توقيت القاهرة المحلي 05:04:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"هرمز" يقود إلى حرب الخلاص

  مصر اليوم -

هرمز يقود إلى حرب الخلاص

أحمد البلشي

في كثير من الأحيان نحتاج إلى مراجعة أحداث الماضي فنعود لكتب التاريخ كي نستطيع تقييم كل الأزمات والمواقف التي نعيشها في الحاضر، لكن نادرًا ما نستخلص حلاً مثاليًا يتطابق مع الحل الذي تم استخدامه من قبل لمواجهة الأزمة نفسه، فلكل زمن أبعاده، ولكل تاريخ معادلاته ومعطياته. الأزمة هذه المرة على الأبواب، أزمة اقتصادية طاحنة أظنها تحدث قريبًا، بعدها ربما نضطر آسفين للاستعداد كي نعيش سيناريو الحرب العالمية الثانية مجددًا. وهذا الزخم الذي نراه في قلب العالم "الشرق الأوسط"، خلال هذه الفترة العصيبة من تاريخ الأرض يترجم ما سيحدث في المستقبل القريب، فالصراع المحتدم على شريان الحياة بالنسبة إلى الاقتصاد العالمي "مضيق هرمز"، والذي كان نتيجته إعادة انتشار قطع من الأسطول الإيراني في مدخل الخليج العربي في تحد سافر للقوات الأميركية، الموجودة بالفعل منذ عقدين، وهو ما ينبئ بتطورات سيئة، ربما بتصاعد وتيرتها تؤدي إلى صراع مسلح بين الولايات المتحدة، وهي أكبر الخاسرين في حالة فقد السيطرة على المضيق، حاملة التأييد والدعم المطلق من دول الخليج العربي من جهة ، وعلى الجانب الآخر إيران صاحبة النفوذ القوي في منطقة الخليج العربي، والتي نجحت في إفراز مد شيعي وصل إلى مشارف مصر، والتي أيضًا تعتبر عدوًا دينيًا لدودًا للأنظمة ذات المرجعية السنية في شبه الجزيرة العربية؛ وهنا جدير أن أذكر أن مضيق هرمز يتحكم في حوالي خُمس صادرات النفط في العالم. الصراع الأميركي ـ الإيراني أخذ بعدًا آخر هو التدخل لوقف حلم إيران النووي بمساعدة الكيان الصهيوني، حيث قد تستخدم الولايات المتحدة هذا الكيان في عمل عسكري يستهدف منشآت نووية إيرانية في وقت ما، ربما يكون هذا العمل العسكري وسيلة ضغط وتشتيت انتباه، أو مخطط لانتزاع مخالب الأسد الإيراني الشرس، وفي حالة نجاحه يتم فرض الشروط الأميركية "المعتادة" بشأن صادرات النفط الإيرانية، و من ثم السيطرة الكاملة على مضيق الحياة. وتعتبر الولايات المتحدة، هذا المضيق شريانًا إستراتيجيًا لا يمكن بأي حال من الأحوال التخلي عنه، على الرغم من ضمان النصيب الأكبر من صادرات النفط الليبية كفاتورة لتدخلها العسكري بشراكة "الناتو" لمساندة ثورة 17 شباط/فبراير حتى سقوط نظام القذافي؛ فصناع القرار في أميركا يعلمون جيدًا ماهية الأزمة التي هم مقبلون عليها بسرعة، ويعلمون أن سقف الدين العام قد تخطى حاجز الـ 15 تريليون دولار، ويعلمون أنه كلما رفع سقف هذا الدين تتعقد الأمور وتتشابك أكثر، حتى تأتي لحظة "قريبة" لا تستطيع فيها الولايات المتحدة الوفاء بجزء من التزاماتها، فتسقط "ومعها العالم" في الفخ التي نصبته بسياساتها الرأسمالية على المدى الطويل .. الفخ الناجم هو كساد عظيم يفوق كساد العام 1929، و لا يستطيع أحد التنبؤ بكيفية الخلاص منه إطلاقًا.  وكما حدث بعد الأزمة الاقتصادية السابقة، أتوقع أن تحدث حرب كبرى تغير موازين القوى على سطح الأرض، فتصعد قوة جديدة تتقلد زمام الأمور، وتسقط معها الرأسمالية المستبدة إلى الأبد. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هرمز يقود إلى حرب الخلاص هرمز يقود إلى حرب الخلاص



GMT 08:19 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 12:13 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

معوقات تمويل الصناعات الصغيرة والمتوسطة

GMT 10:18 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

تصحيح مسار الدولار الجمركي

GMT 11:18 2019 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

اهمية تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى مصر

GMT 09:44 2019 الثلاثاء ,13 آب / أغسطس

اهمية التحول الرقمي في التجارة والاستثمار

GMT 10:47 2019 الأحد ,04 آب / أغسطس

ارتفاع المستوى العام للأسعار والتضخم

GMT 12:38 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

الاهمية الاقتصادية للاوكازيون

GMT 10:17 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاهمية الاقتصادية لطريق الحرير

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon