توقيت القاهرة المحلي 10:31:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فستان المرأة هاجس الإعلام

  مصر اليوم -

فستان المرأة هاجس الإعلام

بقلم - سارة السهيل

شيء غريب جدا من طفولتنا  تقريبا كل شيء تغير، حيث غادرنا معاني الرقي والوقار، ومعاني جمال الروح،فكنا نتذوق الجمال في كل شئ خلقه المولى عز وجل بفطرة ذكية نقية وعذبة المشارب الوجدانية والروحية والعقلية ايضا عندما نرى لوحة لفنان ابدع لوحة الطفل الباكي او الفلاحة وهي تحمل فوق رأسها غذاء زوجها الى الحقل.هذا الجمال الخلاب والطبيعي استبدل بما هو مزيف وأصبح التركيز على شيء واحد هو المرأة.

وابراز جمالها ومفاتنها الأنثوية بشكل صارخ عاري تماما عن الاحتشام. فصانعو الدراما ومنتجو الاعلانات ومعدو البرامج التلفيزيونية ومنتجو الافلام والمسلسلات الدرامية، وحتى معدو الندوات السياسية  الاقتصادية، كلهم جميعا بلا استنثاء يتعمدون في الترويج لبضاعتهم ونشر افكارهم وجذب الجمهور المستهدف لهذه البضاعة الفكرية او الفنية او السياسية على تعرية المرأة. لاشك انها  ظاهرة تحتاج دراسة لفهم لماذا يزج بالمرأة على هذا النحو من الابتذال 

فمثلا نرى  فيلما او مسلسلا مصحوبا بدعاية او اغنية، أو دعاية لسمنة، فما هو دخل دخل السمنة بعري المراة ما ربط الطعام و المطبخ بمحاكاة الغرائز الغير نظيفة ؟ وما دخل السيارة بسيقان المراة فما الداعي لترويج منتج صناعي بأقدام إنسانة ؟ وما الرابط بين اكاديمية تعليمية و بعدسات زرقاء لعارضة أزياء ؟ لماذا تجري محاولات تأنيث بل تعرية كل شي، حتى لو في بلاد الغرب او بلاد متفتحه؟ 

والحقيقة أنا لا استفسر عن هذه النقطة  فقط من باب ديني و اخلاقي، بل اريد فهمه من باب المنطق و الفلسفه. ولماذا أصبحت المراة رخيصة هكذا بقبول مجرد ترويج و اثارة انظار التجار في شتى صنوف التجارة، وكيف لها قبول هذا المنطق ؟  

وبعيدا عن هذه النقطة اريد ان افهم السبب ما الرابط بين مؤتمر سياسي و فتيات تستقبل الناس بفساتين السهرة العارية ؟أو مشهد حزين مثلا في مسلسل لازم نرى ملابس قصيرة و الكاميرة تاخذ لقطة الملابس !مطربات و مطربين مشاهد الاغنية احداهن تتدحرج على الرمال بملابس الحمام و أخرى يتم تصويرها بما لا يليق و لا يمكنني التوسع بالكلام فهمكم كفاية 

أمور كثيرة جدا غير مفهومة بربط كل شي بسيقان النساء، فمنذ القت العولمة بظلالها على شعوب العالم، وعملت على تغيير ثقافتها وعاداتها التاريخية، عمدت بعض الدول الغربية الى توظيف المرأة الاجنبية و العربية في الاعلانات التجارية تحقيقا لمكاسب اقتصادية وتسويقية،عبر الاستغلال الجسدي للمراة. ولأن كل شئ بات يباع ويشترى الفكر والسياسة والقانون وحقوق الشعوب، فلا أسهل من استخدام خدعة قديمة وهي المرأة وانوثتها في تحقيق مآرب ابليس التجارية.  

فتقديم المرأة كسلعة للإغراء والترويج دون التركيز على جوهرها وانسانيتها يتنافى مع حقوق الانسان بالكلية، ويجر المرأة من عفافها واحترامها لنفسها، بل انها بتعريتها بهذه الملابس الصارخة تدفع المراهقات الى تقليدها وبالضرورة يفسد المجتمع وتنتشر فيه أمراض التحرش والاغتصاب وغياب الامن والأمان و فقد قيمة الاسرة و الزواج و انتشار الامراض النفسية .

فاستغلال جسد المرأة كإغراء لشد الانتباه هدف الى تحريك نزعة الاستهلاك وخاصة في منتجات التجميل. ولعل قولبة صورة المرأة كوسيلة دعائية تجارية للمواد الغذائية أو مواد التجميل وآخر صيحات الموضة وأفلام ودراما  الإثارة عمل على تشويه صورة المرأة وتعزز من دونيتها للاسف الشديد.

انني اناشد وزراء الثقافة و الاعلام و التربية و التعليم و الاوقاف و وزارات الشباب لكسر تلك الايدي التي تجبر او تروج لأصحاب الرايات البيضاء في اعلامنا المرئي و الالكتروني و المسموع و حتى المقروء ،و نزع تلك الرايات البيضاء من ايدي الاعلام و الفن و الثقافة و السياسة و الادب و التجارة وكل المجالات و استبدالها برايات نصر المرأة على تسفيهها و تحجيمها و ترخيصها بهذا الشكل المعين 

فأين دور الرقابة و النقاد ؟

فالامر ليس اختياري لان لا جمالية في هذا الامر المضر نفسيا و سلوكيا و صحيا و اخلاقيا اضافة الى تدمير نصف المجتمع الذي هو المراة بعدم اعطائها قيمتها الحقيقية البعيدة عن هويتها الوحيدة المستخدمة في وسائل الاعلام و الاتصال حاليا الا و هي الهوية الانثوية 

فأين هويتها الثقافية و الفكرية و العلمية و التربوية ؟ودورها الحقيقي كالملكة زنوبيا و السيدة مريم العذراء و السيدة خديجة و حتشبسوت و بلقيس و كيلوبترا و نفرتيتي و الملكة سميراميس و الملكة زكوتو 

انني لا أملك سوى التوجه الى المرأة ذاتها كي تصون كرامتها وتحفظ قيمتها من غوايات ابليس فقيمتك عالية  لا ترخصيه بدافع من جلب المال او تحقيق شهرة زائفة.

انا لست متزمته بالعكس فأنا وسطية و أؤمن بحرية المرأة بالفكر و العمل و المشاركة العامة و ارتداء ملابس وسطية كما رأيناها في افلام ابيض و اسود شياكة و اناقة و رقي و في ذات الوقت دون ابتذال 

فحرية المرأة ليست ملابس مبتذلة و دعايات رخيصة ، حرية المرأة في انها تكون متساوية مع الرجل في الحقوق والواجبات ، صاحبة رأي و فكر و تأثير 

و ليست دمية استعراض و اكرر انني لست ضد تزين المرأة فهذه فطرة و انما ضد استخدامها كتجارة و سلعة و انزالها من عرش الملكة الى مروج لسلعه يملكها رجل لماذا لا تكون المرأة هي صاحبة وكالة السيارات فلماذا تكون هي دعاية للسيارة 

لماذا لا تكون المرأة صاحبة مصنع السمنة و الزيت و السكر ؟ لماذا تكون مجرد مروج لسلعة و منتجات ؟

نداء الى جماعة حقوق الانسان و خاصة حقوق المراة بعضكم دافع عن حقوق هامه للمراة و بعضكم لم ينسى حتى المطالبة بأمور اخرى غير طبيعية مثل الترويج لانواع الشذوذ و الخروج عن المألوف مما دمر النسيج الاجتماعي و فكك الاسرة لكنكم نسيتم اهم نقطه من الاجدر ان تدافعوا عنها و هي قيمة المرأة و كيانها و حثها على معرفة قيمتها الحقيقية بأن ترفض ان تكون مجرد اداة او وسيلة لكسب المال من الاجساد الغير ثمينة 

فأنت يا حواء اغلى من ان تكوني مروج للسلع ،بتعليمك و خروجك لسوق العمل الى جانب الرجل فليكن طموحك ان تكوني صاحبة اعمال و مشاريع اقتصادية و تجارية و فكرية و تربوية وسياسية وتطوعية وانسانية كل واحدة في مجالها و موهبتها 

اخرجي من هذا الاطار الضيق المظلم الذي هو سجن لطموحاتك الكبيرة فالحرية ليست بالابتذال 

فكم كانت جميلة فاتن حمامه و هي راقية و محتشمة و أم كلثوم و نازك الملائكة و فدوى طوقان و هدى شعراوي و صبيحة الشيخ داؤد القاضية العراقية وصاحبة كتاب(أول الطريق الى النهضة النسوية الحديثة)و

نزيهة الدليمي أول وزيرة في العراق الحديث ،

التشكيلية وداد الأورفلي ،

و الجزائرية جميلة بوحيرد ،

و  المغربيه فاطمة الفهرية التي أسست أول جامعة في العالم،

و فيروز اللبنانية التي غنت بحنجرتها لا بفستانها 

و اميلي بشارات رئيسة اول اتحاد نسائي تأسس في الاردن عام 1945

كونوا رائدات وصانعات أمجاد و (اتركوا الرجل هو يعمل الدعايات و نقلب الكفة عليهم) .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فستان المرأة هاجس الإعلام فستان المرأة هاجس الإعلام



GMT 07:12 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

هل للطفل مطلق الحرية ؟

GMT 13:40 2023 الأربعاء ,17 أيار / مايو

كبار السن بين الألم و الأمل

GMT 15:36 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

الذوق من القلب للقلب

GMT 15:50 2022 الأربعاء ,28 كانون الأول / ديسمبر

إيه فيه أمل!

GMT 17:40 2022 الخميس ,03 آذار/ مارس

الطلاق التعسفي

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس
  مصر اليوم - فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon