بقلم - الدكتورهاني ابو الفتوح
يعيش على أرض مصر رموز للفن والعلم والسياسة، جنبا إلى جنب مع رموز الفهلويين من رجال الأعمال والتجار الذين اختفى من قاموس معاملاتهم اليومية الصدق والأمانة، فأصبحوا لاشاغل لهم إلا تحقيق مزيد من الأرباح بالفهلوة. أتحدث هنا عن أكذوبة التخفيضات المعرفة ب "الأزكازيون" ، وكيف حولها الفهلويين من مناسبة للتخفيضات التي لا مثيل لها إلى مهرجان للنصب على المستهلكين.
المؤسف أن تقرير لوزارة التموين والتجارة الداخلية، كشف عن عدد كبير جدا من المخالفات قامت بها المحلات المشاركة في الأوكازيون الشتوي. يقدر عدد المحلات المشاركة فى الأوكازيون الشتوى منذ 15 يناير الماضى نحو 3686 محلاً، منها 137 بقطاع الأعمال و3467 بالقطاع الخاص، و22 قطاعًا تعاونيًا، و60 استثماريًا. بلغ عدد المخالفات 1181 مخالفة، تم تحرير محاضر بشأنها، منها 11 محضر لعدم وجود سعرين قبل وبعد التخفيض، و1181 محضرًا عن عروض وهمية، و9 محاضر بسبب الإعلان بلغات أجنبية.
وعلى سبيل الخداع تقوم بعض المحلات المشاركة في الأوكازيون بعرض لافتات تعلن عن تنزيلات تدعي انها حقيقية و تصل إلى 75 %، مع استخدام تعبيرات مثيرة لشهية المستهلك مثل فرصة مذهلة، وخصومات حقيقية على أحدث الموديلات من أكبر دور الأزياء العالمية ، اشتري قطعة واحصل على الثانية مجانا الخ. هذه العبارات تجعل المستهلك في حيرة من أمره، فهل هي عروض وخصومات حقيقية، أم هي عروض وهمية وحيل يستغلها أصحاب المحلات التجارية؟
وبما أن بعض التجار لهم باع طويل في الفهلوة، فهم لن يضيعوا الفرصىة لتحقيق مكاسب كبيرة بما فيها التخلص من البضاعة الراكدة. وهذا ما عززه جهاز حماية المستهلك، حيث صرح بعمل الحملات على المحلات للإلمام بالأسعار قبل بدأ فعاليات الاوكازيون . وكانت نتيجة الحملات اكتشاف أن بعض المتاجر رفعت أسعارها من أجل عمل تخفيضات وهمية. وبذلك يتحول الاوكازيون الى كوميديا سوداء يضحك فيها التاجر على المستهلك الذي يظن أنه فاز بتخفيض لا مثيل له، بينما في الحقيقة أنه اشترى بضاعة غالبا ما تكون راكدة بنفس سعرها قبل الخصم الكبير المزعوم.
فيا عزيزي المستهلك، أرجو أن لا تتسرع في الشراء تحت ضغط الخصومات التي لا مثيل لها إلا في ضمير التاجر، فهي غالبا ما تكون غير حقيقية. يمكنك بذل قليل من الوقت للتحري عن سعر السلعة قبل التخفيض من خلال معارفك، أو شبكة الانترنيت اذا كان ذلك ممكنا. يجب عليك ألا تنفق مالك الذي حصلت عليه بشق الأنفس إلا في الاشياء التي لها قيمة حقيقة تعادل ما تم دفعه من نقود.