توقيت القاهرة المحلي 04:35:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محمد أنور السادات

  مصر اليوم -

محمد أنور السادات

بقلم :د. محمود خليل

شخصية الرئيس السادات -رحمه الله- من الشخصيات المركبة.

فى البدء هو فلاح مصرى علمته الزراعة الصبر وطول البال، وعدم استعجال الأشياء، فلابد من انتظار الثمرة حتى تنضج ولحظتها سوف تسقط فى حجره بملء إرادتها.

منذ أن انضم إلى تنظيم الضباط الأحرار، وهو يعلم جيداً أن علاقة الكفاح التى تربط ما بين مجموعة أفراد، تختلف فى طبيعتها وسماتها عن علاقتهم إذا شاءت الظروف وتحقق حلمهم فى الوصول إلى السلطة، فالتعاون والأثرة والتضحية خلال مرحلة الكفاح تتحول إلى صراع على السيطرة والاستئثار بالقرار عند الوصول إلى منصة السلطة.

بالوعى التاريخى للفلاح المصرى أدرك «السادات» أن عبدالناصر هو العنصر الأقوى فانحاز إليه، لكنه لم يخُض معه معركته بل تركه ولعب معه على الهامش.

خلال هذه المرحلة ظهرت سمة جديدة من سمات شخصية السادات، هى سمة الشغف بالحياة والرغبة فى العبّ منها، فلعب فى المساحات التى لا يلتفت إليها غيره واستطاع أن يستثمرها فى تحقيق المكاسب وتعميق علاقته بالعديد من الأطراف الداخلية والخارجية.

وعندما وقعت النكسة وزُلزل المصريون زلزالاً شديداً، كان «السادات» مثل غيره من الحريصين على إلصاق المسئولية بالمشير عبدالحكيم عامر، وليس بعبدالناصر، رغم أن الأخير هو الذى دعمه وصعده حتى ولاه أمر القوات المسلحة، ليواجه الصهاينة بعد ذلك بهذا القدر من الهزال.

خلال هذه المرحلة كان بيت «السادات» الذى يرفل فى المخملية هو الملاذ بالنسبة لجمال عبدالناصر، وكانت شخصية السادات بما تتمتع به من خفة ظل وقدرة على التسلية، وإسماع من ترهب الكلام الذى يريد الاستماع إليه، قادرة على احتواء عبدالناصر، وكان نتيجة هذا القرب تولِّى السادات موقع نائب رئيس الجمهورية بمزاملة حسين الشافعى.

وبعد صبر لم يطل هذه المرة، مات الرئيس عبدالناصر، وبدأ الورثة معركة حصد المغانم. كان فريق على صبرى وسامى شرف ومن معهما يرى أن الشعب لا يحب «السادات» وأن الخير للنظام الدفع باسم بديل له للاستفتاء على تولِّى رئاسة الجمهورية، لكن «السادات» أصر -بلؤم الفلاحين- على الدفع باسمه حتى لو رفضه الناس، واقترح عليهم إذا حدث ذلك أن يقدموا اسماً جديداً وهكذا حتى يستقر الناس على رئيس.

كان «السادات» يعلم أن حديث الفريق المناوئ فارغ ولا قيمة له، ويفهم أن المسألة لا تعدو المناورة، ويستوعب أن قطاعات لا بأس بها من الناس وأطرافاً أخرى فى الداخل والخارج سوف تمنحه أصواتها وتدعمه ليس حباً فيه، بل رفضاً لجمال عبدالناصر، فهناك الإسلاميون وعلى رأسهم الإخوان، والمنحازون للأحزاب القديمة التى حلها عبدالناصر، وأنصار العهد الملكى، وغيرهم.

وبعد تولِّى السلطة استخدم «السادات» مخزون «الشقا والشقاوة» الذى ادخره خلال الأيام التى دهسته فيها الحياة فتقلب على ظروف مختلفة، أكسبته خبرة التعامل مع أشكال مختلفة من البشر فى إدارة صراعه مع خطباء الاتحاد الاشتراكى وبقايا المسئولين الذين عزلتهم المكاتب عن حركة الشارع، فنجح فى الانقضاض عليهم بسهولة فى 15 مايو 1971، لتقع ثمرة الحكم كاملة فى حِجره.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد أنور السادات محمد أنور السادات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon