السيناريست / أحمد صبحي
لصناعة الأكاذيب أصول ولصناعة الأكاذيب عقول تفهم كيف تصيغ الكذبة وكيف تصل بها إلى درجة الحقيقة وأحيانًا تكون صناعة الأكاذيب عباره عن فوضى فيصبح الفرد لا يستطع فهم ما يحدث
فنراهم يتساؤلون
كيف حدث هذا ؟
لماذا حدث ؟
وإلى متى سيستمر ؟
الجهل بالأمور هو أكبر طريق وأفضل الاسترتيجيات التي من خلالها يتم صناعة الكذبة، فيجد الفرد نفسه حائر في دوامه لا يعلم شيء فحين يخرج شخص يسأل عن أسباب الفقر نجد ألف سبب وكل الأسباب متشابكهة وكل الأسباب صعبه الحل وكل الأسباب غامضة وإذا سأل أحد عن أسباب المرض نجد ألف تفسير ومليون شخص يتحدث عن الفيروسات التي ظهرت ولم يكن لها وجود أو عن الطريقة الغريبة التي يعيش بها المواطن وهي غير صحية وتؤدي إلى الوفاة ولكن حين ينظر إلى العالم الخارجي والمحيط به يجده لا يعانِ مما يعاني منه بل حين يسأل المواطن سؤال يجد من يجيبه ويفسر له مما يجعل الأفراد في المجتمعات التي تتمتع بالكذب تشعر بالغرابة والدهشة لماذا كل الأسئلة وليست لها إيجابات في مجتمعاتهم في حين في المجتمعات الأخرى كل شئ له إجابه وكل شيء له تفسير.
وصناعة الأكاذيب تنشأ من استعداد المواطن البسيط لتلقي الكذبة فهو في أغلب الأحيان لا يريد أن يتعب عقله في التفكير وفي أكثر الأحيان لا يحب البحث والتدقيق ويعاني المواطن من التفكير البدائي الذي يرجع الأشياء دائمًا إلى أسباب غير حقيقية فمثلًا إذا إنهار الاقتصاد فهذا يعني أن المجتمع محسود من المجتماعات الأخرى لأننا نمتلك أشياء لا يمتلكوها وأن العالم كله يتأمر علينا وكأننا لا نملك الإراده لصد المؤامرات أو كأننا لا نملك الفكر لوضع حد لأي دخيل ولكن هل المجتمع الذي يصنع الأكاذيب كل أفراده يؤمنون بتلك الأكاذيب بالطبع لا بل يوجد به أشخاص يؤمنون بالبحث العلمي، ويؤمنون بالأسباب وعلاجها ولكن للأسف يتهمهم البعض بأنهم يعيشون في الأوهام وأنهم مهما فعلوا لا فائدة وهنا نقف وقفه هل معنى ذلك أن يستسلم من يفهم لمن لا يفهم بالطبع لا يجب أن يقوم بكل ما يملكه من قوة ليأخذ المجتمع من حالة إلى حال أفضل ولكن كيف ما هو السبيل إلى ذلك
السبيل إلى ذلك بالعلم .. العلم .. والمقصود بالعلم هنا ليست العلوم التي نتعلمها في المدارس ولكن العلوم التي تؤدي إلى ثقافة، والتي تجعل عقولنا أكثر اتساع والتي تجعل العيون ترى ما لم تكن تراه العلم الذي يجعلنا نفهم فقه الاختلاف والذي يجعلنا نرى الآخر بعيون هادئه وقلب صافي يتقبله. العلم الذي يجعل الشخص يبحث يفهم يجعله يرفض الاكاذيب.