توقيت القاهرة المحلي 04:39:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فيلم "ذيب" علامة فارقة في مسيرة السينما الأردنيّة

  مصر اليوم -

فيلم ذيب علامة فارقة في مسيرة السينما الأردنيّة

بقلم: رسمي محاسنة

يُمثّل فيلم "ذيب" للمخرج ناجي أبو نوار، حالة غير مسبوقة في السينما الأردنيّة، وهذا يشكل إنجازًا في مسيرة هذه السينما، حيث الحكاية المحليّة شديدة الخصوصيّة، تأخذ هذا البعد العالميّ، وهذه الحالة الإستثنائيّة من التلقي عند الجمهور وعند النقّاد والمهتمّين، في معادلة ذهبيّة من الصعب أن يتم الجمع بينهما بشكل عام.

"ذيب" حكاية الطفل الجنوبي الذي خرج في مغامرة وسط الصحراء الأردنيّة ليلحق بشقيقه حسين، ليدلّ الجندي الإنكليزي على الطريق، وهما أبناء شيخ المنطقة المشهود له بالشجاعة والمروؤة والكرم، ولذلك تمت تلبية مساعدة الجندي الغريب، حيث الأجواء مع انطلاقة الثورة العربيّة الكبرى، والصدام مع الأتراك العثمانيين، والرحلة هي مغامرة حقيقيّة مفتوحة على احتمالات مواجهات ما بين الأضداد، الى جانب قطاع الطرق حيث كثير من أجزاء المنطقة خارج سيطرة القانون.

الأشعار البدويّة التي تنتمي للصحراء، والأمثال حاضرة في الفيلم، ذلك أن هذا التراث الشفهيّ هو جزء من الذاكرة الجمعيّة، واحد مكوّنات الشخصيّة البدويّة، و"ذيب" هو الذي سيلفحه حر الصحراء وبردها، وهو الذي سيكتوي بحسرة مقتل أخيه، والذي سيدفنه بيديه، ولاحقا مواجهة مع آخر رجال العصابة، الى أن وصل إلى النهاية بعد أن قتل أحد قتلة أخيه، ليقف بعدها على مفترق طرق، لكن تكون شخصيّته قد نضجت، واكتسبت الصّلابة التي تؤهلها لحماية ذاتها والسير إلى الأمام بثقة أكبر.

وإذا كانت المشاهد الأخيرة اللاهثة التي نفذها أبو نوار، بعد وصول "ذيب"، وآخر رجال العصابة الى المركز الأمني التركيّ، وما رافق ذلك من أحداث متسارعة، انتهت بقتل "ذيب" للرجل انتقامًا لشقيقه حسين، فإن مجمل الفيلم تمّ تصويره بمنظور جماليّ، وتوظيف المكان، واستخراج مكنونات الصحراء من غموض وجمال.

وإذا كان البعض يرى فيه ملامح من أفلام الكاوبوي، والساموراي، فإن اعتناء أبو نوار بتفاصيل البيئة أعطى للفيلم نكهة لها خصوصيّة الصحراء الأردنية.

ورغم أنه لم يؤلف موسيقى خاصة للفيلم، إلا أن هناك قيمة موسيقية تعطي الإحساس بالمكان، وكذلك أداء الممثلين مع تفوّق جاسر عيد وحسين سلامة وحسن مطلق، ويضعنا الفيلم أمام نهاية مفتوحة على التأويل، عندما يقف الجمل بين قضبان سكة الحديد، وقفة فيها الكثير من التحدي، ثم يتنحى جانبا، وتغلق الستارة.

ليطوف "ذيب" بعد ذلك العالم، وليصبح عابرًا للمهرجانات وصولًا الى التصفية النهائيّة في جوائز الأوسكار، ولسوء الحظ كان ينافسه فيلم عن "معاناة" اليهود في الحرب العالميّة الثانية، وبالطبع في ظلّ تقاليد هوليود المراوغة، لا أحد يستطيع منافسة أي فيلم عن اليهود.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيلم ذيب علامة فارقة في مسيرة السينما الأردنيّة فيلم ذيب علامة فارقة في مسيرة السينما الأردنيّة



GMT 21:50 2021 السبت ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيديو كليب صورة افتراضية

GMT 07:54 2021 الثلاثاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيديو كليب صورة افتراضية

GMT 16:05 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

يشبهنا صراع العروش

GMT 22:37 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

" ابو العروسة " والعودة للزمن الجميل

GMT 00:39 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

محمود مرسي

GMT 20:51 2019 الجمعة ,01 آذار/ مارس

أحمد زكي

GMT 11:09 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

رشدي المهدي ممثل من الطراز الرفيع

GMT 13:21 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

مديحة كامل

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon