خلال الـ48 ساعة الأخيرة، صدر كتابان فيهما معلومات -إن صحت- توضح لنا حجم الخلافات والعواصف السياسية التى كانت، ومازالت، تعصف بإدارة البيت الأبيض فى ظل رئاسة دونالد ترامب بعد 32 شهراً!
وسوف يذكر التاريخ أن «ترامب» هو أكثر رؤساء الولايات المتحدة إثارة للجدل السياسى، وأكثرهم إثارة للخلافات مع كبار مساعديه فى فترة رئاسته الأولى.
وسوف يذكر التاريخ أيضاً أن الرئيس «ترامب» هو أكثر رئيس قام بفصل كبار مساعديه، وهو أكثر رئيس استقال كبار موظفيه فى فترة رئاسته الأولى احتجاجاً على أسلوب إدارته لمنصب رئاسة أكبر دولة فى العالم.
الكتابان، بالإضافة إلى أكثر من 44 كتاباً ومئات المقالات وآلاف التغريدات وعشرات آلاف من التسريبات كلها تتحدث عن مآسى كوارث الخلاف والأزمات الناشئة من أسلوب الإدارة الفردية الشعبوية الشخصانية الانفعالية التى يدير بها «ترامب» ملفاته الكبرى فى الداخل والخارج.
الكتابان وما قبلهما يكشفان معاناة مساعدى «ترامب» فى القدرة على «إيجاد اتفاق حد أدنى» للتفاهم معه فى أسلوب صناعة القرار.
أزمة «ترامب» الكبرى أنه ما زال يتعامل مع منصب الرئاسة وكأنه يملك مقدرات البلاد مثلما كان يملك مجموعة شركاته التى ورثها عن أبيه ولديه مطلق الصلاحية أن يفعل ما يشاء فى الوقت الذى يشاء وبالطريقة التى يراها وليذهب الجميع (الإعلام - الكونجرس - الرأى العام) إلى الجحيم!
والكتابان هما:
الأول، كتبته نيكى هيلى، مندوبة الولايات المتحدة فى الأمم المتحدة التى استقالت منذ أشهر والتى كانت محل ثقة الرئيس ترامب.
قالت «هيلى» فى كتابها إن وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، وكبير موظفى البيت الأبيض السابق حاولا «تجنيدها» أو «إقناعها» بتجاوز تعليمات الرئيس «ترامب»، لأنه حسب رؤيتهما يضر بأسلوبه المصالح العليا الأمريكية فى الخارج.
ومنذ ساعات أصدر «تيلرسون» بياناً ينفى فيه تماماً تآمره على سلطات الرئيس أو محاولة تقويض سلطاته.
الكتاب الثانى، وهو الأكثر إثارة عن إدارة «ترامب» ومكتوب تحت خانة المؤلف (مؤلف مجهول).
وجاء فى كتاب المؤلف المجهول أن كافة موظفى البيت الأبيض كانوا على وشك تقديم استقالة جماعية لإحراج «ترامب» وللاحتجاج على أسلوب إدارته للبلاد فى الداخل والخارج، وقد تم العدول عن هذا القرار فى اللحظات الأخيرة.
وجاء غضب «ترامب» على هذا الأمر بأنه «محض اختلاف ويعتبر جزءاً من حملة الدعاية السوداء ضده والتى تهدف للنيل منه فى زمن سباق الرئاسة».
رئاسة «ترامب»، مليئة بالعواصف، والصراعات، والخلافات الداخلية بين فريق العمل الواحد.
الجميع يفسر هذه «الرئاسة المتعجرفة» بأنها نتاج شخصية «ترامب» الانفعالية المتقلبة الشرسة المتمردة على أى قوالب تقليدية أو قواعد منظمة أو عُرف سياسى متوارث.
أخطر ما فى «ترامب» أنه لا يعرف أهمية دور المستشارين وأهمية الاستفادة من رؤيتهم وخدماتهم فى تكوين وصناعة القرار الرئاسى فى هذا الزمن الصعب، وفى ظل انتخابات رئاسية.
وقد يهمك أيضًا:
محاولة لفهم سياسة الإمارات
عند العرب: الشعب والسلطة يسقطان بعضهما!