توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مشكلة الأمِّيَّة في مصر.. أسبابها وكيفية علاجها

  مصر اليوم -

مشكلة الأمِّيَّة في مصر أسبابها وكيفية علاجها

د. جمال حامد محمد

زادت حدة مشكلة الأمِّيَّة في مصر وظهر تأثيرها في جيش الأمِّيِّين الذي يقف في طوابير للحصول بطرق غير مشروعة على شهادات محو الأمِّيَّة. وقد تم تقنين كثير من المصالح في البلاد بالحصول على شهادة محو الأمِّيَّة. وهذا في حد ذاته شيء طيب. وللأسف أصبح هذا التقنين مصدر إزعاج لفريق من الأمِّيِّين الذين يريدون الحصول عليه بالرشوة، وأصبح مصدرًا من مصادر الاسترزاق لفئة من العاملين في هيئة تعليم الكبار؛ إذ استرزقوا بالرشوة من المضطرين للحصول على تلك الشهادة. وأصبح الحصول على شهادة محو الأمِّيَّة مرتبطًا بالفساد الذي أصاب أجهزة الدولة. ويلجأ كثير من الأمِّيِّين للحصول على تلك الشهادة بالرشوة من دون محو أمِّيَّتهم فعلاً، وأعرض على القراء الكرام مثالاً نواجهه في الحياة اليومية. ذات يوم منذ عامين تقريبًا أخبرني أحد الأصدقاء أنه لديه موتوسيكل ويريد الشهادة لاستخراج رخصة قيادة، وأنه سيلجأ لسماسرة الرشوة ذوي العلاقات مع عاملين بهيئة تعليم الكبار لتيسير طلبه، قلت له: إنني لا أعتقد أن ذلك ممكن، وذهبت لبعض شأني، وفوجئت بعدها بأسبوعين يخبرني بأنه تم له ما أراد بالرشوة، وهذا يبين مدى شكلية تلك الشهادات، ويبين أن نسبة الأمِّيَّة الرسمية أدنى من النسبة الحقيقية. أرجو ألا يتبادر إلى ذهن القارئ الكريم أنني ضد ربط بعض الخدمات بمحو أمِّيَّة المواطن الذي يطلب تلك الخدمة، ولكنني ضد أن يصبح ذلك مجالاً للحصول عليها بالرشوة، وأن يصبح ذلك المسلك معتادًا لتقليل نسبة الأمِّيَّة، ونرجو أن تقوم هيئة تعليم الكبار بقيادة زميلي وصديقي العزيز الأستاذ الدكتور مصطفى رجب؛ للتصدي لذلك العطب الذي أصاب تلك الهيئة مثل مؤسسات أخرى في الدولة. وبعيدًا عن هذا كله، فإننا يروعنا هذا التراكم لمشكلة الأمِّيَّة في مصر. وبالمناسبة يجب ألا نخدع بالإحصائيات التي تنشرها الجهات الرسمية عن نسبة الأمِّيَّة، فكثير من تلك النسب غير حقيقي، وإحصائيات وهمية. وفيما يأتي تصور متواضع لبعض الأسباب التي أدت لزيادة عدد الأمِّيِّين وبعض المقترحات التي قد تفيد في علاج تلك المشكلة. أسباب تراكم مشكلة الأمِّيَّة في مصر: 1. انخفاض الوعي لدى المناطق العشوائية بأهمية التعليم. 2. انخفاض مستوى تعليم المدارس الابتدائية وتدني واقع تلك المدارس. 3. تسرب بعض تلاميذ المدارس الابتدائية من المدارس قبل محو أمِّيَّتهم. 4. عدم اهتمام التعليم الفني بمهارات القراءة والكتابة، والتركيز الشكلي على المهارات الفنية. 5. انخفاض مستوى دخل بعض الأسر؛ مما يضطر الأسرة لإلحاق الأطفال بأعمال تسهم في سد احتياجات الأسرة. 6. وجود بعض الأعمال الحرفية التي يلتحق بها الأطفال، ولا تهتم بمهارات القراءة والكتابة لدى الأطفال. اقتراحات لعلاج مشكلة الأمِّيَّة في مصر: 1. أن يكون للجيش دور مهم وفعال في محو أمِّيَّة الجنود المصريين. وأن يعطى المجندين المتعلمين فرصًا واسعةً في محو أمِّيَّة زملائهم. 2. تنظيم مؤتمرات يسهم فيه الخبراء من المؤسسات التربوية والخدمية والمؤسسات الخاصة ومؤسسات الإنتاج وغيرها بالدولة؛ بهدف إعداد وثيقة معايير بالمواصفات والمهارات التعليمية المطلوبة في المواطن للتعامل بكفاءة مع الخدمات والأعمال التي تقدمها تلك الجهات. 3. أن تخصص كل قناة من القنوات الإعلامية برامج دورية تناسب أوقات الأمِّيِّين لبث برامج مناسبة لتعليم الكبار. 4. أن تخصص القنوات الإعلامية نسبة محددة من برامجها للتوعية بخطورة الأمِّيَّة. 5. تخصيص هيئة للتقويم، ومنح شهادات محو الأمِّيَّة وتعليم الكبار، تكون مستقلة تمامًا عن هيئة محو الأمِّيَّة، وتعليم الكبار تكون مهمتها عمل امتحانات لمحو الأمِّيَّة، ويتم عمل الاختبارات في ضوء المعايير القومية التي تعد في ضوء المؤتمر المشار إليه في النقطة السابقة. 6. عمل خطة قومية لمحو أمِّيَّة المواطنين الأمِّيِّين من سن 15 إلى 50 عامًا خلال سبع سنوات. ثم الوصول لنسبة صفر خلال عشر سنوات. 7. عمل خطة موازية لاستيعاب الأطفال المتسربين من التعليم أولاً بأول، مع تقديم مكافآت للمتسربين الذين يجتازون اختبارات محو الأمِّيَّة. 8. أن يتم تكرار وتحديث الشهادات الخاصة بتعليم الكبار كل 4 سنوات. 9. أن يتم اعتماد تشريعات تعاقب كل من يصدر شهادات بمحو الأمِّيَّة من دون واقع صحيح. 10. أن يتم تقديم خدمات تشجيعية للمواطنين الذين يتم محو أمِّيَّتهم، مثل استرداد الغرامات التي يتم تحصيلها من الأمِّي عن الخدمات المختلفة. 11. أن تسهم الجمعيات الأهلية والقطاع الخاص، كلٌّ في جهته في تمويل وتقديم خدمات تعليم الكبار. 12. عمل خريطة قومية بأعباء الجهات الأهلية والحكومية والقطاع الخاص وجميع مؤسسات المجتمع والمصانع في القيام بمهمة محو الأمِّيَّة وتعليم الكبار. وبحيث لا يتكرر الأمِّي في حصة أكثر من جهة، وحتى لا يتم عمل إحصائيات وهمية. 13. أن تسهم الجامعات في عبء تعليم الكبار بتدريب الطلاب الجامعيين للقيام بهذا الدور وتحت إشراف الجامعة. 14. أن يتم تشجيع خريجي الجامعات على أعباء تعليم الكبار؛ بحيث يتم توفير فرصة عمل للخريج الذي يسهم في تعليم ومحو أمِّيَّة 100 مواطن أمِّي. 15. يتم تقويم نجاح هيئة تعليم الكبار في ضوء نجاحها في الخطة القومية لتعليم الكبار. 16. أن تكون جميع الخدمات التي تقدم للمواطن مرتبطة بغرامة عن كل خدمة، طالما لم يتم محو أمِّيَّته بعد، وتتكرر تلك الغرامة مع كل خدمة يتعامل فيها المواطن مع الجهات الحكومية والبنوك وغيرها. 17. يكون إصدار جواز سفر للمواطن غير الأمِّي لمدة سنتين فقط وبغرامة ألف جنيه بخلاف رسوم الجواز، وتنتهي مدة تلك الجوازات للأمِّيِّين في "2015". وأن يكون إصدار جواز السفر للأمِّيّ بعدها لمدة لا تزيد عن سنة واحدة وبغرامة ألفي جنيه في الفترة "2015- 2018" حتى يتم محو أمِّيَّته، ويختم الجواز بخاتم أمِّيّ، ويتكرر الغرامة مع كل إصدار للجواز، على أن يصبح إصدار الجواز فقط لغير الأمِّيِّين بعد مرور سبع سنوات من الدستور الجديد. 18. سن تشريعات تسمح برجوع آخر غرامة للأمِّي في حال حصول المواطن على شهادة تعليم الكبار. 19. سن تشريعات تجبر جميع أرباب العمل على محو أمِّيَّة جميع العاملين بها خلال 3 سنوات، مع إجبار تلك الجهات على عدم تشغيل الأطفال قبل حصولهم على شهادات محو الأمِّيَّة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشكلة الأمِّيَّة في مصر أسبابها وكيفية علاجها مشكلة الأمِّيَّة في مصر أسبابها وكيفية علاجها



GMT 11:15 2023 الجمعة ,01 أيلول / سبتمبر

عام دراسي يتيم في اليمن

GMT 11:37 2024 السبت ,02 آذار/ مارس

أطفالنا بين القيم والوحش الرقمي

GMT 21:34 2021 السبت ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

في متاهات التعليم

GMT 14:13 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

العنف ضد المرأة حاجزا فى سبيل المساواة والتنمية

GMT 06:33 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

مصر ونظام جديد للثانوية العامة

GMT 13:18 2018 السبت ,28 إبريل / نيسان

نداء إلى وزير التعليم قبل وقوع الكارثة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon