توقيت القاهرة المحلي 00:43:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محمد أنور السادات

  مصر اليوم -

محمد أنور السادات

بقلم :د. محمود خليل

شخصية الرئيس السادات -رحمه الله- من الشخصيات المركبة.

فى البدء هو فلاح مصرى علمته الزراعة الصبر وطول البال، وعدم استعجال الأشياء، فلابد من انتظار الثمرة حتى تنضج ولحظتها سوف تسقط فى حجره بملء إرادتها.

منذ أن انضم إلى تنظيم الضباط الأحرار، وهو يعلم جيداً أن علاقة الكفاح التى تربط ما بين مجموعة أفراد، تختلف فى طبيعتها وسماتها عن علاقتهم إذا شاءت الظروف وتحقق حلمهم فى الوصول إلى السلطة، فالتعاون والأثرة والتضحية خلال مرحلة الكفاح تتحول إلى صراع على السيطرة والاستئثار بالقرار عند الوصول إلى منصة السلطة.

بالوعى التاريخى للفلاح المصرى أدرك «السادات» أن عبدالناصر هو العنصر الأقوى فانحاز إليه، لكنه لم يخُض معه معركته بل تركه ولعب معه على الهامش.

خلال هذه المرحلة ظهرت سمة جديدة من سمات شخصية السادات، هى سمة الشغف بالحياة والرغبة فى العبّ منها، فلعب فى المساحات التى لا يلتفت إليها غيره واستطاع أن يستثمرها فى تحقيق المكاسب وتعميق علاقته بالعديد من الأطراف الداخلية والخارجية.

وعندما وقعت النكسة وزُلزل المصريون زلزالاً شديداً، كان «السادات» مثل غيره من الحريصين على إلصاق المسئولية بالمشير عبدالحكيم عامر، وليس بعبدالناصر، رغم أن الأخير هو الذى دعمه وصعده حتى ولاه أمر القوات المسلحة، ليواجه الصهاينة بعد ذلك بهذا القدر من الهزال.

خلال هذه المرحلة كان بيت «السادات» الذى يرفل فى المخملية هو الملاذ بالنسبة لجمال عبدالناصر، وكانت شخصية السادات بما تتمتع به من خفة ظل وقدرة على التسلية، وإسماع من ترهب الكلام الذى يريد الاستماع إليه، قادرة على احتواء عبدالناصر، وكان نتيجة هذا القرب تولِّى السادات موقع نائب رئيس الجمهورية بمزاملة حسين الشافعى.

وبعد صبر لم يطل هذه المرة، مات الرئيس عبدالناصر، وبدأ الورثة معركة حصد المغانم. كان فريق على صبرى وسامى شرف ومن معهما يرى أن الشعب لا يحب «السادات» وأن الخير للنظام الدفع باسم بديل له للاستفتاء على تولِّى رئاسة الجمهورية، لكن «السادات» أصر -بلؤم الفلاحين- على الدفع باسمه حتى لو رفضه الناس، واقترح عليهم إذا حدث ذلك أن يقدموا اسماً جديداً وهكذا حتى يستقر الناس على رئيس.

كان «السادات» يعلم أن حديث الفريق المناوئ فارغ ولا قيمة له، ويفهم أن المسألة لا تعدو المناورة، ويستوعب أن قطاعات لا بأس بها من الناس وأطرافاً أخرى فى الداخل والخارج سوف تمنحه أصواتها وتدعمه ليس حباً فيه، بل رفضاً لجمال عبدالناصر، فهناك الإسلاميون وعلى رأسهم الإخوان، والمنحازون للأحزاب القديمة التى حلها عبدالناصر، وأنصار العهد الملكى، وغيرهم.

وبعد تولِّى السلطة استخدم «السادات» مخزون «الشقا والشقاوة» الذى ادخره خلال الأيام التى دهسته فيها الحياة فتقلب على ظروف مختلفة، أكسبته خبرة التعامل مع أشكال مختلفة من البشر فى إدارة صراعه مع خطباء الاتحاد الاشتراكى وبقايا المسئولين الذين عزلتهم المكاتب عن حركة الشارع، فنجح فى الانقضاض عليهم بسهولة فى 15 مايو 1971، لتقع ثمرة الحكم كاملة فى حِجره.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد أنور السادات محمد أنور السادات



GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

GMT 08:31 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

نتنياهو يغير «حزب الله»

GMT 08:27 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

بعد تحوّل حرب غزّة.. إلى حرب "بيبي"

GMT 08:17 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

معقول بيننا من يشمت بحزب الله ؟؟!

GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

نجمات العالم يتألقن بإطلالات جذّابة بأسبوع الموضة في باريس

القاهرة - مصر اليوم

GMT 02:41 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لإتقان فن إختيار المعاطف التي تلائم إطلالتك في شتاء 2025
  مصر اليوم - نصائح لإتقان فن إختيار المعاطف التي تلائم إطلالتك في شتاء 2025

GMT 07:59 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

استشهاد المذيعة السورية صفاء أحمد في قصف إسرائيلي على دمشق
  مصر اليوم - استشهاد المذيعة السورية صفاء أحمد في قصف إسرائيلي على دمشق

GMT 02:20 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

دليلك الشامل لإختيار الكرسي المُميز المناسب لديكور منزلك
  مصر اليوم - دليلك الشامل لإختيار الكرسي المُميز المناسب لديكور منزلك

GMT 00:43 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

هنا الزاهد تخرج من منافسات دراما رمضان 2025
  مصر اليوم - هنا الزاهد تخرج من منافسات دراما رمضان 2025

GMT 08:00 2024 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثامن يدفعك لتحقق مكاسب وفوائد

GMT 22:01 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

اعتذار من رئيس الاتحاد الإسباني لنادي ريال مدريد

GMT 17:40 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الستينزنز يستعد لإعلان تجديد عقد دي بروين لمدة 5 أعوام

GMT 07:53 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

القصة الكاملة لـ"المرض الغامض" في الهند

GMT 09:06 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"سامسونغ" تبرم أكبر صفقة على الإطلاق في تاريخها

GMT 04:09 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ميدو يطالب بعودة الجماهير للمدرجات في مصر

GMT 07:27 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

تعرف على أفضل الفنادق قرب كومو الإيطالية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon