توقيت القاهرة المحلي 09:41:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صناعه الأكاذيب 6

  مصر اليوم -

صناعه الأكاذيب 6

السيناريست / أحمد صبحي

الأكاذيب الاجتماعية من أخطر الأكاذيب التي تهدم الكيان الاجتماعي والنفس البشرية والكذبة الاجتماعية من الصعب صياغتها وتحتاج إلى زمن طويل جدًا حتى تتحقق وتصل إلى الهدف المرجو منها، ولذلك نجد أن المجتمعات التي يتم هدمها أو التي ينتشر فيها الفساد والفقر والمرض هي تلك المجتمعات التي تتبنى أفكار هادمة وتتعامل معها على أنها حقائق ويصبح من الصعب تغير تلك الأفكار والسبب أنها أصبحت جزء من الكيان الخاص بالمجتع ذاته والبعد عنها أصبح عار أو التخلص منها يعرض الفرد الذي يدعوا إلى الإصلاح أو تغير تلك الأكاذيب لحرب شديدة دون النظر أو البحث عن أهميه التغير .. في الماضى كانت كل كلمه لها معانيها التي لا تخرج عنها حتى الأمثال الشعبية الجيدة والتي تؤدي إلى فكر سليم كان يتم صياغتها كحكمة مثل "لا تبصق في البئر، فقد تشرب منه يومًا"

(ليس العار في أن نسقط .. و لكن العار أن لا تستطيع النهوض)

 (اطلب من العلوم علمًا ينفعك ينفي الأذى والعيب ثم يرفعك)

(العبد يقرع بالعصا والحر تكفيه الإشارة) أما اليوم فنجد كثير من الأمثال التي تؤدي إلى هدم الحياة وهدم الاحساس بالعزة، وتسعى إلى إنشاء مجتمع فاشل وتلك الأفكار تم صناعتها ثم تم البحث عن الطرق التى تؤكدها والتى تؤدى الى الاقتناع بها وعلى ذلك يجب ان ننظر الى المجتمع بشكل أكثر دقه ونحاول أن نفهم تلك الأفكار وكيف تم وضعها في الأذهان إلى الدرجة التى اصحبت فكره راسخه .. يتم صناعه الفكره ثم خلق المناخ المناسب لتنفيذها ثم يتم التركيز عليها إعلاميًا في الماضي لم يكن هناك ميديًا أو وسائل الإعلام المسموع والمرئي فكان الكتاب فكانت تلك الأفكار يتم وضعها في الكتب وسط الكثير من الأشياء المقبوله والأفكار الرائعة بحيث يتم قراءتها كأنواع من المداعبة والسخرية ثم أصبح الكتاب به العديد من الأفكار الهادمة وقليل من الأفكار السليمة ثم أصبح يحتوي اكثره على أشياء تؤدي إلى فساد العقول والمجتمع مع دعمه وتثبيت الفكره كأنها شئ واقعي ومهم وله أصول ولا يجب أن نتخلى عنه ثم يتم إنشاء جيل أو مجموعة من البشر يتبنون تلك الأفكار ووضعهم موضوع الإجلال والأهميه ثم يتم شرح تلك الأفكار وكأنها تؤدي إلى الإصلاح أو إلى نتائج رائعة حتى ولو كانت في ظاهرها سيئه مع مرور الزمن يفسد الذوق ويفسد العقل ويفسد التعليم ويصبح الكل لا يهتم بما هو جيد وبما هو سئ فيتم خلق جيل جديد من الصراع الفكري، بحيث يصبح كل صاحب فكر مختلف شيطان يجب حرقه أو يجب التخلص منه وينشغل الناس بالصراع الفكري الذي لا أهميه له فيصبح الإيمان بالفكرة أو عدم الإيمان بها لن يؤدي إلى نتائج واقعيه فاذا انسلخ الإنسان أو المواطن عن تلك الأفكار وانزوى عنها واتخذ لنفسه طريق صحيح وبحث عن الفكر الجيد سيصل إلى نتيجه جيدة ولكن سيل الأكاذيب تجعل العقل البشير يصبح حائرًا بين ما هو صحيح وما هو غير صحيح وينشأ بداخله بما يسمى الشك الدائم في كل حقيقة تصل إليه أو كل معلومة كانت راسخه في ذهنه ويصبح لديه الشك الهدام الذي يجعله لا يستطع أن يأخذ أي موقف ايجابي من الحياة التي يعيشها يفقد انتماءه لبلده لأن الأفكار اصبحت تؤكد أنه لا قيمه للوطن من خلال نشر الموضوعات التي توضح كم من كبار وأشخاص شاهدنهم يتحدثون عن الوطنية وقيمه الوطن وهم أكثر الناس كراهية له وهم أكثر الناس سرقة وغش وتلاعب بمقدراته فيجد المجتمع نفسه بين فكره كان يؤمن بها وبين واقع يؤكد عكس الفكره مع تكرار الأمر يشعر أنه هو الوحيد الذي يتحمل الألم من أجل وطنه أو بلده فيسعى إلى أن يكون مثل غيره لماذا لا يغش أو يسرق ليعيش كريمًا ويحتار بين فكره أن يكون سئ الخلق ليعيش كريمًا وبين أن يكون انسانًا يحمل بداخله قيم ومعاني سامية ولأن الضغوط التي يعيش بداخلها كثيرة وأقوى من احتماله ينهار ويقع في بئر الأكاذيب ويصدقها كأنها واقع يجب أن يتعامل معه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صناعه الأكاذيب 6 صناعه الأكاذيب 6



GMT 21:50 2021 السبت ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيديو كليب صورة افتراضية

GMT 07:54 2021 الثلاثاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيديو كليب صورة افتراضية

GMT 16:05 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

يشبهنا صراع العروش

GMT 22:37 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

" ابو العروسة " والعودة للزمن الجميل

GMT 00:39 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

محمود مرسي

GMT 20:51 2019 الجمعة ,01 آذار/ مارس

أحمد زكي

GMT 11:09 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

رشدي المهدي ممثل من الطراز الرفيع

GMT 13:21 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

مديحة كامل

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon