توقيت القاهرة المحلي 16:47:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غطّه يا صفية

  مصر اليوم -

غطّه يا صفية

بقلم : سمير عطا الله

أحرص في السفر على أن يكون مقعدي جهة الممر، لا النافذة، وأن يكون أقرب ما يمكن إلى موقع الحمامات. وسبب الحرص، حرصي على عدم إزعاج جاري أو جارتي إذا ما دعتني الحاجة وغلبني الاضطرار. وأما القرب من موقع الحاجات، فلكي لا أستعرض العدد الأكبر من رفاق السفر، ذهاباً وإياباً.

هذه المرة شددت على مقعد جانب الممر فوُعدت به. لكن الطائرة كانت كبيرة، وصادف الممر في وسطها. أي إذا تحركت من مقعدك فلن تزعج أحداً. وقبل أن أجلس، تطلعت في المسافر الذي إلى يساري، وألقيت التحية، لكنه لم يلتفت. وقبل أن نُقلع، خلع حذاءه، وهو أمر مألوف في الطائرات. وبعد الإقلاع نزع جواربه. وعرفت ذلك من الروائح.

لحظتها خفت من الآتي الأعظم. فأنا لا أشاهد الأفلام في السفر، وإنما أمتع النفس بالقراءة من قبل الإقلاع، لكن عندما تكون في الوسط، وأمامك شاشتان، لا يمكن إلا أن يقع نظرك على شاشة جارك. وتخيلت أي نوع من الأفلام سوف يشاهد الجار الفاضل. ونسيت، من شدة خوفي، ما تفعله الجوارب المتحررة.

وما كذّب الجار خبراً. بعد رفض التحية، وخلع الحذاء والجوارب، جاء دور اختيار فيلم الرحلة. وفهمت من المتابعة القسرية المتقطعة أن بطل الفيلم «برنامج»، وليس ممثلاً. و«البرنامج» حر، يفعل ما يشاء. في لحظة هو مكوك، وبعدها رجل، وبعدها يحلِّق فوق ناطحات السحاب في نيويورك، فيرفس هذه ويدمر تلك، ثم يدخل من إحدى الشرفات إلى مكتبه، وتكون حبيبته في انتظاره، فيقول لها كلمتين، ثم يطيران معاً إلى سطح ناطحة أخرى. وأدير وجهي.

حاولت الغرق في القراءة. واخترت المقالات المنوّمة حتى كدت أغفو. لكن فجأة ضرب الجار الفاضل، يداً بيد علامة الاحتجاج. وهالني أن يكون قد حدث للمكوك خطب، وهو في الأجواء بين ناطحتين، فنظرت إلى شاشة الجار فوجدت أن عرساً يقوم بين برنامج وبرنامجة. أو بين مكوك ومكّوكة. فعدت أبحث عن الكتابات المنوّمة.

في هذه اللحظة الدقيقة من أفراح الروبوتات والميكانيك، جاءت المضيفة تعرض عليَّ غطاء للنوم. كيف عرفت أنه الحل الوحيد على علو 37.000 قدم؟ لا أدري. لكنني أخذت الغطاء بامتنان لا يوصف، متذكراً قول الزعيم سعد زغلول، وهو يخاطب أم المصريين في أقصى حالات يأسه الضاحك: «ما فيش فايدة... غطّيني يا صفية»

 

المصدر :

الشرق الأوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غطّه يا صفية غطّه يا صفية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon