توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المهاجرون العرب بين التعايش والعزلة وأزمة الهوية

  مصر اليوم -

المهاجرون العرب بين التعايش والعزلة وأزمة الهوية

بقلم : سارة السهيل

يعد العرب والمسلمين من أكثر شعوب الارض هجرة وترحالا ، فالسفر جزء اصيل  في منظومة الثقافة العربية ترجمها أثر متداول  وهي "للسفر سبع فوائد ". ونقل لنا الامام الشافعي خمسة فوائد منها في أنشودته  : ـ

تغرب عن الأوطان في طلب العلى --- وسافر ففي الأسفار خمس فوائـد
تفريـج هـم، واكتسـاب معيشـةٍ، -- وعلـمٍ، وآدابٍ، وصحبـة مـاجـد
وهذه المعاني دفعت الكثيرين من العرب للهجرة لطلب العلم واكتساب الرزق و طلب الحرية وتحقيق طموحات عديدة.

كما كانت الفترة الأخيرة في حياة الشعوب العربية أكثر فترة تجلت بها الهجرة القسرية رغبة في الحصول على مكان آمن بعيدا عن الحروب والقتل والدمار و أكثر الشعوب هجرة و لجوء في الفترة الماضية كانت من سوريا والعراق واليمن وليبيا وقد سبقهم باعوام كثيرة الفلسطينيون.

تجارب ناجحة

عسكت تجارب الهجرات العربية بعض النجاحات الملموسة لامريكا اللاتينية، كما في هجرة السوريين واللبنانين الذين تدفقوا إليها خلال حكم الإمبراطورية العثمانية، فشغلوا  أعلي المناصب في هذه الدول بعد اندماجهم الكامل فيها .

وقدمت الجالية العربية المقيمة في أميركا نماذج ناجحة  وفازت فيها بمناصب مرموقة وتشير إحصائيات المعهد العربي الأميركي إلى أن 45%  من العرب يحمل شهادات جامعية، ويشغل 12% من العرب الأميركيين وظائف حكومية ، و يفوق معدل الدخل الفردي العربي معدل دخل الأميركي.

بين العزلة والتعايش

بينما فشلت البعض الاخر من الهجرات العربية في تحقيق الاندماج في البيئات والثقافات التي هاجروا اليها وعاشوا في شبه عزلة عن واقعهم الجديد دونما آية قدرة على التكيف  ، و تسببت أحداث 11 سبتمبر  بامريكا وتفجيرات لندن ومدريد، في عرقلة عمليات الاندماج بدول الاتحاد الأوروبي، وزادت من الهاجس الأمني، خاصة تجاه المهاجرين المسلمين والعرب.

وطبقت بعض الدول الأوروبية سياسة انتقائية لاختيار المهاجرين الجدد، و تقليل أعداد المهاجرين العرب ، خاصة مع ظهور نظرة الخوف من الإسلام ( الاسلامو فوبيا )  ، وتنامي هذا الحاجز في ظل حرص المهاجرين العرب والمسلمين الحفاظ على معطيات ثقافتهم من مأكل وملبس ومظاهر حياة اجتماعية أكثرها جيد و بعضها لا يتناسب مع واقعهم الجديد و البيئة الجديدة التي لجأوا إليها  ،من منا لا يحترم شخص لم يتخلى عن جذوره و أصله و حمل هويته معه أينما حل وارتحل ؟

فتاريخنا وحضارتنا غنيه بالإيجابيات التي نفخر بها بل ونعتز بأن ننقلها للشعوب الأخرى لتستفيد منها مثل حسن الضيافة و الكرم والتكافل الاجتماعي والروابط الأسرية المتينه وبر الوالدين والشجاعه ونصرت المظلوم وغيرها و لكن هناك بعض السلبيات في مجتمعاتنا و في فئات محدده من شعوبنا نقلت معها هذه السلبيات للدول المضيفه فهل ستؤثر سلبا على المجتمع الأوروبي ام انها ستندثر مع الزمن خاصة مع اندماج المهاجرين في بيئة صالحه للعيش الكريم .ومثال على هذه السلبيات هي العنف وعدم قبول الآخر وفرض فكر الفرد على المجموعات التي حوله وهي أمور عانت منها الدول العربية حتى وصل الحال بهم أن يتركوا ارضهم طلبا للعيش الأمن بعيدا عن نتائج هذه الأفكار والسلبيات فمن العجيب أن يرحل بعضهم هربا من هذه السلوكيات ليعود و يمارسها هو في الخارجمما ادى الى الشعوب الاوربية بدأت تنظر نظرة  سلبية  وتصوير العربي المسلم على انه ارهابي وعنيف بعد التعاطف السابق  .

فأنا اتمنى ان تذوب هذه السلبيات في أرض خصبة لتنمية مجتمع لا يحمل معاناة تفرض عليه التعصب والعدوان.

والا سيواجه المهاجرون مشكلات الاغتراب السياسي والثقافي والاجتماعي،وصعوبة الاندماج بالمجتمعات الغربية بسبب الاختلاف الثقافي والعادات والأنظمة والقوانين و الأعراف والتقاليد.

أزمة الهوية

يعاني المهاجرون العرب من  أزمة "الهوية الثقافية"  لانه يعيش تشتتا واضحا بين هويتين ثقافيتن ، الهوية الثقافية لموطنه العربي ، وهوية البلد المضيف ،وفشله في ايجاد القواسم المشتركة بين هاتين الهويتين لعبور فجوة الانا والاخر .
ومع ذلك استطاع المهاجرون تحقيق بعض الاندماج  من خلال ترويج أنماط  ثقافتهم في الموسيقي الشرقية و الطعام العربي في مقابل فشلهم الذريع في تحقيق اندماج سياسي و اجتماعي .

مواطنة .. وتهميش واقصاء

تباينت المعطيات السياسية في البلدان  الاوربية في تعاملهاها مع المهاجرين العرب بينما منحتهم بريطانيا حقوق المواطنة ، وحظي الاسلام في النمسا باعتراف أتاح للجاليات العربية هناك انخراط إيجابي في المجتمع النمساوي ، فان المهاجرين العرب في فرنسا يواجهون تحديات كبري تتعلق بالعنصرية ومشكلات الإقامة والعمل ربما بسبب بعض الممارسات الفرديه العنصرية من قبل المتشديين و الإسلاميين أو بعض العصابات المنتشرة من أصول عربية .

كما يواجه شباب المهاجرين ازمة العزوف عن الزواج و عدم تكوين عائلات مستقرة بسبب الاختلاف الثقافي ،حيث يصطدمون بواقع  مغاير لا يستطيعون استيعابه  ثقافيا وتربويا و دينيا .

ويبقي اخيرا استعادة العرب المهجرين لمكانتهم في ارض المهجر مرهون بقبول فكرة قبول الاخر وعدم الاصطدام الثقافي معه ، مثلما كان يفعل المهاجرون الاوائل في سياق تعايش الثقافات والحضارات .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المهاجرون العرب بين التعايش والعزلة وأزمة الهوية المهاجرون العرب بين التعايش والعزلة وأزمة الهوية



GMT 07:56 2021 الأربعاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رقي الإمارات سرها وسحرها

GMT 10:54 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تجربتي في نزل فينان البيئي

GMT 09:07 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

اعرفْ وطنك أكثر تحبه أكثر

GMT 12:11 2017 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

ملتقى بغداد السنوي الثاني لشركات السفر والسياحة

GMT 16:17 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

دور المهرجانات السينمائية في الترويج للسياحة الوطنية

GMT 08:25 2016 الأحد ,18 أيلول / سبتمبر

للمرأة دور مهم في تطوير قطاع السياحة في الأردن

GMT 14:21 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

أهوار العراق جنة الله الجنوبية

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon