توقيت القاهرة المحلي 19:41:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أزمة المعلمون ووزيرهم بين الحق والباطل !

  مصر اليوم -

أزمة المعلمون ووزيرهم بين الحق والباطل

بقلم : محمد يوسف العزيزي

كتبنا كثيراً عن تصريحات الوزراء وكيف أنها تفتقد المواءمة السياسية وظروف المناخ العام ، بل يمثل معظمها حالة تشتت وإرتباك خصوصاً لو تعلق الأمر بشيء يخص الرأي العام ، والحقيقة أن ذلك راجع لعدة أسباب منها أن الوزراء لا يأتون من بيئة سياسية تعلموا فيها كيف يخاطبون الرأي العام في قضايا حساسة كالتعليم والصحة والتموين وسائر الخدمات ، ومنها أن وزراءنا اعتادوا التسرع في إطلاق التصريحات حتى قبل أي دراسة متأنية للأمر ، ومنها أن بعض الوزراء مصابون بمرض ( الجمل الناقصة ) بمعني أنهم يقولون – أحياناً – كلاماً غير مفهوم أو حَمّال أوجه يمكن تفسيره أو تأويله حسب فهم كل من يسمعه ، ومنها أن بعضهم يأتي إلي الوزارة وهو لا يعرف عنها شيئاً من قبل ولا يحمل أي خبرة في عمل إختصاص الوزارة ، ومنهم من يخلط بين العام والخاص في الرأي ، ومنهم من لا يستطيع التفرقة بين ما يقال في الإعلام وما لا يقال !

لذلك يحدث بين الحين والحين أزمات لا معنى ولا مبرر لحدوثها لكنها تأخذ من هيبة العمل العام ومن هيبة الوزارة وتسيء للحكومة بشكل عام ، وهناك أزمات حدثت تسببت في إستقالة وإقالة وزراء بسبب تصريح لم يراع المناخ العام ، أو زلة لسان ليس فيها مواءمة سياسية ، وكل هذا يأخذ الكثير من الوقت والجهد لكي تتضح الصورة أو يتم إعتذار رسمي من المخطئ ، وفي كل الأحوال لسنا في حاجة إلي ذلك ، ولعل الأزمة الأخيرة بين المعلمون ووزير التعليم والتي تصاعدت فيها نبرات الخلاف تؤكد أن هناك خطأ يجب التصدي له والوقوف على أسبابه التي تتكرر كثيراً في مختلف وزارات الحكومة !

الأسئلة التي نخشى من الإجابة عليها كثيرة ، وربما- بل من المؤكد – غياب الإجابة هو سبب تكرار هذه الأزمات منها :

* هل نحن على إستعداد لقبول إجراءات الإصلاح في التعليم وما ينتج عنه من آثار .. أم أننا نطالب بما لا نقدر على تحمله ؟

* هل جميع المعلمون- بلا إستثناء - مقتنعون أنهم يؤدون واجبهم في المدارس كما يجب من شرح واف للمواد الدراسية ورعاية التلاميذ في الفصول ؟

* ألا يفضل معلمو الدروس الخصوصية مصالحهم الخاصة على حساب مصالح التلاميذ حتى في حجم الجهد المبذول داخل الفصول الدراسية .. هذا إذا تواجدوا في الفصول من الأصل ؟
* كم تصل نسبة المعلمون الذين يطورون من مهاراتهم في الشرح ، وفي إحتواء تلاميذهم في الفصول ؟

* متى يمتلك الوزير أو المسؤول شجاعة الإعتذار عن الخطأ الذي يقع فيه بقصد أو بدون قصد ، ومتى نجد حساباً سياسياً للوزير أو المسؤول من رئاسته باللوم والتنبيه بمراعاة مقتضيات وواجبات وظيفته ، وإذا عاد للخطأ يستبعد من مكانه ؟

* هل هناك آلية واضحة تحقق الردع للمعلم المقصر في أداء رسالته العلمية ، والمعلم الذي اعتاد التزويغ من عمله واستحل راتبه كاملاً آخر الشهر حتى وإن كان لا يكفيه ؟

* هل ننكر أن هناك الكثير – أو البعض – عديمي الكفاءة ومع ذلك لا يقبلون مجرد الإشارة إليهم بعدم الكفاءة ، بل يرفضون تطوير أنفسهم ؟

* لماذا يفكر كل أولياء الأمور في البحث عن الدروس الخصوصية لأبنائهم من قبل بداية العام الدراسي .. هل هى موضة أم لأن هناك تقصيراً واضحاً في المدارس في الشرح والتعليم ؟
* بماذا نسمي من يتقاضى راتباً لا يؤدي عنه عملاً يرضي ضميره ويرضي الله قبل ذلك ؟

* لماذا لا يتعلم الوزراء كيف يختارون كلماتهم بعناية وهم يواجهون الرأي العام من خلال الإعلام في أي صورة من صوره بحيث لا تقبل التأويل أو تحميلها مالا تحتمل ؟

* هل وقع وزير التعليم في مصيدة الحوار الذي أُجري معه بحيث لم يأخذ الفرصة لشرح وجهة نظره كاملة وواضحة ، ولماذا لم ينشر حوار الوزير كاملاً وتم حجز 25% منه ، وما معنى أن في الحوار ما يُعرض الوزير للإقالة وتم حجبه عن النشر ؟

في تقديري أن الأزمة فيها الحق والباطل معاً فإذا كان الوزير قد أخطأ في وصف المعلمون واتهمهم بعدم الكفاءة أو بالسرقة فإن المعلمون لا يعترفون بالتقصير أو الإهمال أو التزويغ ويعتبرون ذلك حق لهم لأن مرتباتهم لا تكفي شأنهم شأن غالبية العاملين في الجهاز الإداري للدولة الذين يرفعون شعار ( على قد فلوس الحكومة ) !

خلاصة الكلام .. هل هناك حملة ضد كل من يواجه الفساد والفاسدين.. هل هناك مافيا في الوزارة تحرك البعض لإسقاط الوزير الذي يسعي بجدية لإصلاح منظومة التعليم وإقتحام مشاكله المزمنة ؟ أظن ذلك .. وليس كل الظن إثم !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة المعلمون ووزيرهم بين الحق والباطل أزمة المعلمون ووزيرهم بين الحق والباطل



GMT 11:15 2023 الجمعة ,01 أيلول / سبتمبر

عام دراسي يتيم في اليمن

GMT 11:37 2024 السبت ,02 آذار/ مارس

أطفالنا بين القيم والوحش الرقمي

GMT 17:42 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

درس خصوصي.. حين مطلع الفجر!!

GMT 15:12 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رؤية تكنولوجية للنهوض بالتعليم

GMT 11:50 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تدني التعليم والدروس الخصوصية

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon