القاهرة - مصر اليوم
قدم وزير الصحة والسكان أحمد عماد الدين راضي إلى الرئيس اللبناني ميشيل عون عرضا تفصيليا حول آخر ما توصلت إليه نتائج الملتقى الصحي الاقتصادي المنعقد في بيروت.
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس اللبناني لوزير الصحة في قصر بعبدا ببيروت، اليوم /السبت/ حيث شدد عون على أهمية الجهد العربي المشترك لتحقيق مصلحة الدول العربية وشعوبها في المجالات كافة، واقترح على العاملين في القطاع الصحي العربي توحيد حاجاتهم إلى الأدوية المستوردة والاتفاق على تحديد أسعارها في جميع الدول العربية وفرضها على منتجي الأدوية، مما يؤدي إلى خفض أسعارها ويحقق وفرا يعود بالفائدة على مواطني هذه الدول.
ولفت الرئيس عون إلى أن الدول العربية تستورد أدوية من الخارج، إضافة إلى تلك التي تصنعها لأن لا اكتفاء ذاتيا للأدوية في هذه الدول، مضيفا "من هنا فإني اعتبر أنه لو وحدنا جهدنا وفرضنا أسعارا موحدة على منتجي الأدوية التي نستوردها، فإننا بذلك نفرض أسعارا أدنى من تلك التي يطلبها الوكلاء ونحد من جشعهم، وبذلك نحقق وفرا بملايين الدولارات ونحصل على حاجاتنا بأسعار معقولة".
ومن جانبه، أكد الدكتور أحمد عماد الدين تذليل كافة العقوبات التي تواجه التعاون الصحي بين البلدين والسعي إلى مد جسور التعاون الصحي في عدة مجالات طبية وصحية لأول مرة، منها تدريب الأطباء ومدى إمكانية إنشاء مصانع الدواء بين البلدين الشقيقين.
وأشار إلى فوائد التنسيق بين المستشفيات والمؤسسات الصحية العربية، مضيفا أنه عقد مع نظيره اللبناني غسان حاصباني جلسة محادثات تناولت أطر التعاون الصحي بين البلدين من خلال البروتوكولات التي تم الاتفاق عليها خلال الزيارة التي قام بها رئيس جمهورية لبنان إلى القاهرة ، والاجتماع الذي عقده مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، وكذلك خلال اجتماع الهيئة العليا المشتركة المصرية اللبنانية خلال الزيارة التي قام بها رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري للقاهرة.
أما رئيس اتحاد المستشفيات العربية محمد عبد الله، فقد أبرز في كلمته، هدف الملتقى الصحي الاقتصادي، وهو ترشيد الإنفاق لمساعدة المواطن العربي عموما واللبناني خصوصا.
وأضاف أن الاتحاد بصدد إعداد دراسة صحية لرفعها إلى وزراء الصحة العرب بهدف توحيد المعايير لتحديد مستويات المستشفيات العربية، الأمر الذي سوف يسهل اعتماد تقييم عربي موحد للواقع الاستشفائي بدلا من الاستعانة بالتقييم الأجنبي المعتمد حاليا.
حضر اللقاء نائب رئيس الحكومة وزير الصحة العامة اللبناني، ورئيس اتحاد المستشفيات العربية، والمدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية محمود فكري والأمين العام لاتحاد المستشفيات العربية توفيق خوجة.
وفي سياق آخر، قال الدكتور خالد مجاهد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن الدكتور أحمد عماد اتفق مع نظيره اللبناني على النسخة النهائية من اتفاقية التعاون الصحي والدوائي بين البلدين، والتي سيتم توقيعها في القريب العاجل مع أول زيارة للجانب اللبناني إلى مصر.
وأضاف مجاهد، في بيان للوزارة اليوم، أن الاتفاقية ستمنح فرصاً كبيرة لكلا البلدين في الصناعة الدوائية بالإضافة إلى إتاحة تبادل الخبرات في هذا المجال بجانب عدة مجالات صحية أخرى.
وأشار إلى أن الاتفاقية ستشمل سرعة تسجيل الأدوية بين البلدين وذلك بهدف زيادة الصادرات المصرية من الأدوية إلى السوق اللبناني، حيث يمثل السوق اللبناني أحد الأسواق الدولية ذات الأولوية للمصدر المصري، كما أن لبنان تمتلك أكبر إنفاق للفرد في مجال استهلاك الدواء على مستوى الوطن العربي مع الاتجاه بمضاعفة هذا الاستهلاك نتيجة النزوح السوري إليها.
كما تضمنت الاتفاقية توسيع نطاق دخول المنتجات الدوائية ومستحضرات تجميل والمستلزمات الطبية إلى السوق اللبناني، بالإضافة إلى فتح آفاق جديدة لإنشاء مصانع أدوية باستثمارات مشتركة بين الجانبين المصري واللبناني.