توقيت القاهرة المحلي 13:27:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من يطفئ لهيب الأسعار؟

  مصر اليوم -

من يطفئ لهيب الأسعار

بقلم : هاني أبو الفتوح

ما زالت نار الأسعار تكوي الجباه وكأنها حديد من صهر يصب فوق رأس المواطن المصري تذيقه عذاب لا ينقطع، فأصبح يعيش أسوأ كابوس بفعل جنون الأسعار واللهث وراء توفير ضروريات الحياة في مواجهة أمواج التضخم العاتية التي تضرب مصر بلا رحمة.

أعلن البنك المركزي المصري عن تراجع التضخم السنوي الأساس يإلى 33.26 % في سبتمبر من 34.86% في أغسطس السابق له، وتراجع معدل التضخم الأساسي الشهري ليصل إلى 0.19% في سبتمبر 2017، مقابل 0.31% في أغسطس السابق له.

على الرغم من انخفاض معدل التضخم، إلا أن هذا المعدل ما زال مرتفعًا، وبغض النظر عما إذا كانت الأسباب ترجع إلى تداعيات تعويم العملة ورفع الحكومة لأسعار بعض السلع والخدمات في إطار إجراءات إصلاحات قاسية، يعاني المواطن تحت وطأة ارتفاع الأسعار المصحوب بجشع بعض رجال الأعمال والتجار والحرفيين وأصحاب المهن الحرة الذين انتهز بعضهم الفرصة لكي يفرضوا أسعار جديدة بادعاء تأثير ارتفاع سعر الدولار والعملات الأجنبية، على الرغم من ثبات سعر الدولار في البنوك وانخفاض سعر الدولار الجمركي إلى 16 جنيهًا.

من المعلوم أن مصر تستورد أكثر من 60% من احتياجاتها من المواد الغذائية وتشير بيانات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، إلى ارتفاع أسعارالسلع الغذائية العالمية في شهر سبتمبر مع استمرار هذا الارتفاع لعدة أشهر على التوالي، لذلك يرجع سبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية في مصر إلى ارتفاع الأسعار العالمية، حيث بلغ هذا الارتفاع نحو 10% على مدار عام.

للأسف الشديد استغل بعض المستوردين وكبار التجار الجشعين زيادة الأسعار العالمية والتحجج بارتفاع سعر العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري لكي يرفعوا الأسعار بشكل كبير وبدون ضوابط لكي يحققوا مكاسب خرافية دون اعتبار لمعاناة المواطن في الحصول على احتياجاته من السلع بأسعار معقولة.

من الناحية العملية، لا تستطيع الحكومة فرض سيطرتها والرقابة على الأسعار إلا في حدود ضيقة وباستخدام آليات غير محكمة يصعب تنفيذها في شتى محافظات مصر بشكل منتظم. لذلك أرى أنه يمكن للحكومة أن تضع تسعيرة استرشاديه للسلع كحل مؤقت مع بذل مجهود أكبر في ضبط السواق، وأحبذ أن تتقدم الحكومة إلى مجلس النواب بمشروع قانون للتسعير الجبري، وخصوصًا أنه كان لدينا القانون رقم 163 لسنة 1950 بشأن شؤون التسعير الجبري وتحديد الأرباح، ولا علم لي هل هذا القانون ما زال ساريًا أم تم تعديله أو إلغاؤه، وبالبحث على شبكة الإنترنت اكتشفت أن قانون التسعير الجبري وحماية المستهلك قد أصدر في عدة دول مثل قطر سورية.

تعتبر الممارسات الاحتكارية من أسباب ارتفاع الأسعار والإضرار بالسوق فهل يساهم القانون رقم (3) لسنة 2005 الخاص بحماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية في ضبط السوق؟ أتمنى ذلك خصوصًا بعد أن تم تعديل القانون بموجب قرار من الرئيس عبدالفتاح السيسي في يوليو 2014، بأن تكون العقوبات بفرض غرامات نسبية بدلًا من فرض غرامة ثابتة على من قام بممارسة احتكارية.

وفي الختام، أود أن أشير إلى أن اللجوء فقط إلى إلقاء كامل العبء على الدولة لم يعد حلًا وحيدًا لحماية مصالح المواطنين من غول الأسعار، فمؤسسات المجتمع المدني ودور المواطن أصبح قوة إضافية للضغط على التجار الجشعين من أجل الالتزام بالأسعار العادلة ومنع الاحتكار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يطفئ لهيب الأسعار من يطفئ لهيب الأسعار



GMT 02:36 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل الزيادة السكانية عائق للتنمية أم السياسات الخاطئة

GMT 20:20 2017 الجمعة ,15 أيلول / سبتمبر

الشمول المالي وموقف مصر الاقتصادي

GMT 06:46 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

قانون الضريبة صنع للفقراء

GMT 08:51 2017 الأربعاء ,06 أيلول / سبتمبر

هل تستفيد مصر من قمة "البريكس"؟

GMT 08:34 2017 الثلاثاء ,05 أيلول / سبتمبر

الاكتناز والثقة في الجهاز المصرفي

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:27 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطالب بإنهاء الصراع الإسرائيلي اللبناني
  مصر اليوم - ترامب يطالب بإنهاء الصراع الإسرائيلي اللبناني

GMT 13:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى
  مصر اليوم - نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى

GMT 12:45 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ميس حمدان تتحدث عن تطور السينما السعودية
  مصر اليوم - ميس حمدان تتحدث عن تطور السينما السعودية

GMT 06:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان
  مصر اليوم - غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 12:57 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 10:39 2021 الأحد ,09 أيار / مايو

إطلالات شرقية لرمضان من وحي فاطمة المؤمن

GMT 17:26 2021 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

بايرن ميونخ يصف محمد صلاح بأنه "ميسي أفريقيا"

GMT 12:11 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ميلان يعلن إعارة كولومبو لـ كريمونيزي الأمريكى كولومبو

GMT 03:17 2020 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فيديو تفاعلي يتكيف مع حركة الجسم أثناء التمارين

GMT 16:43 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أخطاء تفعلها عند ارتداء الكمامات

GMT 03:12 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

المعهد الأميركي يكشف السيناريو المرعب لـ"كورونا"

GMT 07:29 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

صلاح مع قطة تحصد نصف مليون إعجاب في ساعات

GMT 06:31 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الثلاثاء 13 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 05:06 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح ديكور هادفة إلى تنسيق حدائق منزلية

GMT 08:41 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وصلة رقص لـ ساويرس على أنغام رايحين نسهر لـ محمد رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon