توقيت القاهرة المحلي 22:01:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السلامة الانشائية وقانون هدم المباني

  مصر اليوم -

السلامة الانشائية وقانون هدم المباني

بقلم - الدكتور عادل عامر

ان قيمة تكلفة المباني المخالفة تصل الى نحو ملياران جنيه وهذه استثمارات خارج منظومة الدولة مطلوب اجراء حوار مجتمعي موسع ووضع رؤية متكاملة بشأنها تتضمن تحديد امكان التصالح معها وتقنين وضعها وتوصيل المرافق والخدمات لها للحفاظ على هذه الاستثمارات او ازالتها مع الاخذ في الاعتبار غياب سيطرة الدولة على المخالفات.

 هي المباني التي تنطوي على خلل إنشائي أو التي طرأ عليها ظروف أثرت على مكونات المبنى ومواد إنشائه نتيجة لقدم المبنى أو تعرضه لكارثة مما يجعلها قابلة للانهيار في أي لحظة، ومن غير المجدي ترميمها وبالتالي تكون هذه المباني غير آمنة من الناحية الإنشائية وعرضة للانهيار ويتوجب إزالتها حفاظاً على الأرواح والأموال

ان مشروع القانون الذي تم رفضه كان ينقصه وضع عقوبات على من يرفض التصالح وتقنين اوضاعه وهذا كان سيفرغ القانون من مضمونة، حيث ان غالبية المخالفات حصلت على خدمة المياه والصرف الصحي بطريقة او بأخرى اى انه مالك العقار ليس في حاجة ماسة للتصالح، كما ان اقراره كان سيفتح بابا جديدا للفساد في المحليات من خلال اجراءات التطبيق في المحليات وتحصيل الغرامات بجانب ان القانون تم في عجل ودون طرحه لحوار مجتمعي.

أن الدولة تجاهد في قانون تصالح البناء، وأنه يوجد أكثر من 200 ألف مخالفة سيتم العمل عليها على فترات، ان مشروع قانون لإزالة العقارات القديمة والآيلة للسقوط، وذلك لمواجهة أزمة سقوط المنازل والعقارات المختلفة في كثير من المحافظات، على أن يكون هناك عمر افتراضي لكل العقارات القديمة، وهي من 60 إلى 65 عام، فإذا مضى عليها هذه الفترة تعد مخالفة، فيتم هدمها بالقوة الجبرية، وذلك حفاظا على أرواح المواطنين من سقوط هذه العقارات.

أن الحالة الإنشائية للمباني هي الحاكم الأول وليست أعمارها، أن سقوط العقارات مرتبطة بطريقة بناءها وليس بعمرها كما يزعم. أن هذا التشريع سيتسبب في هدم الكثير من الثروة العقارية المصرية وهذا الأمر يخلق أزمة جديدة في السكن،

ويلزم الدولة بتوفير وحدات بديلة لغير القادرين او حتى أصحاب هذه المنازل. أن أوروبا تحافظ على المباني التراثية والتاريخية والمعمارية لديها، ولا تهدمها كما هو واضح من فلسفة المشروع الجديد، ولكن لمواجهة أزمة انهيار العقارات بشكل شبه يومي لا بد من عمل مراجعة شاملة لكل المباني الحديثة والقديمة للوقوف على السلامة الإنشائية التي تعد هي الفيصل الرئيسي في الإزالة من العدم، أن الكثير من المنازل التي تسقط يوما تلو الآخر اتضح بعد الفحص أنه صدر لها قرار إزالة بسبب عدم السلامة الإنشائية،

ولكن لم ينفذ هذا القرار للعديد من الأسباب سواء عدم وجود بديل أو رفض قاطنيها أو ما شابه، وهذا يعنى أن السلامة الإنشائية هي الفيصل في إزالة العقارات الآيلة للسقوط من عدمه وليس عمرها الزمنى. يكون لرؤساء المراكز والمدن والأحياء والمهندسين القائمين بأعمال التنظيم بوحدات الإدارة المحلية صفة الضبطية القضائية ولغيرهم من المهندسين والموظفين المختصين مما يصدر بتحديدهم قرار من وزير العدل بالاتفاق مع الوزير المختص بشئون الإدارة المحلية صفة الضبطية القضائية، وذلك في إثبات ما يقع من مخالفات لأحكام هذا القانون ولائحته التنفيذية واتخاذ الإجراءات اللازمة في شأنها. ويكون للمحافظ المختص أو من يفوضه أن يصدر قرارا مسببا بوقف أعمال الهدم غير المصرح بها أو التي تتم دون مراعاة أحكام هذا القانون.

تلتزم الجهة الإدارية المختصة بتنفيذ هذا القرار فور صدوره واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع الاستمرار في أعمال الهدم، وإخطار ذوي الشأن بهذا القرار بموجب خطاب موصى عليه بعلم الوصول، ويكون لها التحفظ على الأدوات والمهمات المستخدمة في ارتكاب المخالفة ذلك لمدة لا تتجاوز خمسة عشر يوما مالم تأمر النيابة العامة بخلاف ذلك، وبشرط عدم الإضرار بحقوق الغير إنه وفقا للتصميمات الهندسية المعتمدة في مصر

 فإن المباني والمنشآت الخرسانية عمرها الافتراضي لا يقل عن 75 عاما في حال الالتزام بكافة الشروط والضوابط والخامات الجيدة. أنه بعد مرور هذه المدة الزمنية من حق صاحب العقار أن يطلب تشكيل لجنة من الإدارة الهندسية للوقوف على السلامة الإنشائية للمبنى من عدمه، وفى حال إثبات أن أصبح غير آمن يجب إزالة المنشأ فورا حفاظا على أرواح المواطنين، مع توفير البدائل الآمنة. أن عدد العقارات الآيلة للسقوط دون أن يُتخذ إجراءات بشأنها يبلغ 97 ألفا و535 عقارًا، في الوقت الذي يبلغ فيه إجمالي عدد العقارات في مصر نحو 43 مليون عقار، وهو ما يوضح مدى قلة هذا الرقم مقارنة بإجمالي العقارات الموجودة.

أن من المفترض أن يوضع قانون للعقارات التي يمر عليها فترات طويلة، تعرض على لجنة هندسية واستشاريين للنظر إليه وإعطاء تفاصيل مؤكدة عن حالتها الإنشائية، بدلًا من إنشاء مشروع قانون يلزم إزالة العقارات التي يمر عليها أكثر من 60 عام، دون مراعاة لسكانه.

أن القانون بمثابة كارثة قد تحدث في حالة الموافقة عليه، وأنه يجب دراسة كل حالة على عليها، وهذا قد يتطلب آليات دقيقة. إن مشروع قانون إزالي العقارات القديمة فوق 60 إلى 65 عام بالقوة الجبرية، لا يمكن أن يحدث. أنه ليس حلًا، ولابد من وضع حلول واقعية كالترميم أو عرضها على لجنة هندسية وفى حالة التأكيد أنها لا تصلح، يتم توفير أماكن لسكانها. إن تحديث المباني أمر لا ناقش فيه،

 ولكن بضوابط وقوانين تحكمه أن الأمر ليس مرتبط بعمر العقار. أن الأحياء هي وحدها من تملك أحقية متابعة المباني وتحديد المنشآت المهددة لأصحابها بالهلاك ضرورة وضع خطة مدروسة وواضحة لحل مشكلة انهيار العقارات، وعمل دراسة كافية للأهالي المتضررة. تتضمن الأعمال الإنشائية عمليات بناء المنازل والوحدات السكنية وبناء الجسور والسدود والسكك الحديدية وفتح الطرق وغيرها، وقد شهدت الأعمال الإنشائية تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة صاحبها زيادة في عدد الوفيات والإصابات المهنية حيث تشير الإحصاءات العالمية أن وفاة واحدة من أصل كل 5 وفيات في قطاع الأعمال تعود إلى أسباب متعلقة بالأعمال الإنشائية. ت

شمل الأعمال الإنشائية مخاطر متعددة تعتمد على طبيعة العمل الإنشائي والظروف المحيطة ومن هذه المخاطر العمل على ارتفاعات عالية ومخاطر السقوط عنها، انهيار الحفريات والخنادق، الغبار والضوضاء، حركة المعدات الثقيلة، العدد اليدوية، مخاطر رفع الأثقال، المواد الخطرة، المخاطر الكهربائية، والأماكن المحصورة. وانهيار السقالات والسلالم.

أثبتت الإحصائيات العالمية أن أكثر حوادث العمل خطورة وينجم عنها وفيات عديدة في الأعمال الإنشائية هي السقوط ويحدث السقوط عادة من المرتفعات أو بسبب تصادم المعدات والسيارات أو بسبب حوادث الانهيارات للحفريات والخنادق والسقالات، تستخدم الروافع بكثرة في المشاريع الإنشائية وعادة تكون الحوادث الناتجة عنها مكلفة وخطيرة ولا يشمل الضرر والحوادث المميتة العمال فحسب بل يشمل أحيانا المتفرجين الأبرياء وتتواجد المخاطر في جميع مظاهر تشغيل الرافعة متضمنة التجميع والتفكيك والتحرك والصيانة ولذلك تشمل مسؤولية التشغيل الآمن للروافع جميع الأطراف من المُصنع إلى المُشغل.

وفي السنوات الأخيرة أصبح لزاماً في المشروعات الإنشائية المختلفة إعداد خطة للسلامة والصحة المهنية والبيئة قبل الشروع في تنفيذ هذه المشروعات توضح سياسة الشركة المنفذة للمشروع في مجال السلامة والبيئة طوال مدة التنفيذ وحتى الانتهاء من المشروع وتسليمه للجهة المالكة.

إن سيناريو تكرار انهيار المنازل في مختلف المحافظات يعود للعديد من الأسباب في مقدمتها الامتناع عن تنفيذ قرارات الإزالة خاصة حال عدم توافر البديل، أو عدم القدرة على توفير المسكن البديل. هناك العديد من المباني يتخطى عمرها الـ 70 و80 عاما وتظل صالحة للسكن وبهذا لن نستطيع أن نعمم فكرة الهدم الإجباري بمجرد مرور 65 عاما على المبنى، ولكن لابد من تشكيل لجان هندسية للوقوف على حالة هذه العقارات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلامة الانشائية وقانون هدم المباني السلامة الانشائية وقانون هدم المباني



GMT 11:27 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مفهوم الفساد الاقتصادي

GMT 18:50 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ازمة القطن وتسويقه

GMT 14:51 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

السياحة ومقوماتها الاقتصادية

GMT 12:34 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أهمية الكوميسا للاقتصاد المصري

GMT 13:41 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

خطة الحكومة في هيكلة قطاع الأعمال العام

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon