توقيت القاهرة المحلي 09:14:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مقتل المرء بين فكّيه

  مصر اليوم -

مقتل المرء بين فكّيه

بقلم : قمر النابلسي

كثيرة هي الأمثال والحكم التي تتكلم عن قوة الكلمة وتأثيرها ,وكيف لها أن ترفع صاحبها وكيف من الممكن أن تورده المهالك , مقتل الرجل بين فكّيه فقد يكون موته وهلاكه فعلاً من كلمة, وقد سمعنا من القصص الكثير الكثير عن كلمة لم يتأنَّ ولم يفكر فيها صاحبها فكانت سبباً في قتله , وإن لم تقتله جلبت له المتاعب والمصائب والخسارة ,فرحم الله امرأً أطلق ما بين كفّيه , وأمسك ما بين فكّيه ,وصدق الشاعر حين قال :

تكلّم وسدّد ما استطعت؛ فإنما ….كلامك حيٌّ والسكوت جماد

فإن لم تجد قولاً سديداً تقوله …فصمتك عن غير السداد سدادُ

فأنت لن تندم على السكوت لكنك حتماً ستندم على الكلام إن لم تفكر وتتأنَّ قبل أن تنطق به, فالكلمة كالرصاصة إذا خرجت فلا يمكن استرجاعها ,وقد ضمّن الشيخ أبو سهل النيلي شرائط الكلام فقال :

أوصيك في نظم الكلام بخمسة … إن كنت للموصي الشفيق مطيعا

لا تغفلنّ سبب الكلام ووقته …والكيف والكم والمكان جميعا .

فالكلمة تكتسب قوتها من قائلها ومعناها وتوقيتها ومضامينها الخفية وفي هذا الزمن تعاظمت قوتها من الأثر الذي قد تحدثه في خضم الفوضى الإتصالية والتطورات التقنية الحديثة .

إذاً على قدر أهمية الكلمة ,من المهم جداً وقت الكلام و الزمان المناسب والمكان ,أما الأسلوب ونبرة الصوت فإن لم يتم مراعاتها يخسر صاحبها حتى وإن كان على حق ,وخير الكلام ما قلّ وجّل ودلّ ولم يمل ,فالأمر ليس بكثرة الشرح والإسهاب , بقدر ما هو بالمعنى والحُجة والبرهان .

ومع انتشار وسائل التواصل الإجتماعي كل كلمة محسوبة والأخطاء أصبحت كارثية ولا تغتفر, خاصة مع سرعة ومدى انتشارها, الناس تقرأ وتسمع وتحلل وتحكم وتؤثر ,ليس المطلوب أن تصمت فلا تعطي رأياً ولا أن تكون سلبياً فلا تتفاعل مع الأحداث , لكن تذكر دائماً أن الكلمة قبل أن تخرجها هي تحت سيطرتك فاحرص على ألا تخرج إلا بعد التبصر والتأمل واستحضار ما قد ينتج عنها من آثار ونتائج وعواقب .

ولأن الكلمة تكسب قوتها من قائلها فكلمة السياسي و المسؤول و الشخص الذي يمثل الشعب في برلمان أو نقابة أو حتى الأشخاص الذين يُطلق عليهم مؤثرون تؤخذ كلماتهم على محمل الجد , فالكلمة مع هؤلاء لها هويتها ودلالاتها , لكن للأسف ما زال أغلب هؤلاء يجهل قوة الكلمة, والبعض يتجاهلها ,وقد يتعمّد البعض الآخر استغلالها , لم يدرك هؤلاء أن الكلمة رداء الأفكار, وأن الكلمات تحمل في باطنها رسائل.

وما أصبحنا نراه ونسمعه مؤخراً وبشكل متكرر من تعليقات وضجة تعقب تصريحات لمسؤولين وسياسيين تفتقد للمنطق والموضوعية ولا تحترم عقول البشر ,تؤكد الجهل والإستهانة بأهمية مهارة التواصل ,يضاف إليها عند البعض قلة الخبرة وضحالة الثقافة والمعرفة على المستوى السياسي والإجتماعي .

فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة … وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم …

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقتل المرء بين فكّيه مقتل المرء بين فكّيه



GMT 14:18 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 16:14 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

الاعلام الايجابي والاعلام السلبي

GMT 15:34 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

خانه التعبير واعتذر.. فلِمَ التحشيد إذن!

GMT 10:48 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

صحافة المنزل

GMT 12:48 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

ماذا قدمتم لتصبحوا صحفيين وناشطين؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:27 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطالب بإنهاء الصراع الإسرائيلي اللبناني
  مصر اليوم - ترامب يطالب بإنهاء الصراع الإسرائيلي اللبناني

GMT 00:29 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف عن مشاركته في دراما رمضان المقبل 2025
  مصر اليوم - محمد فراج يكشف عن مشاركته في دراما رمضان المقبل 2025

GMT 06:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان
  مصر اليوم - غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 12:57 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 10:39 2021 الأحد ,09 أيار / مايو

إطلالات شرقية لرمضان من وحي فاطمة المؤمن

GMT 17:26 2021 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

بايرن ميونخ يصف محمد صلاح بأنه "ميسي أفريقيا"

GMT 12:11 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ميلان يعلن إعارة كولومبو لـ كريمونيزي الأمريكى كولومبو

GMT 03:17 2020 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فيديو تفاعلي يتكيف مع حركة الجسم أثناء التمارين

GMT 16:43 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أخطاء تفعلها عند ارتداء الكمامات

GMT 03:12 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

المعهد الأميركي يكشف السيناريو المرعب لـ"كورونا"

GMT 07:29 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

صلاح مع قطة تحصد نصف مليون إعجاب في ساعات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon