بقلم- شيماء مكاوي
هي زوجة وأم لثلاثة أطفال، هو زوج وأب لثلاثة أطفال، تزوجوا لمجرد الرغبة في الزواج دون معرفة ما هو المعنى الحقيقي للزواج.
هو تزوج في بيت عائلتها وجعلها كلملكة في حياته فأخذ منها كامل المسؤولية وأعطى لها الوضع والمكانة التي تليق بها ولم ينس أنه تزوج في بيت أهلها، وبعد فترة اكتشف أنه يتحمل الكثير والكثير من المسؤولية وأنها لم تتحمل معه اي شيء، وبعد فترة أخرى شعر بعقدة النقص؛ لأنها تعامله على أنه أقل منها فهو يسكن عند أبيها في منزله على الرغم من قدرته على شراء منزل، وهي تزوجت لأنها رأت فيه الرجل المناسب لها وبعد فترة شعرت بأنها أفضل منه، ومن هنا بدأت المشاكل تتفاقم دون أي مبرر، فبسبب صغير تقوم مشاكل كبيرة فهي لا تحبه وهو لا يحبها ولكنهما فقط متزوجون.
وذات يوم وفي حفل زفاف وأما جميع الحاضرين قال لها "أنتي طالق" دون مبرر للطلاق، شاهدت هذه القصة الحقيقية أمام عيني وكأنني أشاهد فيلمًا سينمائيًّا فلم أكن أتخيل أن الزواج يشكل دعابة بالنسبة للبعض وأن الطلاق أيضًا دعابة .
ووجدت أمامي 3 من الأطفال يبكون بشدة دون أن يكون هناك أب يشعر بهما أو أم تشعر بوجودهما، وبدأت أسأل الأم ما ذنب أطفالك فقالت لي "أطفالي كرهتم لأنهم من هذا الرجل" وقعت عليّ هذه الكلمة كالصاعقة فهل توجد أم بهذه القسوة من الممكن أن تعيش بعيدًا عن أطفالها، وشعرت بأنني لا يهمني الأب ولا الأم ولكنني لا يمكن أن أنسى شكل الأطفال وهم يبكون بشدة بعد أن وجدوا أبًا وأمًا يتعاركان بشدة أمام الكثير من الناس.
ومن هنا أتساءل هل الزواج دعابة؟ هل الإنجاب أيضًا دعابة؟ وأتمنى أن يعي الكثير الدرس؛ فالزواج ليس مجرد عروس وعريس وزفاف وفستان وبدلة، الزواج هو تأسيس أسرة تتكون من زوج وزوجة وأطفال، يجب أن يتفاهم الطرفان عيوب بعضهما البعض وعليهما أن يتقبلاها أو يرفضاها قبل الإقدام على خطوة الزواج.
وإذا لم يكتشف الطرفان عيوب بعضهما البعض فعليهما أولاً أن يؤجلان الإنجاب حتى يكونا قادرين على الحياة معًا أو الانفصال دون إنجاب ضحايا لعلاقة فاشلة.
فالأمر ليس مسابقة متى سنتزوج ومتى سننجب فهناك مخلوقات "أطفال" لهم الحق في العيش حياة هادئة ليس بها صراع بين الأم والأب، حياة قائمة على المحبة والاحترام، ويجب أن يتفهم الطرفان أن هناك طرف ثالث ليس له أي ذنب في خلافهما، ومن يتخيل منهما أنه قادر على العيش دون أب أو أم فهذا خطأ.
الأبناء الذين ينشأون بعيدًا عن الأب أو الأم يكون لديهم عقدة نفسية داخلهم مهما تم تهيئتهم نفسيًّا.