توقيت القاهرة المحلي 10:43:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أطفالنا بين القيم والوحش الرقمي

  مصر اليوم -

أطفالنا بين القيم والوحش الرقمي

بقلم : سارة طالب السهيل

الاطفال هم احلام مستقبلنا المضئ نجد ونتعب من أجلهم تربيتهم احسن تربية ونجاهد لنوفر لهم أحسن تعليم أحسن نادي واحسن كتاب ونغرس فيهم كل القيم الاخلاقية والدينية التي ترعرعنا عليها من الايمان وفعل الخير واشكال العفو والاحسان والفداء وغيرها من القيم .

كانت هذه الاحلام المشروعة محل تحقيق عبر عقود طويلة ، ولكنها في زمن ألفيتنا الثالثة للميلاد باتت من أصعب الاماني  ، ليس لقصور الاسرة في التنشئة فقط، ولكن بفعل متغيرات زمنية رهيبة صارت تتحكم بشكل أكبر في تنشئة الطفل وتغذية عقله ووجدانه أكثر من المنبع الرئيسي للأسرة ، فصار الطفل تائها بين القيم التربوية والاخلاقية وبين قيم الميديا وتكنولوجيا العصر الفتاكة .

لعلي أظن ان الاسرة في كل بقاع العالم صارت محتلة من ملوك تكنولوجيا العصر ووسائط الميديا المذهلة التي سرقت عقولنا ووجداننا وباتت توجهنا في شكل حياتنا وعلاقاتنا الاجتماعية وطرق تفكيرنا حتى صار تفكيرا معلبا جاهزا نشتريه من السوبر ماركت بضغط زر  يصل الينا ويلبي احتياجاتنا بلا عناء .

فاذا كان هذا حال الاسرة الكبيرة الناضجة والتي أمضت سنوات طوال في التعلم واكتساب الخبرات والمعارف تمت سرقتها بمحض اراداتها ، فما بال الأطفال الصغار يجدون متع سريعة وجاهزة دون ان يعوا كيف يوضع السم بالعسل ؟ !!

فالطفل الضعيف الباسم فجأة صار عنيفا جدا اذا لم يتم اعطائه اغنيه او رقصة او لعبة حركية على الموبايل او التلفاز ، اما اطفال المدارس فقد انشغلوا عن التعليم بالالعاب  الالكترونية التي تعلم مهارات مذهلة في فنون القتال وفنون السطو على البنوك ، والقتل تحت مزاعم الدفاع عن النفس او المنافسة او الاستحواذ على السلطة .

والاهل هم ايضا مشغولون اما بالكد لتوفير متطلبات ذويهم او مشغولون ايضا بالالعاب الالكترونية ، بينما يقضي الصغار معظم اوقاتهم بالمدراس الخالية من الرقابة ، ووسائل الاعلام التي تشكل تفكيرهم خاصة الالعاب الالكترونية حيث اكتساب العنف والجريمة بسهولة  تدفع الطفل الى قتل نفسه بنفسه تطبيقا لخطوات اللعبة الالكترونية و انا اشدد انني لست ضد الاطار بل ضد المضمون و ضد كمية الوقت المصروف .

الانكى من ذلك ما تمرره افلام ديزني من تقديم شخصيات غير سوية في الفئات الصغيرة بعيدا عن قيم الأديان السماوية والاخلاقية و المفاهيم الاجتماعية والثقافية المتفق عليها عبر العصور .

بظني ان المجتمعات البشرية كلها بحاجة الى يقظة من التيه العقلي الذي صنعته التكنولوجيا بنا ، ووضع يدها على موطن الداء الذي ينتشر كالسرطان الخبيث بين أطفال العالم ويقودهم للضياع بفعل خضوعهم للوحش الرقمي الميسطر على عقولهم .

بظني ان البشرية كلها خاصة في منطقتنا العربية و الشرق اوسطية  مطالبة بسرعة استعادة الوعي والحفاظ على القيم الاسرية التي تربينا عليها وغرس هذه القيمة بنفوس الصغار ، عبر  اليات متعددة منها الدور الاسري في مراقبة ابنائهم في برامج  التواصل الاجتماعي والاستفادة من برامج  الخبراء والمتخصصين في معالجة ابنائهم من التنمر  واكتساب خبرات لحماية صغارهم وابنائهم من الابتزاز الالكتروني . بجانب الادوار المهمة للتثقيف والتوعية للمدارس والجامعات والمؤسسات الثقافية والتعليمية والاعلامية بتوعية النشئ من مخاطر الوحش الرقمي وضرورة تقليص نسبة مشاهدته والتواصل فيها الي اضيق الحدود .

والعالم العربي كله مطالب بالتعاون في انتاج اعمال فنية من تراثنا القديم و واقعنا الجيد الحديث و ما نأمله من مستقبل متطور علميا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وتقديم هذه الافكار بوسائل عصرية جاذبة تغرس كل فضائل الاخلاق والقيم اللازمة لتنشئة الصغار وصون هويتهم .

وبتقديري اننا في أشد الحاجة لوضع خطة عملية لاستثمار فترة العطلة الصيفية بالمدارس في خلق أنشطة تستهوي الطلاب من انشطة رياضية وكشافة ومسابقات في الشعر والقصص واقامة المعارض للوحات الفنية والاشغال اليدوية والحرفية وتعليم الخياطة والزراعة و البحث العلمي و الاختراعات العلمية وغيرها من الانشطة التي تستقطب وقت الطلاب في اعمال مفيدة وتحقق لهم ايضا مرودا عمليا ناجحا .

استغلال المدارس فترة الصيف لاستيعاب الاطفال من خلال نشاط صيفي يلعبون ويستمتعون ويقرأون قصصاً. كذلك تنظم المدرسة معارض للوحاتهم ومشغولاتهم اليدوية التي قاموا بها من انشطتهم ومواهبهم  وهو ما سيلقي ترحيباً من الاطفال .

وبظني ان الابوين عليهما ان يقدما الأسوة الحسنة في تقليص استخدامهم للموبايل  واوقات اتصالهم بقنوات التواصل الاجتماعي وان يشجعوا ابنائهم على اكتشاف مواهبهم والعمل على تنميتها داخل الاسرة قبل النادي والمدرسة .

من المهم استفادة الابوين من البرامج والتطبيقات المراقبة لحماية الاطفال  ، فهي تعمل بلوك على المناظر و المواقع و الدعايات الغير أخلاقية ، كما يبنغي على الابوين تحديد الوقت الذي يقضيه الطفل على الموبايل ،  وترسل اشعارات للابوين بالبرامج التي يستخدمها الطفل.

وعلى الابوين ايضا تقديم النصح المباشر وغير المباشر لابنائهم بعدم قبول صداقات غير معروفة لهم وعدم افشاء أسرارهم مع غرباء عبر الواتس اب والماسنجر و غيرها من وسائل التواصل .

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفالنا بين القيم والوحش الرقمي أطفالنا بين القيم والوحش الرقمي



GMT 11:15 2023 الجمعة ,01 أيلول / سبتمبر

عام دراسي يتيم في اليمن

GMT 21:34 2021 السبت ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

في متاهات التعليم

GMT 11:25 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

الباشوات والبهاوات في الجامعات

GMT 09:55 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شبكة قومية للمتميزين

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس
  مصر اليوم - فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon