توقيت القاهرة المحلي 13:27:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معوقات النهوض والارتقاء بالتعليم المصري

  مصر اليوم -

معوقات النهوض والارتقاء بالتعليم المصري

أشرف فوده

  تنهض الأمم بالتعليم، وترقى به الدول وتتحضر الشعوب وتزدهر المجتمعات، ولكن ليتحقق ذلك لابد من مدخلات جيدة حتى تكون مخرجاته أيضًا جيدة، بدايةً من مؤسسة الأسرة ودورها كبير في المنتج التعليمي، حيث الأم وما لها من دور عظيم فاعل في صناعة الرجال، وقد أوضح نابليون بونابرت ذلك حينما قال "إذا أردتم رجالاً عظامًا أفاضل، فعلموا المرأة ما هي عظمة النفس والفضيلة". فدور المرأة كبير في إعداد جيل واعٍ فاهمٍ قادرٍ على تحقيق نهضة حقيقية تثري المجتمع وترقيه، وظهر هذا بوضوح من قول الشاعر "الأم مدرسة إن أعددتها، أعددت شعبًا طيب الأعراق"، فالجانب القيمي والأخلاقي في التعليم مرهون بالأسرة أكثر من رهنيته بمؤسسات التعليم بجانب المؤسسة الدينية، والتي لا ينكر دورها في تأصيل القيم والأخلاق في نفوس أبناء المجتمع. وللنهوض بالتعليم يجب أن تكون موازنته واعتماداته المالية ومخصصاته السنوية كبيرة، لتسمح وتُمكّن القائمين عليه بالإنفاق اللازم، ولذا كان من الواجب على لجنة واضعي الدستور المصري الجديد أن يحددوا قيمة معقولة، نسبة من إجمالي الموازنة العمومية للدولة لاتقل عن 15 % مثلاً، للإنفاق على التعليم وتدرج كمادة ضمن مواد التعليم بالدستور، ثم أنه كيف ننتظر نهوضًا بالتعليم والمؤسسات الكبيرة بالدولة تستقبل منتجه للعمل بها من دون أن تسهم في صناعة المنتج ذاته، بمعنى أن المؤسسات الكبرى هذه وبخاصة الربحية منها، تخصص نسبة ولتكن 1 % مثلاً من جملة أرباحها السنوية كمساهمة منها في الإنفاق على التعليم وهكذا. كيف ننتظر نهوضًا بالتعليم ولا تزال الكثافة في مدارسنا وبخاصة الحكومية منها عالية، لدرجة أنها تخطت حاجز الستين دارسًا في حجرة الدراسة، ويزيد عن ذلك بكثير وبخاصة في المدن الكبرى، مقالاً لا حصرًا القاهرة الكبرى والأسكندرية وغير ذلك من مدن مصر المختلفة، كيف ننتظر نهوضًا بالتعليم ولا تزال مدارسنا تعاني نقصًا وعجزًا شديدًا في أدوات التعليم ووسائله المعينة، كيف ننتظر نهوضًا بالتعليم والتدريب غائب عن المشهد تمامًا، وإن حدث فيكون تدريب غير فاعل وغير حقيقي، وبالتالي من أين يتعرف المعلم على ما هو جديد في التعليم وطرائق تدريسه وغير ذلك من المتغيرات التي تطرأ على التعليم في الحقيقة كل لحظه فالتطور أصبح سريعًا مذهلاً، وكيف للمعلم أن يواكب كل ما هو جديد ووضعه هكذا، وكما أوضحناه . إن كنا نريد نهضة حقيقية في التعليم يظهر أثرها في تغيير وجه مصر الحالي، وعودة مجدها القديم لسابق عهده، فلابد من إعادة النظر في كليات التربية على مختلفها من حيث عدد سنوات الدراسة بها ومناهجها وطرائق تدريسها ومعاملها وإمكاناتها وإلخ ..، ومن المهم بمكان إعادة النظر وبأهمية كبرى للعمود الفقري للعملية التعليمية أقصد بالطبع المعلم ذروة السنام بحق، فلابد من الارتقاء به مهنيًا وماديًا واجتماعيًا وإعلاميًا وعدم تصويره بصورة هزلية في الإنتاج الإعلامي من مسلسلات ومسرحيات وأفلام تفقده إحترامه وهيبته وتقلل من مكانته وتسيء إليه نفسيًا، بل وتجعله محبطًا أحيانًا وكارهًا لمهنته فلا يطور نفسه ولا أداءه وهكذا . لابد أن نعي جميعًا بأن التعليم قضية مجتمعية تهم المجتمع بأكمله، وهي في الحقيقة قضية أمن قومي، فوالله لم ولن يحدث تقدم ولا نهضة لمصر، ولا لأي دول من دول العالم، إلا بالتعليم الجيد وبمدخلاته الجيدة والحديثة والمطوّرة، والتي تسهم إسهامًا حقيقيًا في مخرجات تعليمية جيدة.  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معوقات النهوض والارتقاء بالتعليم المصري معوقات النهوض والارتقاء بالتعليم المصري



GMT 11:15 2023 الجمعة ,01 أيلول / سبتمبر

عام دراسي يتيم في اليمن

GMT 11:37 2024 السبت ,02 آذار/ مارس

أطفالنا بين القيم والوحش الرقمي

GMT 21:34 2021 السبت ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

في متاهات التعليم

GMT 14:13 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

العنف ضد المرأة حاجزا فى سبيل المساواة والتنمية

GMT 06:33 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

مصر ونظام جديد للثانوية العامة

GMT 13:18 2018 السبت ,28 إبريل / نيسان

نداء إلى وزير التعليم قبل وقوع الكارثة

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:27 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطالب بإنهاء الصراع الإسرائيلي اللبناني
  مصر اليوم - ترامب يطالب بإنهاء الصراع الإسرائيلي اللبناني

GMT 12:45 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ميس حمدان تتحدث عن تطور السينما السعودية
  مصر اليوم - ميس حمدان تتحدث عن تطور السينما السعودية

GMT 12:57 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 10:39 2021 الأحد ,09 أيار / مايو

إطلالات شرقية لرمضان من وحي فاطمة المؤمن

GMT 17:26 2021 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

بايرن ميونخ يصف محمد صلاح بأنه "ميسي أفريقيا"

GMT 12:11 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ميلان يعلن إعارة كولومبو لـ كريمونيزي الأمريكى كولومبو

GMT 03:17 2020 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فيديو تفاعلي يتكيف مع حركة الجسم أثناء التمارين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon