حاضنات الأعمال الدولية International Business Incubators systems (IBIS)
تتم ابتكار هذا النموذج للحاضنات من أجل ملاحقة التطورات الاقتصادية ونتائج التوسع في التجارية الدولية وإزالة الحواجز بين الأسواق، فقد نشأت مجموعة جديدة من الشركات التي تتخطى الحواجز القوية والإقليمية، وهي الشركات العابرة للقوميات، لقد أقيمت الحاضنات الدولية من أجل هذه التوعية من الشركات ومن أجل تسهيل عملية توطين الشركات الجديدة الناشئة في بيئة أعمال تماثل بيئة الأعمال في الشركات الدولية،
من حيث توافر البنية التحتية الحديثة والمهارات الفنية والإدارية ذات المعايير الدولية بالإضافة إلى وجود خبراء في مجالات الشراكة الدولية وإقامة المشروعات، وقد أوضحت التجربة أن معظم الشركات التي تستفيد من الحاضنات الدولية هي في الغالب شركات صغيرة ومتوسطة تعمل في الدول الصناعية، وتريد أن تتوسع في أنشطتها والدخول إلى أسواق جديدة، حيث تقيم جزءاً أو تنقل كل أنشطتها التصنيعية في الغالب في هذه الحاضنات الدولية، حيث تتوافر العمالية المدربة الرخيصة والقوانين المحلية التي تشجع إقامة هذه الشركات.
والأمثلة على هذه النوعية من الحاضنات توجد في عدد من الدول وخاصة في الصين التي ابتكرت هذه النوعية وبرعت في إقامة شبكة كبيرة تحتوي عدة حاضنات دولية في كل من مدينتي بكين وشنغهاي، وكذلك في الولايات المتحدة الأمريكية وفي ولاية كاليفورنيا خاصة حيث توجد الحاضنة الدولية في مدينة سان جوزيه " Incubator International Business" الت يطلق عليها سفيرة وادي السيليكون "Valey IBI the business embassy of silicon" .
بالإضافة إلى البرنامج الذي تموله الحكومة الإيطالية في كل من تونس والهند، حيث نجد الاختيار قد وقع على تونس لإقامة هذه الحاضنة الدولية بالتعاون بين التجمع التكنولوجي للاتصالات "الغزالة" "El Gasela" والحديقة التكنولوجية بورج سيدريا (Borg Cedria) لإقامة أول حاضنة دولية في هذه المنطقة.
حاضنات الطلاب والدارسين في الخارج: Overseas Student Incubators
وهي نوعية جديدة من الحاضنات قامت الصين أيضاً بابتكارها وإدخالها إلى مجالات صناعة الحاضنات في أواخر أعوام التسعينيات حيث لبعض الدول عدد ضخم من طلابها الذين يقومون بدراساتهم العليا في خارج هذه الدول، ويمثل طلاب الصين تقريباً أكبر نسبة طلاب أجانب في دول العالم المختلفة خاصة في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا الغربية واليابان، بلغ عدد طلاب الصين المسجلين في الجامعات الغربية حوالي 250 ألف طالب معظمهم في الدراسات العليا مما يشكل قوة ضاربة ضخمة تعمل الحكومة الصينية على استغلالها من خلال وضع برنامج إقامة حاضنات موجهة لاستيعاب هؤلاء الدراسين في الخارج وتشجيعهم على العودة إلى الوطن الأم، وخاصة بعد إتمامهم الأبحاث والحصول على الدرجات العلمية، وذلك للمساهمة بشكل مباشر في التقدم التكنولوجي والاقتصادي للصين،
وقد بلغ عدد الحاضنات المخصصة للعائدين من الدراسة في الخارج 28 حديقة تكنولوجية، وخاصة حتى نهاية أعوام التسعينيات ومن هذا العدد حوالي 11 حاضنة أقيمت بالاشتراك مع حاضنات موجودة وتعمل فعلاً من قبل و17 حاضنة تمت إقامتها لخدمة هذا الغرض.
حاضنة تقيمها شركات أو هيئات ضخمة:
ترتكز هذه النوعية من حاضنات المشروعات على استغلال آلية الحاضنات في إنجاز مشروعات بحثية أو إنتاجية، أو استحداث تكنولوجيات من خلال توكيد وتعميق علاقة الشراكة بين بعض المؤسسات والشركات الكبيرة، وأصحاب الأفكار والمشروعات الصغيرة التي تستطيع خدمة هذه الشركات، وتختلف نوعية الشراكة من إقامة مشروعات مشتركة مع المشروعات الصغيرة لإجراء برنامج مخطط ومنظم بالكامل، ووفقاً لذلك يتم تحديد مسئولية كل شريك بوضوح، أو يمكن أن تتخذ شكلاً أقل رسمية من حيث إتاحة الفرصة أمام المسئولين التنفيذيين بالشركة لوضع أفكارهم موضع التنفيذ. إن إقامة التعاون بين المشروعات الصغيرة والشركات الكبيرة يمكن أن يكون جذاباً أيضاً من الناحية المالية، فبالنسبة للشركات الكبيرة تمثل المشروعات المشتركة وسيلة فعالة لزيادة الاستثمارات المتصلة بتنمية الأعمال وإبقاء الخيارات مفتوحة وضمان مستقبل مختلف للمشروعات في مرحلة لاحقة من نموها.
أما بالنسبة للمشروع الصغيرة، فإن عملية إقامة مشروعات مشتركة مع الشركات الكبيرة لا تتيح لها فقط إمكانية الحصول على الدعم المالي من الشركة الكبية، بل هذا التعاون يزيد من مصداقية هذه المشروعات الصغيرة ومن قدرتها على اجتذاب التمويل من مصادر أخرى، ويتبلور هذا التعاون خاصة في الحاضنات التكنولوجية التي تقيمها الجامعات أو المؤسسات الكبيرة.
ومن أشهر الأمثلة الحالية على هذه الشراكة ما قامت به وكالة الفضاء الأمريكية (NASA) منذ عدة سنوات من إقامة عدد من مراكز الدعم التكنولوجية والحاضنات، وسوف تتم مناقشة هذا المثال لاحقاً.
كذلك نذكر مثالاً آخر للتعاون بين الحاضنات والشركات والمؤسسات الكبيرة، نذكر مثالاً لحاضنة Louisiana Business and Technology Center وهي عبارة عن حاضنة أعمال تم تصنيفها الثالثة بين 79 حاضنة على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية من حيث معدل الزيادة في فرص العمل التي تقوم بخلقها كل عام، وخلال الشهور الثمانية عشر الأخيرة حصلت إحدى شركات هذه الحاضنة على منح وتعاقدات تبلغ مليون دولار أمريكي معظمها أتى من تعاقدات مع وزارة الدفاع الأمريكية، حيث تقوم هذه الشركة وتدعى Mezzo Systemبعمل الأبحاث والتطوير لإنتاج أجهزة دقيقة صغيرة جداً Microscopic Small Devices تستخدم في التحكم وتركيب معدات الصهر وتشكيل المعادن التي تستخدم بدورها في الأسلحة المتطورة التي تستخدم تكنولوجيا الليزر.
حاضنات يملكها مستثمرون وشركات "حاضنات القطاع الخاص"
قام عدد من رجال الأعمال المستثمرين بإقامة عدد من الحاضنات التكنولوجية الخاصة التي تهدف للربح وتدمج مبدأ الاستثمار والتنمية التكنولوجية ونذكر مثال الحاضنة التكنولوجية اليونانية (High Technology Incubator LID) (AHTI Athena) وهي حاضنة قطاع خاص تهدف إلى استقطاب الشركات التكنولوجية العالمية في منقطة شرق البحر المتوسط ومنطقة البلقان من خلال توفير البنية الأساسية للمشروعات والخدمات التي تعطي قيمة مضافة للشركات المشتركة في الحاضنة، لذلك فقد أقامت هذه الحاضنة شركة متخصصة للتمويل من خلال مبدأ راس المال المشارك (Venture Capital) تدعى VC-driven والتي تعمل على تمويل الشركات الملتحقة بالحاضنة ومساعدتها في التطور والنمو والانتقال من مراحل البدء الأولى (Seed Stage) ،
إلى مراحل التوسع وزيادة راس المال من خلال الاكتتاب (Round-table of BC) وهذا وتتخصص هذه الحاضنة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وكمثال لبعض الحاضنات الخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، نذكر إحدى الحاضنات الموجودة في مدينة بركلي في ولاية كاليفورنيا، وهي حاضنة "Incubator, Inc" أيضاً قامت إحدى الشركات العقارية الكبيرة "Project, inc Harlem Restoration بإقامة عدد من الحاضنات الخاصة في 23 مبنى تمتلكها هذه المؤسسات، وتمثل عدد 450 وحدة مجهزة لإقامة مشروع جديد، من هذه الحاضنات نذكر حاضنة "Incubator Harlem Business" والتي تقع على مساحة 133 ألف قدم وتشمل ستة مباني تحتوي على 40 وحدة مجهزة مساحة الواحدة منها 1500 قدم مربع.