توقيت القاهرة المحلي 09:14:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدولار إلى أين في سباقه مع الجنيه المصري؟

  مصر اليوم -

الدولار إلى أين في سباقه مع الجنيه المصري

بقلم-الدكتور فخري الفقي

منذ مطلع عام 2019 شهد سعر صرف الجنيه المصري قدرا من التعافى خلال شهرى يناير وفبراير والأسبوع الأول من شهر مارس من هذا العام 2019، حيث انخفض سعر صرف الدولار فى السوق المصرفى من نحو 17.90ج/ للدولار إلى نحو 17.45 ج/ للدولار أى بنحو 2.5%.

السؤال المطروح الآن هو: ما الأسباب الكامنة وراء ذلك؟

وهل يستمر هذا الاتجاه النزولى فى سعر العملة الخضراء؟

الإجابة يمكن تلخيصها فيما يلى:

 أولا - عوامل داخلية تتعلق بنجاح جهود الحكومة والبنك المركزى فى اتخاذ السياسات الإجراءات الاقتصادية المناسبة لتحسين أداء الاقتصاد المصرى واستمراره فى تحقيق نتائج إيجابية لمؤشرات الاقتصاد الكلى التى تتمثل فى معدلات النمو والبطالة والتضخم وعجز الموازنة والدين العام والاحتياطى وإيرادات النقد الأجنبى.

ثانيا - عوامل ذات صلة بتغيرات البيئة الاقتصادية العالمية ونجاح سياسات الحكومة والبنك المركزى فى التعامل والتكيف مع التحديات التى تفرضها التقلبات الراهنة فى بيئة الاقتصاد العالمى التى تتمثل فى تباطؤ معدلات النمو العالمية والصراعات التجارية وأزمة الأسواق الناشئة وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى وتراجع الائتمان والاستثمار الأجنبى والتقلبات العنيفة فى أسواق النفط.

أولا - العوامل الداخلية التى تتلخص فى نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادى فى تحقيق نتائج إيجابية بدرجة انعكست على حدوث انخفاض فى قيمة الدولار مقابل الجنيه، والذى يعزى ببساطة إلى تزايد معدلات نمو المعروض من النقد الأجنبى مقارنة بمعدلات نمو الطلب عليه فى السوق المصرفى (Interbank).

١ - فيما يتعلق بأسباب زيادة المعروض من النقد الأجنبى فإنها تتلخص فيما يلى:

ا- التحسن الملحوظ فى أداء مضخات النقد الأجنبى غير المولدة لمديونية من كل من السياحة وتحويلات المصريين قناة السويس وتعافى إيرادات الصادرات السلعية والاستثمارات الأجنبية المباشرة حيث من المتوقع تزايد حصيلة النقد الأجنبى لنحو 85 مليار بنهاية العام المالى الحالى 2019/2018 مقارنة بنحو 72 مليار دولار تحققت فى العام المالى المنصرم 2018/2017.

ب - زيادة تدفقات النقد الأجنبى من مصادر مولدة لمديونية كالاقتراض بضمان سندات دولارية أو باليورو من الأسواق العالمية أو من صندوق النقد والبنك الدوليين فى إطار برنامج الإصلاح الاقتصادى، حيث من المتوقع أن تبلغ حصيلة تلك التمويلات نحو 15 مليار دولار فى العام المالى الحالى 2019/2018, مقارنة بنحو 12 مليار دولار فى العام الماضى 2018/2017.

ج - قيام البنك المركزى يوم 4 ديسمبر 2018 بإلغاء ضمانة الخروج الآمن لتدفقات صناديق الاستثمار الأجنبية (الأموال الساخنة) عند طلبها لذلك، والتى يستثمر معظمها فى أدوات الدين الحكومى (أذونات وسندات). هذه الآلية تمثلت فى احتجاز المركزى لتدفقات تلك الصناديق بالنقد الأجنبى لديه فى حساب مجنب (EscrowAccount) بعيدا عن احتياطياته مع صرفه لقيمة تلك التدفقات بالجنيه المصرى لتقوم باستثمارها فى أدوات الدين الحكومى. لقد أدى إلغاء هذه الآلية إلى تمكين هذه الصناديق الأجنبية من الضخ المباشر لنحو 2.5 مليار دولار بالنقد الأجنبى إلى السوق المصرفى وحصولها على المقابل بالجنيه المصرى بسعر الصرف السوقى دون ضمانة من البنك المركزى وهو ما أسهم فى حدوث الانخفاض الذى طرأ على قيمة الدولار فى السوق المصرفى منذ يناير 2019 حتى تاريخه.

 - 2 فيما يتعلق بأسباب تباطؤ النمو فى الطلب على الدولار، فيمكن أن نعزيه إلى الأسباب التالية:

ا- زيادة الواردات بمعدلات منخفضة عما كانت عليه، فمثلا توقفت مصر عن استيراد الغاز الطبيعى من الخارج (باستثناء حصة الشريك الأجنبى) ما أدى إلى مزيد من توفير النقد الأجنبى الذى كان يستخدم فى استيراد الغاز الطبيعى فى الأشهر القليلة الماضية.

ب - كذلك أسهم الإجراء الذى اتخذه البنك المركزى بالتنسيق مع وزارة المالية وبالتشاور مع صندوق النقد الدولى فى شهر دسمبر 2018، بتطبيق سعر الصرف الحر فى السوق المصرفى (حاليا 17.45/ دولار) عند احتساب جمارك الواردات السلعية غير الضرورية (نهائية وخامات ومستلزمات إنتاج) والإبقاء على سعر صرف الدولار الجمركى المدعم والمحدد من قبل وزارة المالية بالتنسيق مع البنك المركزى (حاليا ١٦ ج/ دولار) ويستهدف هذا الإجراء تصحيح جزء مما تبقى من تشوهات فى سعر الصرف، وكذا ترشيد الطلب على النقد الأجنبى إضافة إلى حماية الإنتاج المحلى.

ج - زيادة قدرة البنك المركزى على إدارة محفظة ديون مصر الخارجية البالغة 98.6 مليار دولار (حتى نهاية فبراير 2019) بطريقة لا تشكل عنصرا ضاغطا على سعر صرف الدولار مقابل الجنيه فى السوق المصرفى. وفى هذا الخصوص، استطاع البنك المركزى تعزير سعر صرف الجنيه مقابل الدولار بزيادة احتياطياته الأجنبية إلى نحو 44 مليار دولار أى ما يزيد على ثمانية أشهر واردات سلعية حتى شهر فبراير 2019. كما استطاع أن يجدد أجل الودائع الخليجية والمستحقة عام 2019. كذلك، تلقى البنك المركزى لحصيلة السندات الدولارية التى طرحتها وزارة المالية فى فبراير 2019 بقيمة 4 مليارات دولار وقام بصرف مقابلها بالجنيه للوزارة هذا بخلاف تلقيه لمبلغ 2 مليار دولار قيمة الشريحة الخامسة من قرض صندوق النقد الدولى فى يناير 2019.

أما فيما يتعلق بالإجابة عن التساؤل الخاص: هل يستمر تراجع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصرى؟ وما انعكاسات ذلك على أداء الاقتصاد المصرى؟ الإجابة باختصار تتمثل فى قدرة صانعى القرار (الحكومة والبنك المركزى) على التعامل والتكيف مع المخاطر المالية والاقتصادية التى تفرضها التقلبات فى بيئة الاقتصاد العالمى التى سنتعرض لها بالتفصيل فى الجزء الثانى من هذا المقال فى العدد المقبل.

نقلاًعن جريدة الأهرام الاقتصاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدولار إلى أين في سباقه مع الجنيه المصري الدولار إلى أين في سباقه مع الجنيه المصري



GMT 12:13 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

معوقات تمويل الصناعات الصغيرة والمتوسطة

GMT 10:18 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

تصحيح مسار الدولار الجمركي

GMT 10:47 2019 الأحد ,04 آب / أغسطس

ارتفاع المستوى العام للأسعار والتضخم

GMT 16:26 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

كيفية اصلاح منظومة الاجور في مصر

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:27 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطالب بإنهاء الصراع الإسرائيلي اللبناني
  مصر اليوم - ترامب يطالب بإنهاء الصراع الإسرائيلي اللبناني

GMT 00:29 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف عن مشاركته في دراما رمضان المقبل 2025
  مصر اليوم - محمد فراج يكشف عن مشاركته في دراما رمضان المقبل 2025

GMT 06:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان
  مصر اليوم - غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 12:57 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 10:39 2021 الأحد ,09 أيار / مايو

إطلالات شرقية لرمضان من وحي فاطمة المؤمن

GMT 17:26 2021 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

بايرن ميونخ يصف محمد صلاح بأنه "ميسي أفريقيا"

GMT 12:11 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ميلان يعلن إعارة كولومبو لـ كريمونيزي الأمريكى كولومبو

GMT 03:17 2020 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فيديو تفاعلي يتكيف مع حركة الجسم أثناء التمارين

GMT 16:43 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أخطاء تفعلها عند ارتداء الكمامات

GMT 03:12 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

المعهد الأميركي يكشف السيناريو المرعب لـ"كورونا"

GMT 07:29 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

صلاح مع قطة تحصد نصف مليون إعجاب في ساعات

GMT 06:31 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الثلاثاء 13 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 05:06 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح ديكور هادفة إلى تنسيق حدائق منزلية

GMT 08:41 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وصلة رقص لـ ساويرس على أنغام رايحين نسهر لـ محمد رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon