السيناريست / أحمد صبحي
في مشهد رائع .. من فيلم الكيف .. يؤكد جميل راتب أنه غش الشاي بنشاره خشب فكان الإقبال غير عادي وحين قرر أن يتراجع ويقدم شاي غير مغشوش لم تتقبله الناس وخسر كل فلوسه ... هكذا يتم صناعة الأكاذيب تصبح الكذبة شيء مهم تتصاعد ويتم حمايتها .. يتم صياغتها بشكل دقيق يتم صانعه الأدلة الخاصة بها حتى تصبح شيء واقع لا يمكن التشكيك فيه فنرى مصطلحات وجمل يتم تداولها والكل مقتنع تمامًا مثل ذاكر تنجح غش تجيب مجموع .. أو في الحكومة مش لازم تشتغل لأن اللي بيشتغل بيغلط بيتعاقب .. ده مال الحكومة تحافظ عليه ليه .. أيه اللي هتوصله بعد كل ده أنت كده كده ميت .. ويتم سرد كثير من الأمثلة التي تجعل الشخص أو المواطن يصبح على يقين أنه لا أمل .. ثم يتم فرض عليه وضع معين ليتقبله .. ثم يتم فرض ثقافة معينة ليرضي بها .. ثم يتم فرض مستوى حياتي معين فيحمد ربنا عليه .. وفي الفن يقولون هذا ما يريده الناس .. تلك الأغنية ناجحة جدًا رغم عدم وضوح المعاني والجمل ونحتار لماذا ونبحث وندقق ولا نعرف السبب وهذا الفيلم نجح نجاح باهر ونبحث عن السبب لا نجد سببًا مما يجعلنا نحتار ونكاد نفقد عقولنا.
ويظهر لنا المحللين والنقاد يؤكدون أن ما يحدث هو الذوق العام هو ما يريده الناس هو الأصلح بل ويدافعون عن الفساد أسرق زي ما أنت عايز بس أكلني أعمل فيلم وحش بس الناس تشتغل انت عايز توقف العجل الساير .. لكن الحقيقة أن الحياه في العالم مختلفة تمامًا .. ليس الغرب فاسدًا وحياتهم ليست كلها خمور ونساء ليس حقيقيًا أن الحياة الأسرية عندهم ليست مقدسة .. ليس حقيقي أنهم لا يؤمنون بالله حتى ولو اختلف الأديان .. ليس حقيقي أن الحياة هناك سهلة وممتعة .. لكن الحقيقة أن هناك قانون .. هناك صرامة شديدة في تنفيذ القواعد .. الأكاذيب هي التي تخلق مجتمع كسول لأنها تخبره أن النشاط والحركي والعمل المستمر لا فأئده منه والمشكلة أن المواطن البسيط يصدق تلك الكذبة لأن تصدير النماذج من هذا النوع وعرضها يكون بشكل مركز ومستمر أما النماذج التي تعمل باجتهاد وقوة لا يتم التركيز عليها .. لذلك عليك بالبحث عن الحقيقة ابحث عن النماذج الناجحة التي قررت أن تخلق لنفسها حياه بعيده عن الأكاذيب .. لا تصدق كل ما يقال لك عبر التليفزيون أو شبكات التواصل الاجتماعي .. الأمر ليس ببعيد .. تستطيع أن تجلس على محرك البحث وتضع الخبر أو الكتاب أو المعلومة تحت الاختبار حتى تتأكد لا تصدق أحد يقول لك أن فلان كافر وفكره يجب أن يمحى لأنه قد يكون مخطئ ولكن ليس من حق أحد أن يطلق عليه الحكم وإلا أصبح لكل شخص القدرة على إصدار الحكم بدقه على كل شخص يراه.
في الماضي قالوا أن من أسباب الخطأ في التفكير هي سرعة إصدار الأحكام .. ونحن نتسرع في إصدار الأحكام لأننا نحاول أن نؤكد الأكاذيب التي تعلمناها والتي جعلت قطع كبير منا يؤكد أنه لا أمل ولا حياه ولا مفر وهو يحاول إثبات ذلك لأنه عاش حياته يؤمن بأكاذيب جعلت منه انسان لا يطمح في شيء أو يسعى إلى أمل أو نجاح هو لا يريد أن يرى نفسه على حقيقتها .. ليس مهمًا أن تعيش فترة من الزمن مخدوع ولكن كل العيب أن تصر على أن تظل هكذا وأنت تعلم أنها خدعة حتى لا تصدم في نفسك.