توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عاصفة إرهابية فى أفق الأدهمية

  مصر اليوم -

عاصفة إرهابية فى أفق الأدهمية

بقلم: د. محمود خليل

بعد الهدوء النسبى الذى شهدته الفترة الأولى من حكم «مبارك» (1981- 1987) انطلقت موجة عنف وإرهاب جديدة مع بداية فترة حكمه الثانية، بدأت بمحاولة اغتيال حسن أبوباشا وزير الداخلية الأسبق (1987)، ثم افتتحت حقبة التسعينات باغتيال الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب (1990)، ثم اغتيل فرج فودة على يد عناصر إرهابية (1992). وتعددت محاولات الاغتيال بعد ذلك فامتدت إلى الروائى العالمى نجيب محفوظ (1995)، كما تعرض الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد لمحاولة اغتيال، وتعرض حسنى مبارك نفسه لمحاولة اغتيال فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا عام 1995، ثم كانت الحادثة الإرهابية المروعة التى شهدتها مدينة الأقصر عام 1997 التى راح ضحيتها 58 سائحاً وكان لها أثر بالغ الضرر على السياحة.

خريطة حمل السلاح ضد الدولة فى ذلك الوقت كانت تشتمل على العديد من الجماعات، يأتى على رأسها الجماعة الإسلامية التى تأسست أوائل السبعينات فى سياق المساحة التى وفرها الرئيس الراحل أنور السادات للتيارات الدينية لتعمل كأداة مواجهة للتيارات الناصرية واليسارية التى كانت تسيطر على الحركة الطلابية داخل الجامعات. وقد بدت هذه الجماعة سلفية التوجه فى بداياتها -شأنها شأن كل الحركات الطلابية فى الجامعات- ولكن بعد الإفراج عن عناصر جماعة الإخوان، وسيطرتهم على قطاع لا بأس به من عناصر الجماعات الدينية داخل الجامعات، استقل تيار الإسكندرية بالفكرة السلفية وتحلَّق حولها، أما تيار أسيوط فقد تحلَّق حول فكرة حمل السلاح والجهاد ضد الدولة. وينسب إلى هذه الجماعة العديد من العمليات الإرهابية التى شهدتها الأدهمية خلال هذه الفترة، وأبرزها حادثة معبد الدير البحرى، ومحاولة اغتيال حسنى مبارك. وقد شارك العديد من قيادات هذه الجماعة وعناصرها فى الجهاد ضد الإلحاد فى أفغانستان!.

انشق شوقى الشيخ فيما بعد عن الجماعة الإسلامية وأسس جماعة الشوقيين بالفيوم، وهى الجماعة التى ينسب إليها العديد من عمليات سرقة محلات الذهب. وشاركت جماعة «الناجون من النار» أيضاً فى الأحداث الإرهابية التى شهدتها تلك الفترة وهى جماعة تكفيرية تتبنى فكرة حمل السلاح وكانت متأثرة بدرجة كبيرة بأفكار «سيد قطب» وتوجهت أغلب عملياتها إلى وزراء الداخلية السابقين، مثل حسن أبوباشا والنبوى إسماعيل ممن اعتبروهم المسئولين الأساسيين عن تعذيبهم فى السجون. والمتأمل لخريطة العنف والإرهاب الذى شهدته الأدهمية خلال هذه الفترة يلاحظ أن الصعيد مثّل الحاضنة الأبرز لأغلب الجماعات التى تبنت فكرة حمل السلاح ضد الدولة.

عانى جنوب الأدهمية إهمالاً واضحاً من جانب الحكومات التى تعاقبت على مصر منذ أوائل الخمسينات، رغم أنه يحتضن ما يقرب من ثلث سكان الأدهمية. وخلال فترة حكم «مبارك» ارتفعت معدلات الفقر وتهالكت المرافق الأساسية وقلَّت الاستثمارات الموجهة إلى محافظات الصعيد.

ولم يتنبه النظام حينذاك إلى خطورة ذلك إلا عندما هبَّت رياح العنف عبر جماعات خرجت من رحم الصعيد، فحاول «مبارك» التعامل مع الموقف ووجَّه رجال الأعمال إلى الاستثمار فى الجنوب، لكن المحاولة لم تحقق النجاح المرجو. ولا يستطيع أحد أن يحدد على وجه الدقة الخطوط الفاصلة بين أدوار التطرف الدينى والفقر والتهميش فى تحريك عجلة العنف والإرهاب القادمة من الصعيد، لكن يبقى أن هذا الجزء النابض بالحياة والإبداع والوطنية من الجسد الأدهمى صبَّت عنده العديد من المآسى الإنسانية التى عاشتها الأدهمية خلال فترة حكم «مبارك».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاصفة إرهابية فى أفق الأدهمية عاصفة إرهابية فى أفق الأدهمية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon