القاهرة ـ سهير محمد
رغم الميزانية المحدودة وظروف الحرب القاسية في سورية وتهديدات الجماعات المسلحة أستطاع المخرج الكبير باسل الخطيب أن يقدم لنا ثلاثية عظيمة عن المرأة في زمن الحرب والتي بدأها بفيلمي "مريم والأم" واختتمها بفيلم "سوريون" ومن خلال هذه الثلاثية قدم لنا مثال وقدوة لأي فن محترم يصمد أمام أي ظرف طارئ يمر به الوطن وعدم التحجج بالظروف غير المناسبة لتقديم فن محترم. فوسط هذه الظروف الصعبة التي هرب من قسوتها الكثيرون قدم لنا الخطيب ثلاثة أفلام تقدم صور إنسانية مشرفة للمرأة السورية والمواطن السوري عمومًا وقدر المعاناة في زمن الحرب ولم يمنعه ضيق الإمكانيات والدمار المحيط به تقديم أعمال تصل لمستوى العالمية سواء في جودة الصورة أو كتابة محكمة أو أداء يمس القلب وأصر على تصويرهم في بلده تحت نيران الحرب، ولم يكن من الغريب عند عرض أخر أفلام الثلاثية وهو فيلم "سوريون" في مهرجان الإسكندرية أن يحصد إعجاب الحضور ودموعهم وتصفيقهم من فرط التأثر بالواقع الأليم الذي يعيشه المواطن السوري وأظهر الفيلم جزءًا منه وكيف تطارد الجماعات المسلحة أي مواطن يفكر أن يقف في طريقهم ويكون مصيره قطع رأسه.
واختلف البعض مع فكرة تناول الأزمة السورية خلال الفيلم من طرفين وهما النظام السوري والمواطن العادي من طرف وداعش من طرف أخر، وإغفال أطراف كثيرة لها يد في الأزمة التي تمر بها سورية، وكأن هؤلاء هم أطراف الصراع فقط، ومع هذا لا نستطع سوى أن نحترم وجهة نظر صناع الفيلم، الذين قدموا حكاية من ملايين القصص الدرامية التي يعيشها السوريون تحت وطأة الحرب ونرفع لهم القبعة ونتمنى أن يشاهده كل العالم، ليروا كيف يصنع هذا الشعب المعجزة ويقدم فنًا يحترم.