توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ارتفاع الأسعار

  مصر اليوم -

ارتفاع الأسعار

بقلم - عمرو هاشم ربيع

مازلنا حتى الآن نناقش الأزمة الاجتماعية فى مصر، والاعتقاد أن تلك الأزمة تفوق الأزمتين السياسية والاقتصادية التى تمر بها البلاد، وذلك دون التقليل من حجم الأزمتين الأخيرتين. تحدثنا فى أكثر من مقال سابق عن التعليم والصحة. والآن يأتى دور الأسعار.

بقراءة متمعنة فى الكتاب الإحصائى السنوى للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء الصادر لعام 2017، والصادر منذ شهور قليلة، فإن مستويات الأسعار أصبحت غير محتملة، بالنسبة للشريحة العليا من الطبقة المتوسطة، فما بالنا بباقى الشرائح الأدنى منها فى الطبقتين المتوسطة والدنيا. وفقا للكتاب فإن أسعار الحبوب والخضر واللحوم والطيور والأسماك والألبان ومنتجات البقالة فى ارتفاع مستمر، وتلك الأسعار بالقياس بأسعار اليوم باتت أملا تجثو أمامه كل تلك الفئات، التى ما فتئ بعضها يبحث عن لقمة العيش بين أكوام القمامة، وصناديق المخلفات الموجودة أمام بعض المطاعم.

خذ مثلا ما رصده الكتاب فى ص 266 من أن أسعار اللحوم التى كانت فى يناير 2016 تباع للمستهلك بـ 90 جنيها وأصبحت تباع له بـ 100 جنيه فى أغسطس من ذات العام. هذه الأسعار وصلت الآن أى بعد عامين من هذا البيان الأخير إلى أكثر من 150 جنيها، أى بزيادة تصل إلى الثلث ويزيد. نفس الأمر رصده الكتاب فى أغسطس 2016 لباقى الأسعار، فالبيض الأبيض 32 جنيها للكرتونة أصبح الآن 38 جنيها، والسمك البلطى الصغير 23 جنيها للكيلو أصبح (رغم المزارع السمكية) 30 جنيها، واللبن الحليب 7.50 جنيه للكيلو أصبح 12 جنيها، الفول 15 جنيها للكيلو أصبح 18 جنيها، الطماطم 5.50 جنيه أصبحت 7 جنيهات، البطاطس 6 جنيهات للكيلو أصبحت 10 جنيهات... إلخ.

ما سبق لا يعدو مجرد عينة ومثال، وبالتأكيد إذا انتقلنا لأسعار مستلزمات البناء والمنظفات والأدوات المنزلية والكهربائية وغيرها لشابت الولدان من هولها. المؤكد أن كل ذلك مع ثبات الدخول والمرتبات خاصة لطبقة الموظفين يزيد من إرهاق المواطن على إرهاقه، بشكل لم تعد معه دعوات الصبر والتحمل وربط الأحزمة ذات جدوى، لا سيما مع قيام حتى الحكومة برفع أسعار المياه وكافة مصادر الطاقة وفرض الرسوم والضرائب على كل شىء تقريبا باستثناء النفس الذى يستنشقه المواطن، دون أن يقابل ذلك رفع للرواتب. وكذلك الصمت غير المبرر على رسوم التعليم فى المدارس والجامعات غير الحكومية، وأسعار المستلزمات المكتبية، ناهيك عن أسعار المستشفيات غير الحكومية، وارتفاع أسعار الأدوية والمستلزمات الطبية، كل ذلك يتحكم فيه بلا رقابة أباطرة يدعون الاستثمار فى مجالى التعليم والصحة.

جزء من الأسباب المرتبطة بكل ذلك يرجع لضعف الرقابة والمحاسبة، وغياب المتابعة من أجهزة المتابعة بدءا من المؤسسات التنفيذية وانتهاء بالبرلمان. سبب آخر يرجع إلى المجتمع ذاته، بسبب ضعف الإنتاج، ما أدى إلى انخفاض قيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية. السبب الأخير هذا يعزو له التضخم فى أسعار السلع والخدمات وزيادة الاستيراد، لأنه مرتبط بتفضيل قطاع معتبر من الشباب العزوف عن العمل العام والخاص بسبب ضعف الرواتب أكثر من قبول تلك الرواتب حتى يحين الارتقاء لأعمال تدر دخولا أكبر. أسباب أخرى ترجع إلى تآكل رؤوس الأموال الثابتة التى تدر دخولا خيالية، ومن ذلك البناء على الأرض الزراعية. هناك أيضا حالة السفه الاستهلاكى لدى بعض المنتمين للطبقة العليا، وهو ما يغرى الحكومة لرفع الأسعار فى الأمور التى تتحكم فيها، مظنة أن هذا هو سلوك العامة وليس الخاصة. هذه هى بعض الملاحظات التى تحمل فى طياتها حلولا أو حتى مسكنات ولو مؤقتة للخروج من شرنقة الأسعار.

نقلاً عن جريدة المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ارتفاع الأسعار ارتفاع الأسعار



GMT 11:27 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مفهوم الفساد الاقتصادي

GMT 18:50 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ازمة القطن وتسويقه

GMT 14:51 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

السياحة ومقوماتها الاقتصادية

GMT 14:44 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

السلامة الانشائية وقانون هدم المباني

GMT 12:34 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أهمية الكوميسا للاقتصاد المصري

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon