محمود الرفاعي
لا شك أن هناك ارتفاعًا ملحوظًا في مستوى الدراما التليفزيونية وعودة إلى الأعمال التاريخية وفي مقدمتها "ألف ليلة وليلة" وهو عمل يستحق الإشادة والاحترام لكل من شارك فيه بداية من المؤلف والمخرج وجميع أبطال العمل وفي مقدمتهم شريف منير ونيكول سابا وآسر ياسين وأمير كرارة وكمال أبو رية ومادلين طبر ومسلسل "العهد" لغادة عادل وآسر ياسين وهنا شيحة، وقد لمسنا في كلا العملين اهتماما ملحوظا بالملابس والديكور.
يأتي مسلسل "تحت السيطرة" في مقدمة دراما رمضان هذا العام حيث تميز بالصدق والواقعية الشديدة مع التركيز على الإثارة والبعد الإنساني، فالقصة جيدة ومترابطة والسيناريو والحوار محكم لمريم نعوم التي استحقت المركز الأول عن جدارة في السباق الرمضاني، كما تجدر الإشادة بالمخرج تامر محسن والذي يعد من أفضل المخرجين هذا العام.
وقد وصلت نيللي كريم في "تحت السيطرة" إلى مرحلة جديدة من النضج والتمكن والصدق الشديد والحرفية في الأداء والتعبير وقد نقلت لنا بسلاسة شخصية "مريم" بكل ما فيها من تعقيدات، وقد استحقت عن هذا الدور لقب أفضل ممثلة في رمضان للعام الثالث على التوالي بعد نجاحها الكبير في مسلسلي "ذات" و "سجن النسا".
وقد كان أداء الفنانة الصاعدة جميلة عوض متميزا للغاية في دور الفتاة الطائشة "هانيا" التي تتجه للإدمان، كما تميزت أيضا إنجي أبو زيد في دور "سلمى" وسمر مرسي في دور "مايا".
كما جاء أداء هاني عادل ومحمد فراج وظافر العابدين وأحمد وفيق وهاني خليفة والفنان القدير عبد الرحمن أبو زهرة واقعيا وصادقا وتجاوز التوقعات.
وبما أن نجاح "تحت السيطرة" جاء متكاملاً، فقد وجبت الإشادة بالموسيقى التصويرية والديكور واختيار أماكن التصوير، حيث جاءت الصورة جميلة رغم صعوبة وكآبة الأحداث.
وجاء مسلسل "حارة اليهود" في المركز الثاني لأهمية القصة وسخونة الأحداث السياسية والاجتماعية في تلك الفترة وتأثيرها على مصر، وقد كانت منة شلبي في قمة توهجها الفني واستحقت المركز الثاني كأحسن ممثلة في رمضان في دور "ليلى هارون" الفتاة اليهودية المصرية التي أحبت جارها الضابط المصري "علي" والذي قام بدوره إياد نصار والذي كان أيضا موفقا في دوره إلى حد كبير.
كما جاء أداء الراحل الكبير سامي العدل متميزا كما عودنا، وقد قدم باقي الأبطال، هالة صدقي وريهام عبد الغفور وسيد رجب والذي استحق لقب أفضل ممثل دور ثان عن دور المعلم فتحي العسال، كما تميز أيضا أحمد كمال وصفاء الطوخي وسلوى محمد علي وأحمد حاتم وليلى عز العرب ومحمد محمود وإنجي شرف.
ونافس مدحت العدل على أفضل سيناريو إلا أنه وقع في بعض الأخطاء التاريخية مثل إطلاق الباشوات لقب "سموه" على الملك فاروق، حيث أن اللقب الصحيح هو "جلالة الملك"، كما ذكر أثناء قراءة الصحف لقب المقدم جمال عبد الناصر، بينما كان تسمى تلك الرتبة وقتها بالـ"بكباشي".
وكان يمكن للكاتب أن يزور رئيسة الطائفة اليهودية في القاهرة لتسهل له مقابلة عدد من اليهود المصريين، إلا أنَّ ذلك لم يؤثر على أهمية ونجاح المسلسل.
وتألقت نانسي عجرم في غناء تتر مسلسل "حالة عشق"، وإن كنت أرى أن الأغنية لا تتماشى مع أحداث المسلسل الذي تألقت فيه النجمة بوسي والقدير سامح الصريطي وروجينا وأحمد صيام وأشرف زكي وملك قورة ورامز أمير و"هيثم صاحب الكبارية"، وذلك في إطار الشخصيات المكتوبة وإن كانت الأحداث بعيدة عن الموضوعية والمنطق.
وخرج مسلسل أستاذ ورئيس قسم من المنافسة لسطحية تناوله للأحداث التي شهدتها مصر قبل ثورة يناير وحتى ثورة يونيو، وقد جاءت الأحداث غير مترابطة وسط مشاهد خالية من الكوميديا وبعيدة عن التشويق وقد كان العمل يستحق مزيدا من الجهد في السيناريو والحبكة.
إلا أن الجمهور يتجاوز كل هذه الشوائب نظرًا إلى حبه للزعيم عادل إمام، وهذه الميزة ينفرد بها وحده دونًا عن أي نجم آخر، وسيظل ينتظر أعماله الجديدة بشغف.
وانضم رامز جلال إلى قائمة رموز رمضان، نيللي وشريهان وسمير غانم وعمرو فؤاد، فأصبح الجمهور ينتظر مقلبه الجديد الذي سيقدمه كل رمضان، وما الذي سيفعله بضحاياه، وقد استحق الإشادة على الجهد المبذول في الفكرة والماكياج والإنتاج.