توقيت القاهرة المحلي 21:14:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الـذرّة

  مصر اليوم -

الـذرّة

بقلم هشام البدري

يقول الحق سبحانه وتعالى في كتابه الكريم :   بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ - فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ , وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴿ 7, 8 الزلزلة﴾ . 
الآية الكريمة تؤكد أن الحساب في الآخرة سيكون دقيقا للغاية .. بل هو متناهي الدقة .. وأن أعمال الإنسان سوف توزن بميزان شديد الحساسية .. حتى أنه لن يغبن أو يترك مثقال ذرة من خير .. أو مثقال ذرة من شر .. إلا ووزنها !. 
كما يقول سبحانه وتعالى في آية أخرى : 
- قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّـهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ.......         
                                                                                                        ﴿٢٢سبأ ﴾ .
فالله سبحانه وتعالى قد استخدم مثقال الذرة في قرآنه الكريم للتعبير عن تلك الدقة المتناهية في الأشياء .. عبر آياته التي نزلت منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام .. وفي وقت لم يكن الإنسان يعرف شيئا اسمه الذرة .. مشيرا بذلك إلى أن الذرة أصغر مكونات المادة الموجودة في عالمنا المادي . 
ويأتي العلم الحديث بعد هذه الفترة الزمنية الطويلة .. وبعد أن تطورت وسائل البحث العلمي .. وتقدمت التكنولوجيا .. وتمكن الإنسان من رصد المادة ومعرفة مكوناتها .. ليثبت ويؤكد هذه الحقيقة العلمية التي أشار إليها القرآن الكريم منذ هذا الزمن البعيد .. وبما لا يدع مجالا للشك .. أن الذرة هي وحدة المادة .. وأن المادة تتكون من الذرات .
ولقد ذهب القرآن الكريم في لمحاته العلمية المعجزة إلى ما هو أبعد من ذلك .. حيث أراد الحق سبحانه وتعالى أن يلفت نظر عباده المؤمنين إلى أن هناك أيضا ما هو أصغر من الذرة ذاتها .
فقال :
- ........ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (3  سبأ ) .
أي أن الله سبحانه وتعالى لا يغيب عنه شيء في السماوات ولا في الأرض .. صغر كان أم كبر .. إلا أحصاه في كتاب دقيق .. حتى ولو كان هذا الشيء متناه في الصغر أي أصغر من الذرة نفسها .
وهي حقيقة علمية أخرى .. تأكد منها تماما الباحثون الذين يعملون في هذا المجال .. حيث أن  الذرة التي هي وحدة المادة .. وأصغر مكوناتها .. تتألف نفسها و تتكون من عناصر هي بلا شك أصغر منها .. هذه العناصر هي الإليكترونات .. والبروتونات .. والنيترونات .. بنسب مختلفة .. حسب كل مادة .
وما كان للنبي محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول من تلقاء نفسه .. مثل تلك الحقيقة .. وغيرها من الحقائق العلمية التي جاءت على لسانه بالقرآن الكريم .. وهو الإنسان الأمي الذي لا يقرآ ولا يكتب .. والذي نشأ في بيئة صحراوية بدوية متواضعة .. وعصر ليس له أي نصيب من التقدم العلمي المرتبط بالتكنولوجيا .. وما كان له أن يخوض في مثل تلك المسائل العلمية الشائكة .. وهو يؤسس لمجتمع إنساني مؤمن .. تسوده الفضيلة .. والمساواة .. والقيم الأخلاقية السامية الرفيعة .
إلا أن يكون موحيا إليه من الله سبحانه وتعالى .. الخالق والصانع .. ورب العالمين .
وما هو إلا رسول مبلغ رسالة ربه .. وآياته إلى الناس كافة .
وصدق الله العظيم إذ يقول : 
-  فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ , وَمَا لَا تُبْصِرُونَ , إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ , وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ  
   قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ , وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ , تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
                                                                          (38-43 الحاقة )

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الـذرّة الـذرّة



GMT 19:04 2022 الخميس ,03 آذار/ مارس

تأهيل الحكومة الرقمية من أجل التنمية

GMT 10:38 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

ميراث العلماء يعمر الكون ويقهر ظلمات الجهل والخرافة

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 17:38 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

قانون للتواصل الاجتماعي

GMT 15:31 2017 الأربعاء ,17 أيار / مايو

الجريمة الإلكترونية

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 12:13 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

معوقات تمويل الصناعات الصغيرة والمتوسطة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon