توقيت القاهرة المحلي 20:45:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كرسي هوكينغ وأكاديمية زويل

  مصر اليوم -

كرسي هوكينغ وأكاديمية زويل

بقلم : طارق الشناوي

أين هي المتاحف التي من المفروض أن تُخلد أسماء عشرات من مبدعينا وعلمائنا الكبار، أخيراً أشارت جريدة «الشرق الأوسط» إلى أن مقتنيات عالم الفيزياء الراحل ستيفن هوكينغ بلغت مبيعاتها في المزاد أكثر من مليوني دولار، وسوف ترصد من أجل دعم الجمعية التي تحمل اسمه، وأيضاً للمساهمة في علاج من يعانون المرض العصبي نفسه الذي عاش به، ورغم ذلك استطاع أن يواصل حياته وإنجازاته وتحول إلى أيقونة إنسانية وعلمية في العالم كله.

ما الذي فعلناه نحن مثلا لعالم بحجم د. أحمد زويل الذي غادرنا، بينما الصراع يشتد على الأكاديمية التي تحمل اسمه؟!
كنت قبل بضعة أشهر أشارك في الاحتفال بمئوية المخرج السويدي العالمي انجمار بيرجمان في جزيرة (فارو)، ووجدت كل التفاصيل الخاصة بهذا المخرج لا يزال يحتفظ بها. شاهدت البيت الذي كان يقطنه، حتى (الشخبطة) التي تركها على الجدران حافظوا عليها، والسينما الصغيرة التي كان يشاهد فيها الأفلام، حرصوا على أن يظل كرسيه المفضل والمخدة والمنضدة كما هي، كما أنهم كما تعود بيرجمان يوم عيد ميلاده، عرضوا في القاعة الفيلم الصامت المفضل له (السيرك) لشارلي شابلن، مثلما كان يفعل في حياته.

بينما متحف نجيب محفوظ يعاني على مدى 12 عاماً من صراع حاد على النفوذ بين أكثر من وزارة، بيت نجيب محفوظ المطل على نيل القاهرة، لم تفكر الدولة في اقتنائه ليتحول إلى متحف، حيث إن أديب نوبل يرنو كُثر من العالم لكي يشاهدوا منزله ويعايشوا طقوسه في الكتابة.
عندما رحل الموسيقار محمد عبد الوهاب عام 1991 طالبت وغيري بأن تشتري الدولة المنزل الذي كان يقيم فيه، ليتحول إلى متحف، ولم يتحرك أحد. والغريب في الأمر أن الكل يؤكد أن لدى عبد الوهاب العديد من الألحان بعضها غير مكتمل، تركها في الشقة، وحتى الآن لا يدري أحد أين هي. أرملة الموسيقار الكبير السيدة نهلة القدسي، رحلت قبل بضع سنوات ولم تترك شيئاً من تلك التسجيلات، ناهيك عن مخطوطات بخط يده سواء موسيقية أو غيرها.

وهو ما تكرر عام 75 بعد رحيل أم كلثوم، عندما لم تسارع الدولة بشراء فيلا أم كلثوم ثم باعها الورثة، وسارع المالك الجديد للفيلا التي كانت واحدة من معالم مصر فأحالها إلى فندق، وكل ما فعله أصحاب الفندق أنهم استبدلوا أرقام الغرف بأسماء أغانيها الشهيرة هذه تحمل اسم «أنساك» وتلك «يا ظالمني» والثالثة «بعيد عنك حياتي عذاب» والرابعة «أروح لمين». حالياً تحاول الدولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه في قريتها (طماي الزهايرة) بعد أن عثرت على بيتها الريفي القديم، الذي حمل ذكريات أم كلثوم الطفلة، ولكن هل سيجدون البيت على حالته القديمة؟... ولا ننسى أن أم كلثوم ولدت في ذلك البيت قبل 120 عاماً.
كان الملحن والممثل عبد العظيم عبد الحق يحتفظ بعود استطاع اقتناءه من أحد ممن عاصروا الموسيقار الرائد المجدد سيد درويش، ورحل عبد الحق ورحل معه أيضاً عود سيد درويش.
ولا يستطيع أحد أن يطلب من الورثة أن يتبرعوا للدولة، ولكن على الدولة أن تدخل طرفاً وتشتري كل ما تبقى من هؤلاء الكبار، للحفاظ على الثروة القومية، فهؤلاء المبدعون هم بمثابة البنية التحتية لصناعة وجدان الشعوب، وكل ما تركوه من بصمات على الأرض ملك للأجيال القادمة.

نقلا عن الشرق الاوسط

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كرسي هوكينغ وأكاديمية زويل كرسي هوكينغ وأكاديمية زويل



GMT 11:40 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

كمال الشناوي

GMT 07:57 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار.. على ظهر حمار!!

GMT 20:49 2018 الجمعة ,19 تشرين الأول / أكتوبر

عبد الفتاح القصري مشوار حياة ومأساة

GMT 19:10 2018 الجمعة ,19 تشرين الأول / أكتوبر

كيف تحوَّلت مي عمر مِن مُخرجة لفنانة صف أوَّل؟

GMT 17:53 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

محمد ناير يكسب رهان "أبواب الشك"

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon