السيناريست / أحمد صبحي
هناك شيء ما يبدو غامضًا في حياتنا، نشعر دائمًا أن هنا شيء ناقص .. نستيقظ ونحن لا نعلم ما هي الخطوة المقبلة لا نتذكر الماضي جيدًا .. ولا نرى المستقبل بشكل واضح .. أحيانًا نعتقد اننا نعيش في عالم لا يناسبنا .. أو اننا ولدنا في زمن غير الزمن الذي يجب أن نكون فيه .. ننظر إلى اليوم كانه شيء يجب أن يمر .. لا ندرك ما يجب علينا أن نقوم به .. لا نحدد الهدف من يومنا .. ننظر إلى أولادنا ونحن في غاية الحيرة ونتسأل عن المستقبل هل يحمل لهم الخير أم يحمل لهم شر .. ونبدأ في لوم ... لوم الأيام .. لوم الزمن .. لوم كل شيء أدى بنا إلى تلك الحالة التي تجعلنا نخرج من منازلنا كل يوم ونحن نرسم اليأس والحيرة على ملامحنا .
ولكن هل سالت نفسك من السبب في تلك الحالة ؟
الإجابة تأتي دائمًا عن من يدير الأمر .. أو نلقي اللوم على الأهل وأنهم لم يقوموا بأدوارهم بالشكل المناسب .. أو أن الظرف لم تعطينا الفرصة لنثبت لأنفسنا أننا نمتلك من القدرات والمواهب ما تؤهلنا إلى مكانة أفضل مما نحن فيها .. ونقارن بين ظروفنا وظروف الآخرين أو ما يحدث في بلدنا وما يحدث في بلد أخرى دون أن يكون لنا خبرة بالسفر أو حتى قرانا عنها ..كل ما استطعنا أن نحصل عليه من معلومات عن الآخرين أما عن الأفلام أو عن أقاويل الآخرين .. ونستمر في سرد المبررات كل يوم وكأننا مصنع للأكاذيب .. المشكلة أننا نكذب على انفسنا وليس على شخص آخر وأكاذيبنا لا تؤدي بنا إلى مكاسب من أي نوع أنها تأخذنا دائمًا إلى الخلف لم نقف يومًا أمام انفسنا وقفه حقيقية ونعترف بحقيقة الأمر أننا نؤمن بالأكاذيب التي تعلمنا منذ الصغر .. قالوا لنا أنه يجب أن نرضي بالواقع قالوا لنا أنه ليس في الإمكان أفضل مما كان .. يرفضون أن نناقش مسلماتهم .. وحتى الأمثال الشعبية التي تدعوك إلى الاستسلام يأخذوها كأنها شيء غير قابل للنقاش فأصبح كل من يولد نسخه مكررة مما عاش فيه لذلك تبني الأكاذيب ..فأصبح الكثير يؤمن أننا لن نستطع التغير أصبح كثير يؤمن أننا أقل من الآخرين كثير يؤكد أنه ليس هناك أملًا .. ولكن في تلك الدوامة التي يعيش فيها معظم الناس يخرج لنا شخص يفجر موهبته ويخبرنا أننا نحن الذي نعيش في وهم الانتظار .. لقد حارب من أجل حلمه .. تخطى الحواجز .. كسر كل المسلمات .. أبعد عن ذهنه كل الأكاذيب .. عاش الواقع .. قرر أن يستمر وأن لا يخجل من أن يقال عنه أنه خارج الصندوق فأصبح متميزًا وهنا تخرج لنا أكاذيب أخرى .. أنه لم يحقق ذلك لأنه يمتلك القدرة بل لأن حظه جيد ونرجع مرة أخرى إلى نفس الأمر ونفس الطريق وننشئ جيل جديد من الأكاذيب، لذلك يجب أن نخرج من عقولنا كل ما تحمله من أمور ونعيد صياغتها مره أخرى نعترف بالعيوب ونقف أمامها بدون خجل ونشير إليها بوضوح نعترف بالنقص والجهل بالأمور ثم نبدأ في التعلم من جديد لنصل إلى حقيقة مؤكدة أن من يبدأ نظيفًا قادرًا حقيقيًا يستطع أن يصل إلى القمة مهما مر الزمن.