توقيت القاهرة المحلي 06:34:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قرض الصندوق الدولي وانحرافات الفتاوى

  مصر اليوم -

قرض الصندوق الدولي وانحرافات الفتاوى

مصطفى أبوزيد
كَثُرَ الجدل في الآونة الاخيرة حول القرض الممنوح لمصر من قبل صندوق النقد الدولي، وكالعادة أفضت كل هذه الهالة الاعلامية إلى اللا شيء وأبهمت الامور وعقدَّتها من سيء إلى أسوأ . ومع بالغ الأسى فقد اختفى من بيننا أهل العلم المشهود لهم بالصلاح والتوفيق فلم نعد نثق بأحد لأنَّه ليس هناك من أحد، إلا من رحم ربي "وأحسبهم قلة"! فإن لم يكن بيننا من يعلم بأمور ( القروض ) وأحكامها الشرعية وأصولها الفقهية ولديه ... من الحجج والأدلة ما يفحم به الجهلاء ويرُد به الخبثاء ويثلج صدور قوم مؤمنين فهذه مصيبة !! وإن كان بيننا من يعلم وجعل علمه مخصوص لدعم فرقة أو مساندة حزب أو إعانة لحاكم فيخوض في الشبهات كيفما شاء فهذه مصيبة أعظم !!، ومن كان بيننا من يعلم علم اليقين بالمسألة وكتم علمه وأسرَّهُ لأي سبب كان !! فتلك هي الطامة الكبرى ...  قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ) (البقرة:159) وتتوالى المصائب والنوائب في أجيال "أنا" من أحدهم قد درسنا عن القروض وأصول التجارة فخرجنا كما دخلنا، لا نعلم حرامًا من حلالٍ ، ولعلي أحسب من علّمونا كذلكَ كذلك !!! فكلنا ومع الأسف مقصرون . وحتى الآن لم يخرج علينا من يحسم مسألة "القرض" ويجزم بصحتها من بطلانها. سواء أكان به فائدة للدولة أو لم يؤثر في انهيارنا الاقتصادي . وأذكر أنِّي سمعت إمام مسجدنا يتحدث عن ربوية البنوك والفوائد المعطاة وما إلى ذلك ، فقال له أحد الحاضرين : ولكن مفتي الجمهورية قد أفتى بصحتها . فرد الإمام وقال : استفت قلبك ولو افتوك . وحينها استفتيت قلبي ( كـفرد ) فلم أجد خيراً من حديث رسولنا الكريم الذي رواه البخاري ومسلم عن النعمان ابن بشير رضي الله عنه أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((إنَّ الحَلاَلَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُما أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقَدِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وعِرْضِهِ، ومَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلاَ وإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُـهُ، أَلاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وهِيَ الْقَلْبُ)) . وحقيقة لا أدري كيف تستفتي ( الأمة ) قلبها ؟! أو أين هو ؟ ( الطريف والمَرِير ) أنَّ كل هذه "المشتبهات" تأتي في زمن اعتلى فيه من يُطلق عليهم ويطلقون على انفسهم ( الإسلاميين ) ! سُدّة الحكم . و ( الأَّمَرّ ) انحرافات الفتاوى التي تشهدها البلاد تحت مسمى ( الضرورات تبيح المحظورات ) ...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرض الصندوق الدولي وانحرافات الفتاوى قرض الصندوق الدولي وانحرافات الفتاوى



GMT 08:19 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 12:13 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

معوقات تمويل الصناعات الصغيرة والمتوسطة

GMT 10:18 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

تصحيح مسار الدولار الجمركي

GMT 11:18 2019 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

اهمية تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى مصر

GMT 09:44 2019 الثلاثاء ,13 آب / أغسطس

اهمية التحول الرقمي في التجارة والاستثمار

GMT 10:47 2019 الأحد ,04 آب / أغسطس

ارتفاع المستوى العام للأسعار والتضخم

GMT 12:38 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

الاهمية الاقتصادية للاوكازيون

GMT 10:17 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاهمية الاقتصادية لطريق الحرير

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 09:16 2022 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

سيارات هيونداي ترفع النقاب عن نسختها الجديدة سانتافي 2023

GMT 10:23 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

Razer تعلن عن أحد أفضل الحواسب لمحبي الألعاب

GMT 09:26 2021 الأحد ,23 أيار / مايو

ترتيب الدوري المصري 2021 بعد نهاية الجولة 23

GMT 10:37 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

تعرف على من هو أحمد مناع أمين مجلس النواب 2021

GMT 07:00 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

4 أمور يُستحبّ فعلها قبل صلاة عيد الفطر المبارك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt