توقيت القاهرة المحلي 04:42:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«نجيب محفوظ» يستضيفك على «الفطار» فى خان الخليلى

  مصر اليوم -

«نجيب محفوظ» يستضيفك على «الفطار» فى خان الخليلى

بقلم - صبري غنيم

- فاجأتنى زوجتى بطلبٍ خجلتُ أن أعتذر عنه، وهو أن تؤدى صلاة المغرب فى مسجد سيدنا الحسين، وهو الطلب الوحيد لها فى شهر رمضان.. وأقنعتنى بأنها ستكون سعيدة جدًا وهى تستمع إلى أذان المغرب من داخل المسجد.. ولكى تشجعنى أكثر على تنفيذ رغبتها وجهت لى دعوة الإفطار فى مقهى الكاتب الأديب العالمى نجيب محفوظ فى خان الخليلى. وجدت أنها دعوة لا يمكن أن أرفضها أو أعتذر عنها، واتجهنا إلى مسجد سيدنا الحسين، فهناك حياة أخرى.
ما شاء الله على الزحام الذى يحيط بالمسجد، وعربات تحمل السياح الأجانب داخل المنطقة ويحتلون المقاعد الأمامية المحيطة بحرم المسجد، والتى تطل على سوق خان الخليلى.

- الجميل هنا أن الأمن عَشرة على عَشرة لحماية السياح من المتسولين، ولأول مرة أرى سورًا حديديًا بارتفاع ثلاثة أمتار يحيط بساحة المسجد، وفهمت أن هذه الساحة مخصصٌ نصفها للسيدات والنصف الآخر للرجال للصلاة.. فقد كانت هذه الساحات يحتلها الباعة الجائلون، وحاليًا اختفى هذا المشهد وأصبحت تلك الساحات امتدادًا للمسجد.

- وفهمت من العمالة التى تعمل فى تشييد هذه الساحة أن هدفها إعطاء المرأة حقها أيضًا حتى فى الصلاة، وقُسمت هذه الساحة بين الرجال والنساء.. وعندما جاء موعد الأذان كانت المنطقة فى خشوع، وتوقفت الحركة، وحمل السائحون كاميراتهم واتجهوا إلى الساحة وسلسلة المقاهى المحيطة بالمسجد.. وهات يا تصوير.. الحقيقة مشهد مهيب!.

يجد احترام الجميع له.. محال الكباب والفول والطعمية تغرى زوار المنطقة بتناول الإفطار أمام مسجد الحسين.. ولكن مع هذا الزحام وجدت أنه يمكننا أن نشق طريقنا لنذهب إلى مقهى الأديب الكبير نجيب محفوظ.. ترحيب غير عادى من أصحاب محال خان الخليلى لكل من يعبر الطريق أمامهم، فهم يعرضون بضائعهم وبأقل الأسعار، من سِبح وجلاليب وعباءات للسيدات وآوانٍ فضية.. فعلًا، سوق تبيع التحف الفرعونية والإسلامية والمباخر.. حتى السِّبح كانت كل حبة باسم من أسماء الله الحسنى وبأسعار زهيدة جدًا.. السياح داخل هذه المحال يتحركون فى أمان، حيث ينتشر الأمن فى المنطقة بشكل ملحوظ، والشهادة لله أن أصحاب المحال أنفسهم دروع بشرية لحماية السياح من المتسولين.

- الشهادة لله أن الصورة اختلفت هذا العام عن العام السابق فى نوعية المتسولين.. لم أَرَ المتسولين الذين كانوا يطاردون المارة فى إلحاح.. ربما أن عربات فاعلى الخير كانت منتشرة فى ساحة مسجد الحسين توزع وجبات الإفطار عليهم.. ولكن المشهد الذى رأيته كان سياحًا بلا متسولين، وهذا مشهد نفخر ونعتز به.. وعلى باب مطعم نجيب محفوظ طوابير طويلة، وكان الدخول حسب أولوية الحجز.

سألت عن مدير المطعم أشرف عطية الذى كنت طلبته وتحدثت معه لحجز مكان لشخصين، وللحق كان مكانًا مميزًا، لم نستغرق دقائق وكان المكان مجهزًا بأطباق الإفطار من طواجن ومشروبات.. وفى نفس المكان، كان يوجد «التخت الشرقى» لتناول الشاى، وساعدنا فى الانتقال إبراهيم عبداللطيف، مدير القاعة، وهذا المكان كان مزدحمًا أيضًا بالسياح، فكان مطلوبًا أن تجلس بزاوية حتى تستمتع بمشهد عازفى الناى وأغانى محمد عبدالوهاب وأم كلثوم أثناء الإفطار.

الحقيقة أن زيارة المكان لها طابع خاص، خصوصًا أنك على قرب من «بين القصرين» و«حى الجمالية»، وهو الحى الذى أصبح جزءًا من تاريخ مصر.. وطرقنا المكان وكانت زوجتى مُصرة على صلاة جزء من صلاة التراويح بمسجد الحسين.. ولكن تعذر دخولنا بسبب الزحام الشديد، فقد كان هناك فرق بين صلاة المغرب وصلاة العشاء مع التراويح.. وأحمد الله أنى قد حققت لها هذا المطلب فى الشهر الكريم.. وستظل ذاكرة نجيب محفوظ فى ذاكرتها، رغم أنه كان فى داخلها طموح أن تزور منطقة «بين القصرين» وتتوغل فيها وتطوف فى شوارع حى الجمالية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«نجيب محفوظ» يستضيفك على «الفطار» فى خان الخليلى «نجيب محفوظ» يستضيفك على «الفطار» فى خان الخليلى



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 07:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
  مصر اليوم - علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 11:41 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
  مصر اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 06:17 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

تعرف على أجمل الأماكن السياحية في جزر السيشل

GMT 17:45 2021 الخميس ,25 آذار/ مارس

جي ام سي تطرح تيرين فيس ليفت 2022

GMT 17:26 2021 الأحد ,28 شباط / فبراير

العنف الاسري ارهاب بحق الامان الاجتماعي

GMT 15:03 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

مدرب يؤكد بيراميدز للاعبين أن مواجهة الأهلي حياة أو موت

GMT 12:14 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

الرئيس المصري السيسي يصدر 3 قرارات جمهورية جديدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon