أحمد المالكي
انتهت انتخابات "نقابة الصحافيين"، وتم اختيار نقيبًا جديدًا خلفًا للنقيب السابق ضياء رشوان، الذي خرج من السباق بعد أن تخلي عنه عدد من الجماعة الصحافية، بسبب انشغال رشوان عن الصحافيين وظهوره في الفضائيات على حساب النقابة.
تولي نقيب جديد للصحافيين المسؤولية شيء جيد للبعض، لكن هناك من أعضاء النقابة من لا يهتم كثيرًا برحيل نقيب أو تولي جديد، لأنَّه سمع الكثير من الوعود التي لم تنفذ، وأصابته حالة من اليأس، بينما هناك أيضًا من يعمل في هذه المهنة لكنه خارج كل الحسابات، لا يعرف طريق النقابة أو بالأحرى طريقها مسدود، ينتظر أن يأتي دوره في يوم من الأيام ليكون من أعضاء هذه النقابة، التي هي بالنسبة لأعضائها لا تتعدى كونها تدفع لهم "البدل"، وهو مبلغ يعتمد عليه البعض، لأنَّ الصحف لا تدفع لهم مرتبات، وهذا واقع كثير من الجماعة الصحافية في مصر.
لكن السؤال: ماذا سيفعل النقيب الجديد يحي قلاش، الذي يطلق عليه البعض لقب "الرجل المحترم" ـ وهو كذلك بالفعل ـ، ولكن هل يستطيع قلاش أن يُعدل الحال المائل؟.
اعتقد أنَّ الأمر ليس بهذه السهولة لأنَّ مهنة الصحافة بها الكثير من المشكلات التي قد يعجز البعض عن حلها. وماذا سيفعل النقيب الجديد مع الصحافة الإقليمية في مصر التي تحتاج إلى نظرة؟ وماذا سيفعل النقيب الجديد مع العاملين في الصحافة الإلكترونية التي تحتاج إلى تنظيم ونظرة من نقابة الصحافيين التي لا تهتم بالتجارب الصحافية الإلكترونية؟
بالرغم من التطور التكنولوجي، مازالت النقابة لا تعترف بهذا النوع الجديد من الصحافة التي أصبحت موجودة في العالم كله لكن حجة نقابة الصحافيين في مصر عدم فتح الباب أمام هذا النوع الجديد من الصحافة حتى لا يزيد عدد أعضاء النقابة، وهذه الحجة قديمة جدًا.
وأيضًا النقيب الجديد مطالب بتدريب وتطوير أداء الصحافي وحمايته من الاعتداءت التي يتعرض لها، والدفاع عنه، لأنَّ النقابة مهمتها حماية الصحافي وحماية حرية الصحافة، وهذا ما نحتاج إليه.
"صحافه حرة نزيهة، لا تكون صحافة حسب الحالة العامة، أو صحافة على هوى النظام، أو ملاك الصحف".
من وجهة نظري، وبحسب بعض الأصدقاء، هناك من كان الأجدر بهذا المنصب، حتى لو لم يريد هذا المنصب، لكنه فعل الكثير ووقف كثيرًا مع الصحافيين في محنتهم، هذا الشخص هو الأستاذة المحترمة عبير سعدي، وهي محبوبة جدًا داخل الوسط الصحافي وتستحق فعلًا أن تكون نقيبًا للصحافيين.
النقيب السابق خرج، وكان يجب أن يخرج بعد أن تفرغ للفضائيات وترك النقابة غارقة في المشاكل، وأتمنى التوفيق للنقيب الجديد في مهمته، بمعاونة مجلس النقابة والأعضاء المحترمين، وسيظل السؤال قائمًا: "هل يصلح النقيب الجديد الحال المائل؟".