بقلم : جمال علم الدين
إن ارتياد الإنسان المتكرر على مقاهي الانترنت بصفه عامه او غرف الدردشة وشبكات التواصل الاجتماعي بصفة خاصة مرده في المقام الاول في دراسة اجراها احد علماء علم النفس الى سوء توافق الفرد مع نفسه ومع بيئته، وذلك لفشله فى تحقيق اهدافه وارضاء حاجاته النفسية والجسمية والاجتماعية وأهم الاضطرابات التي يمكن ان يتعرَّض لها مدمن.
هذه الغرف تتمثل في القلق والتوتر النفسي وفقدان الثقة بالنفس والخوف من المستقبل وبعض المواقف في الحياة والتردد والتخاذل والانطواء والانسحاب والسلبية واللامبلاة واليأس والتشأوم والاكتئاب والسأم والتبلد العاطفي وسرحان الذهن والوساوس والشعور بالذنب والغيرة والحساسية والكراهية الزائدة.
وغرف الدردشة وشبكات التواصل الاجتماعي تحفز الفرد على التواصل مع الاخر بدرجة كبيرة وتتيح له امكانية البوح بأشياء اخرى لا يمكنه التصريح بها في وضعيات التواصل الطبيعي اذ نراه اكثر جرأة على التعبير عن مكنوناتة ومشاعره واكثر افصاحا من ذاته ففي الدردشة الرقمية ينزع الفرد الى الانكشاف امام الاخرين والتعبير عن وجهات نظره والتصريح بمواقفه الشخصية دونما ادنى تحفظ او قلق او توتر .
من هنا يمكن وصف تلك الغرف بكونها وضعيات مفيدة لعمليه الترويح عن النفس وتفريغ المعاناة الداخلية فالوضيعة التواصلية بين الانا والاخر في غرف الدردشة تجعل عمليه قراءة اذهان وعواطف الاخرين اكثر فاعلية وعفوية، وذلك بالمقارنة مع وضعية التواصل في العالم الواقعي الذي يتحتم فيه الفرد التواصل مع الاخر وجها لوجه.