بقلم : غنوة جورج فهد *
“رغم كيد العدا رغم كل النقم، سوف نسعى إلى أن تعمّ النعم… سوف نرنو إلى رفع كل الهمم”.
عند سماع كلمات نشيد “سوف نبقى هنا” للفنان المصري رامي محمد لا يمكننا إلاّ أن نتذكّر الشعب الفلسطيني الذي عانى وما زال يعاني من الانتهاكات والاعتداءات التي تقوم بها قوّات الاحتلال الإسرائيليّة، وعمليّات التهجير من القرى الفلسطينيّة للأهالي، وأخيرًا محاولة التهجير من حيّ “الشيخ جراح” في مدينة القدس المحتلّة وذلك على خلفية قرار المحكمة الاسرائيليّة بإخلاء منازل الفلسطينيّين في الحيّ لصالح مستوطنين وجمعيّات إسرائيلية.
فبعد مرور حوالي النصف قرن على احتلال أراضي فلسطين لم يشهد هذا الشعب يومًا أبيضًا كما هي الحال مع سكّان حيّ “الشيخ جراح” تحديداً. فقد أُنشِئ هذا الحيّ بالقدس المحتلّة عام 1956 بموجب اتفاقيّة وُقِّعت بين وكالة غوث اللاّجئين الفلسطينيّين والحكومة الأردنيّة، وفي حينه استوعب عددًا من العائلات الفلسطينيّة الذين هجّروا من أراضيهم المحتلّة عام ١٩٤٨. والآن يعود التاريخ ليكرّر نفسه، إذ أصدرت المحكمة الإسرائيليّة قرارًا يقضي بإخلاء الفلسطينيين منازلهم لصالح مستوطنين وجمعيات إسرائيليّة. كلّ هذا والتوتر موجود وتستمر الاعتصامات في الحي وسط مواجهات بين الفلسطينيّين واستفزازات المستوطنين. كما وانتشرت قوات الاحتلال في محيط المعتصمين لتفريق المظاهرات ضد سياسة طرد السكان وتلقي باتجاههم القنابل الصوتية.
وتقوم تلك الدولة الغريبة بالتعدّي المستمر على فلسطين.
فلسطين العربيّة التي نسمع من ذاك وتلك أنهم لن يتخلوا عنها وسيقاتلون دائماً من أجلها، ولكن أين هم اليوم؟ وأين كانوا بالأمس؟ ألا يرفّ لهم جفن؟ ألا يحرّك هذا المشهد شعرةً واحدةً من الرؤساء والساسة العرب؟ ربّما لا… وألف لا… ولم يحرّك أحدهم ساكنًا.
فلسطين وبالرغم من كلّ ما يحصل لها ولشعبها الأبيّ ستبقى تقاتل وتدافع وستظلّ دائماً صامدةً بأهلها وشعبها.
ستبقى بهمّة المناضلين الأحرار الذين يدافعون بالحقّ عن مطالبهم.
ستبقى فلسطين الواحدة الموحّدة بالمحبّة طالما صوت أجراس الكنائس يعانق صلوات المآذن.
وستبقى بالرغم من السياسات النتنة التي تعفَّن جوفها ويبست إنسانيّتها..
وقد صدق محمد الماغوط عندما قال “العرب كطائرة الهليكوبتر… ضجيجها أكثر من سرعتها”.