القاهرة - مصر اليوم
الأزرق في "قاموس الموضة الصغير" Little Dictionnary of Fashion، كتب "كريستيان ديور" قائلاً: "من بين الألوان كلها، وحده اللون الأزرق الكحلي يمكنه منافسة اللون الأسود، كونه يتّسم بالصفات نفسها".
تعيد ماريا غراتسيا كيوري، المديرة الفنية لقسم مجموعات الأزياء النسائية لدى "ديور" Dior تفعيل رموز إرث الدار المختلفة بطريقة متمّردة تخلو من الفيتيشية أو الحنين إلى الماضي: إذ تعمد في مجموعة أزيائها الجاهزة لخريف وشتاء الـ2017-2018 إلى استكشاف لون شكّل أحد الألوان المفضّلة والرائعة بالنسبة إلى السيد "ديور".
فالأزرق هو اللون الطاغي في لوحات القرن العشرين، لتميّزه بإظهار العمق والمشاعر في أعمال فنانين أمثال بابلو بيكاسو Pablo Picasso، وخوان ميرو Juan Miró، وبول سيزان Paul Cézanne، ومارك شغال Marc Chagall. وتتألف المجموعة من سلسلة من القطع التي تعيد وصل المشاعر والأحاسيس والذكريات ببعضها البعض. مستوحية من القلنسوات الواسعة المستعارة من أزياء الرهبان ورجال الدين، تعيد ماريا غراتسيا كيوري ترجمة فكرة إطلالة الراعي التي ظهرت في مجموعة أزياء الـ "أوت كوتور" لخريف وشتاء العام 1949، مع مجموعة من السترات والتنانير، والأثواب، والكابات والمعاطف والسترات الصغيرة بأسلوب الطيارين لتعيد إظهار أبّهة القلنسوة الأصلية وفخامتها بتجسيدها بموقف عصري ورياضي أكثر، مستخدمة المواد التالية بتمرّد: التفتا، والمخمل، والأقمشة ذات النمط المتعرّج والصوف. ويتم استخدام اللون الأزرق الذي يرمز إلى السلطة والجمال والروحانية في أزياء يمكن ارتداؤها من قبل الجنسين وللتعبير على الاختلافات والفوارق. فهو يقع ما بين الطبيعة والثقافة، ويعتبر لون الروح ولون التواصل مع اللا حدود بداخلنا وما بعد.
وهو ينشئ رابطاً بين غموض القمر والمذنّبات والكواكب التي تتفجّر على الأثواب المخملية الفاخرة والمترفة أو على قماش التول المتدرّج الذي يمتزج باللون الأزرق الرمادي الذي يميّز تطريز أزهار الزنبق. يثير اللون الأزرق الذهول والإعجاب من خلال صداه العاطفي رغم تميّزه بصفات اجتماعية. فهو يعبّر عن شريحة كبيرة فعلاً على مستوى التنوع والسن والمرتبة الاجتماعية.
قد يهمك ايضا : "كريستيان ديور" تستعين بالسيرك لعرض أحدث تصميماتها في عالم الأزياء
ميشال كيغان تُفاجئ متابعيها بإطلالة رشيقة