توقيت القاهرة المحلي 14:11:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نداء إلى الفريق يونس المصرى

  مصر اليوم -

نداء إلى الفريق يونس المصرى

بقلم - أمينة خيري

مطار القاهرة الدولى ثانى وثالث ورابع، وما المطار فى أى دولة من دول الكوكب إلا الصورة الأولى والانطباع الأول لأى زائر، فإن تزينت الصورة وصح الانطباع استوى الجزء الأول من سمعة الدولة، وإن انعوج أو مال أو تشوه، استغرق الأمر عقوداً للتصحيح.

تصحيح مسار العنصر البشرى فى مصر، وما لحق به من عوار سلوكى واضح وتدهور أخلاقى بائن، أمر لو تدرون عظيم، وتداركه وعلاجه والبدء فى تدشين أجيال جديدة تشب على سلوكيات قويمة وأخلاقيات متحضرة سيستغرق سنوات طويلة بعد أن نبدأ (ولم نبدأ بعد).

وجنباً إلى جنب مع التدخل الجراحى الواجب لاستئصال فيروسات البلادة والاستهتار والفهلوة وعشق كسر القوانين واعتناق مبدأ «كٌلشنكان» ورفع راية «الطلسقة»، وهو التدخل الذى لا بد أن يبدأ من التعليم، هناك من التدخلات العلاجية التى من شأنها أن «تلصم» الوضع وتجمل قدراً من القبح إلى أن يٌكتب لنا الإفاقة من الغيبوبة والعلاج من «ماء النار» الذى تم سكبه على المجتمع.

خذ عندك مجتمع مطار القاهرة الدولى مثلاً، وقبل الغوص فى ملاحظات لا بد أن أسردها، وجب توجيه التحية لكل من ساهم فى رفع كفاءة الجانب التأمينى فى داخل المطار، فحتى وقت قريب مضى كانت مهازل تحدث أمام عينى فى دخول مسافرين وأقاربهم، ومرور حقائب دون تفتيش يذكر، اليوم تغير الوضع وصارت معايير التفتيش والتأمين للأفراد والحقائب أقرب ما تكون إلى المطارات محكمة التأمين.

ولكن، وآه من ولكن، العنصر البشرى يحتاج الكثير من التوجيه والتدريب والرقابة والعقاب لمن عصا، صحيح أن هناك عناصر بشرية غاية فى الروعة والذوق، لكن أغلبها نابع من التركيبة الشخصية.

الأصوات العالية القريبة إلى الصراخ بين بعض العاملين فى المطار، ناهيك عن الألفاظ المستخدمة، أمر لا يليق بالمكان، وملابس رجال ونساء الأمن تحتاج نظرة معمقة، لا سيما أن اللون الأبيض فى أجوائنا لا يبقى على بياضه سوى دقائق معدودة، والوجوه العابسة -بغض النظر عن المشاكل الشخصية أو الاقتصادية التى يمر به صاحبها- ينبغى أن تتحول إلى ابتسامة مع قدر من البشاشة حتى وإن كانت من وراء القلب.

وفى القلب غصة عميقة وغضبة سحيقة من جهود التسول ومحاولات الارتزاق التى يصر عليها بعض العاملين، لا سيما من قبل البعض من حاملى الحقائب وعمال النظافة، فحين يباغتك أحدهم بقوله «مافيش حاجة حلوة بقى؟!» فى طابور فيه مصريون وعرب وأجانب، فترد عليه مؤنباً: «عيب عليك ما يصحش كده، الناس تقول علينا إيه؟!» ويأتى الرد جاهزاً والمبرر مغلفاً بإلقاء التهمة فى ملعبك: «وهو أنا قلت حاجة؟ دى مسألة تعتمد على السنس بتاع المسافر!».

أى «سنس» هذا الذى يدفع عاملة النظافة فى الحمامات أن تقف على الباب ونظرات المسكنة والغلب التى لا تخطئها العين تلقى عليك الجملة الأشهر «كل سنة وأنت طيبة» ومعها وريقة من ورق التواليت؟!

والوضع فى المطار لا يحتمل حججاً وأعذاراً «أصل الناس غلابة» و«أصل الوضع الاقتصادى صعب» إلخ، وعلى المسئولين التعامل مع هذه التصرفات من منطلقين: الأول إعادة النظر فى رواتب هؤلاء حتى لا يضطروا للتسول ودفع سائح عربى إلى السخرية قائلاً: «متسولين حتى فى المطار»، والثانى تدريب وتوعية كل العاملين على أسلوب التعامل فى المطار، فلا وجوه عابسة أو أيادى ممدودة أو «كل سنة وأنت طيب». ومع التدريب والتوعية، تأتى الرقابة المستمرة على مدار الساعة.

نداء إلى وزير الطيران المدنى المحترم الفريق يونس المصرى: الاهتمام بالعناصر البشرية فى داخل صالات مطار القاهرة وحرمه أولوية قصوى، وأزعم أن تقويم البشر أصعب وأعتى من إصلاح الحجر، قليل من التدريب وكثير من الرقابة المستمرة والثواب والعقاب أمور كفيلة برسم صورة أفضل عن مصر، لماذا لا يكون البشر فى مطار القاهرة الدولى نقطة بداية لتقويم سلوكياتنا علها تصبح عدوى محمودة وتنتشر فى بقية أرجاء المحروسة؟

كلمة أخيرة: المتحف الغريب المقتطع من قاعة «إى لاونج» فى صالة 3 يحتاج إلى إعادة نظر، القاعة لا تكفى أعداد المسافرين، والمتحف بهيئته الحالية لا يجذب الزائرين، ورغم جهود مضنية يبذلها مسئولو القاعة بتفان واضح لإيجاد حلول لراحة الركاب، فإن القاعة لا تفى بالغرض.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نداء إلى الفريق يونس المصرى نداء إلى الفريق يونس المصرى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية
  مصر اليوم - ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon