الدكتورة رضوى مصطفى
يصحب الزواج المبكر، الحرمان من المراهقة وإبعاد الحرية و التطور الشخصي، لكل ذلك أثر نفسي ‘اجتماعي و انفعالي قوي. و يترجم ذلك أحيانا بطريقة خفية و مختلة و ربما يصعب تقييم ضرره. و يشمل ذلك عناصر لا يمكن أن نحس بها، ككون الفتاة محرومة من الحرية و الحركة و محتجزة بين أربعة جدران. ومن البديهي أن لا نملك معطيات في هذا المجال، ثم إن علماء الاجتماع لم ينجحوا في دراسة أثر الزواج المبكر في هذا السياق.
و قد صدم باحثو اللجنة الإفريقية بلا مبالاة الراشدين بالإصابات الناتجة عن الزواج المبكر لدى الفتيات و العلاقات الجنسية و الأمومة المبكرة. و قد اعتبرت هذه الإصابات « كجزء من الوجود لا يمكن تجنبه».
و قد لاحظ الباحثون الهنود الدارسون للزواج الأطفال بالهند أن الفتيات يعانين أكثر من الفتيان: «دمرت تلك الفتيات بإدماج غير ملائم، تربية متناوبة، أضرار فسيولوجية و عاطفية جسيمة ناتجة عن الحمل المتكرر». و إذا مات الزوج، و لو قبل أن يكتمل الزواج، تعامل الفتاة كأرملة و تعطى لرجل أرمل من العائلة و لكنها تصبح مشتركة بين كل رجال العائلة. و يمكن أنت تخضع الطفلة الأرملة لاحقا للتمييز. ذلك لأن النظام الأساسي للأرامل سفلي و تسلب حقوقهن و حقوق أطفالهن في الملكية و سلسلة من حقوق إنسانية أخرى.
و في بعض الأجزاء من إفريقيا يعاد تزويج الأرملة لأحد إخوة زوجها و يعتبر هذا الزواج كإجراء للدعم الاجتماعي و الاقتصادي. و إذا اعترضت الأرملة، يمكن أن تنفيها العائلة. عنهن ببساطة دون موارد مالية و سقف يحميهن..