن الاجتماعي لتوفير الأطراف الصناعية المناسبة والمدعمة لهذه الفئة‏.‏

وأنه لا يوجد أي نوع من انواع التدريب على أصول هذه الصناعة ومستحدثاتها فالفنيون المتدربون وصلوا لأرذل العمر وكثير منهم توفاه الله والباقي أصبح عاجزا عن العمل بسبب مرضه ولم يبق سوي الصناع الفنيين الذين ليس لديهم أي خبرة أو تدريب سوي التدريب في المواطنين الغلابة وأخذ الخبرة من خلال العمل فقط كما أن المدرسة الوحيدة الموجودة لتصنيع الأطراف الصناعية التابعة لوزارة الصحة مستواها يعد الأن من أدني المستويات ولا علاقة لها بهذه المهنة علي الرغم أنها تحمل اسم معهد شلل الاطفال أي للأطراف الصناعية إلي أن الخريجين منها لا يعرفون الفرق بين الطرف البلاستيك‏,‏ والمعدني ورغم أن مؤسسة يوم المستشفيات بها‏50‏ عاملا فنيا يتدربون علي المترددين علي المؤسسة أي بالخبرة فإن المؤسسة تخدم حوالي ألف معاق سنويا‏.‏

أن الوضع خطير جدا لان كل شخص لا عمل له يدعي انه فني أطراف صناعية وأصبحت المهنة مجرد تجارة فهي مهنة لمن لا مهنة له‏,‏ وأصبحت تضم مجموعة من المهربين لأجزاء الاطراف الصناعية الاجنبية تهرب من أحدي الدول العربية للإتجار فيها لذلك لابد من وقفه حاسمة ورعاية لهذه الصناعة حتي لا يتضرر المواطنون المعوقون‏,‏

ولو ضربنا مثلا واقعيا يتحقق دائما وأبدا الأن عند صناعة طرف صناعي لأي مريض يستغرق وقتا كبيرا يصل الي عدة أشهر في حين أن معظم المراكز المتطورة سواء كانت في الدول المتقدمة أو حتي الدول العربية لا يستغرق اكثر من اسبوع علي الاكثر‏.‏ وفي مصر نحو‏5%‏ من السكان يحتاجون اطراف صناعية والفرق الوحيد هو تعريف الاعاقة لان ما يقال ان هناك‏7‏ ملايين ونصف مليون معاق في مصر ليس هذا العدد معاقا حركيا‏.‏

أن أجد الحكومة تقوم بالإعفاء الجمركي لسيارات المعاقين الأغنياء والأثرياء ولا تنظر الي المعاق المعدم أو الفقير وقد يقال أن هناك‏17‏ مصنعا لتصنيع الأطراف الصناعية في مصر علي مستوي الجمهورية منها معهد شلل الاطفال ومصنع بالعجوزة يتبع القوات المسلحة ولكن للأسف دون المستوي ولايزال المعاقون حركيا يعانون الكثير والكثير‏.‏

ان سعر الجهاز الطرفي يتراوح ما بين‏6‏ آلاف جنيه و‏14‏ الاف جنيه حسب نوعية الطرف‏,‏ فهناك قدم فقط وهناك طرف فوق الركبة وآخر تحت الركبة وذراع وكف كل حسب ما يحتاج اليه المريض كما ان اللجنة هي التي تحدد الجهة التي يحول اليها المريض وانما تكون الافضلية لشركة الجمهورية لا نها جهة حكومية واحيانا يتم إحالة المريض الي مركز تأهيل العجوزة حسب حالته وصحيح ان المركز مرتفع  لان‏99%‏ من التكلفة تذهب الي الاقامة فلو صدر قرار من اللجنة بالمجالس الطبية بالعلاج بتكلفة الف جنيه فان‏900‏ جنيه تدفع مقابل الاقامة الفندقية وسيبقي‏100‏ جنيه للعلاج فقط لذلك لا نرسل حالات للعلاج الداخلي وانما نرسلهم لاماكن اخري تكون التكلفة فيها اقل بكثير‏.‏ أن الفرق بين طرف صناعي وطرف آخر له نفس المواصفات يرجع لفنية عمل الجهاز نفسه بمعني أن الطرف الصناعي لابد أن يتناسب مع مستخدمه ويتفاعل معه وتكليفا سويا‏.‏

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا تعرف عن حجم تجارة الأطراف الصناعية وأسعارها ماذا تعرف عن حجم تجارة الأطراف الصناعية وأسعارها



GMT 11:27 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مفهوم الفساد الاقتصادي

GMT 18:50 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ازمة القطن وتسويقه

GMT 14:51 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

السياحة ومقوماتها الاقتصادية

GMT 14:44 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

السلامة الانشائية وقانون هدم المباني

GMT 12:34 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أهمية الكوميسا للاقتصاد المصري

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon