توقيت القاهرة المحلي 12:25:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الـذرّة

  مصر اليوم -

الـذرّة

بقلم هشام البدري

يقول الحق سبحانه وتعالى في كتابه الكريم :   بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ - فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ , وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴿ 7, 8 الزلزلة﴾ . 
الآية الكريمة تؤكد أن الحساب في الآخرة سيكون دقيقا للغاية .. بل هو متناهي الدقة .. وأن أعمال الإنسان سوف توزن بميزان شديد الحساسية .. حتى أنه لن يغبن أو يترك مثقال ذرة من خير .. أو مثقال ذرة من شر .. إلا ووزنها !. 
كما يقول سبحانه وتعالى في آية أخرى : 
- قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّـهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ.......         
                                                                                                        ﴿٢٢سبأ ﴾ .
فالله سبحانه وتعالى قد استخدم مثقال الذرة في قرآنه الكريم للتعبير عن تلك الدقة المتناهية في الأشياء .. عبر آياته التي نزلت منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام .. وفي وقت لم يكن الإنسان يعرف شيئا اسمه الذرة .. مشيرا بذلك إلى أن الذرة أصغر مكونات المادة الموجودة في عالمنا المادي . 
ويأتي العلم الحديث بعد هذه الفترة الزمنية الطويلة .. وبعد أن تطورت وسائل البحث العلمي .. وتقدمت التكنولوجيا .. وتمكن الإنسان من رصد المادة ومعرفة مكوناتها .. ليثبت ويؤكد هذه الحقيقة العلمية التي أشار إليها القرآن الكريم منذ هذا الزمن البعيد .. وبما لا يدع مجالا للشك .. أن الذرة هي وحدة المادة .. وأن المادة تتكون من الذرات .
ولقد ذهب القرآن الكريم في لمحاته العلمية المعجزة إلى ما هو أبعد من ذلك .. حيث أراد الحق سبحانه وتعالى أن يلفت نظر عباده المؤمنين إلى أن هناك أيضا ما هو أصغر من الذرة ذاتها .
فقال :
- ........ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (3  سبأ ) .
أي أن الله سبحانه وتعالى لا يغيب عنه شيء في السماوات ولا في الأرض .. صغر كان أم كبر .. إلا أحصاه في كتاب دقيق .. حتى ولو كان هذا الشيء متناه في الصغر أي أصغر من الذرة نفسها .
وهي حقيقة علمية أخرى .. تأكد منها تماما الباحثون الذين يعملون في هذا المجال .. حيث أن  الذرة التي هي وحدة المادة .. وأصغر مكوناتها .. تتألف نفسها و تتكون من عناصر هي بلا شك أصغر منها .. هذه العناصر هي الإليكترونات .. والبروتونات .. والنيترونات .. بنسب مختلفة .. حسب كل مادة .
وما كان للنبي محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول من تلقاء نفسه .. مثل تلك الحقيقة .. وغيرها من الحقائق العلمية التي جاءت على لسانه بالقرآن الكريم .. وهو الإنسان الأمي الذي لا يقرآ ولا يكتب .. والذي نشأ في بيئة صحراوية بدوية متواضعة .. وعصر ليس له أي نصيب من التقدم العلمي المرتبط بالتكنولوجيا .. وما كان له أن يخوض في مثل تلك المسائل العلمية الشائكة .. وهو يؤسس لمجتمع إنساني مؤمن .. تسوده الفضيلة .. والمساواة .. والقيم الأخلاقية السامية الرفيعة .
إلا أن يكون موحيا إليه من الله سبحانه وتعالى .. الخالق والصانع .. ورب العالمين .
وما هو إلا رسول مبلغ رسالة ربه .. وآياته إلى الناس كافة .
وصدق الله العظيم إذ يقول : 
-  فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ , وَمَا لَا تُبْصِرُونَ , إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ , وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ  
   قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ , وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ , تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
                                                                          (38-43 الحاقة )

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الـذرّة الـذرّة



GMT 19:04 2022 الخميس ,03 آذار/ مارس

تأهيل الحكومة الرقمية من أجل التنمية

GMT 10:38 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

ميراث العلماء يعمر الكون ويقهر ظلمات الجهل والخرافة

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 17:38 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

قانون للتواصل الاجتماعي

GMT 15:31 2017 الأربعاء ,17 أيار / مايو

الجريمة الإلكترونية

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon