توقيت القاهرة المحلي 10:09:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

علم «إدارة الثورات» وفن التعامل معها

  مصر اليوم -

علم «إدارة الثورات» وفن التعامل معها

بقلم : عماد الدين أديب

كيف تدير الثورات نفسها؟

هناك علم جديد يتكون فى السنوات الأخيرة، لينضج ويتطور من خلال تراكم التجارب الاحتجاجية فى العقد الأخير من هذا القرن، اسمه «علم الاحتجاج الثورى».

منذ الثورة البريطانية، وحرب الاستقلال الأمريكية، والثورة الفرنسية، والثورة البلشيفية فى روسيا، بدأ اهتمام علماء علم الاجتماع السياسى وأساتذة العلوم السياسية فى محاولة تقنين وتأصيل قانون الفعل ورد الفعل الذى يتحكم فى صناعة الاحتجاج الشعبى المؤدى إلى الثورات الجماهيرية.

3 متغيرات أثرت على حركات الاحتجاج فى العالم:

1 - اتفاق كل المواثيق الدولية والدساتير الحديثة والقوانين المنظمة على حق الناس فى التعبير بكامل حريتهم، وكفالة حقهم فى التظاهر السلمى تحت سقف القانون وبحماية ملزمة من الدولة.

2 - ظهور تأصيل لحركات الاحتجاج من خلال دعم تنظيمات ما يُعرف بالمجتمع المدنى.

وانقسم الرأى حول هذه الجماعات والجمعيات، فالبعض يراها جماعات نبيلة وشعبية خالقة للوعى ومنظمة لنشر حقوق الناس والتوعية بأسلوب المطالبة بحقوقهم وتفعيل آليات الاحتجاج المشروع لديهم.

ويأتى الوجه الآخر المضاد لهذه الجمعيات ليقول إنها مشروع تنظيم عالمى مشبوه، مموَّل من الاستخبارات الغربية، يسعى لنشر وتحقيق مشروع الفوضى الخلاقة فى الدول المستهدفة من قبَل قوى الغرب. وتبقى دائماً مسألة عملية تمويل جمعيات المجتمع المدنى من قبَل الجهات الدولية، وتنظيم دورات تدريبية وورش عمل لهم، كنقطة ارتكاز فى الهجوم المستمر ضد جمعيات المجتمع المدنى.

ويرد المدافعون عن جمعيات المجتمع المدنى بإسقاط نظرية المؤامرة حول هذه الجمعيات بقولهم إن الأنظمة فى الولايات المتحدة ودول الغرب تعانى هى الأخرى من نشاط هذه الجمعيات فى شئون البيئة والدفاع عن الحقوق المدنية والحريات العامة.

ويمكن دائماً التوقف أمام مؤلفات البروفسير «جين شارب» الذى يُعتبر المُنظِّر الأول لأفكار الاحتجاجات لهذه الجماعات والجمعيات، والذى وضع «كتالوجاً» يشرح فيه بالتفصيل الكامل خطوات وأساليب إسقاط الأنظمة عبر وسائل سلمية غير عنيفة من خلال الاحتجاج المشروع فى الشوارع والساحات.

3 - العنصر الثالث والأخير، وفى رأيى هو الأهم، هو امتزاج الإعلام بثورة الاتصالات بوسائل التواصل الاجتماعى.

هذا المثلث جعل مسألة «نشر الأفكار، والتواصل، وتكوين الجماعات، والتعبئة والتجنيد والحشد والتنظيم» سهلة وفعالة عبر الشبكة العنكبوتية الإلكترونية.

وتقع الأنظمة التقليدية فى خطأ جسيم إذا لم تدرك أبعاد هذه المتغيرات فى حركات الاحتجاج السلمى.

وتخطئ هذه الأنظمة أكثر إذا تعاملت بوسائل تقليدية عقيمة وقديمة فى مواجهة حركات الاحتجاج الشبابى الجديدة.

الأزمات والصراعات الجديدة لا يمكن حلها بوسائل قديمة عفا عليها الزمن!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علم «إدارة الثورات» وفن التعامل معها علم «إدارة الثورات» وفن التعامل معها



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 06:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
  مصر اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon