توقيت القاهرة المحلي 07:32:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تقنية لقاح كورونا كانت تستحق نوبل

  مصر اليوم -

تقنية لقاح كورونا كانت تستحق نوبل

بقلم :خالد منتصر

العالم كله كان ينتظر أن تفوز تقنية تصنيع لقاح «كوفيد» من خلال مرسال الحمض النووى بجائزة نوبل فى الطب، لأنها بالفعل اكتشاف عبقرى، ولكن نوبل ذهبت إلى ما يتعلق بفسيولوجيا الأعصاب، شرح لى أستاذى د. ناجى إسكندر، أستاذ الفسيولوجى تلك التقنية وأهميتها وتمثل لقاحات مرسال الحمض النووى mRNA مرحلة جديدة وغير مسبوقة فى التاريخ البشرى فى طريقة تصنيع وإنتاج وعمل اللقاحات.

الفكرة: فكرة إنتاج لقاحات mRNA هى فكرة عبقرية لإنتاج اللقاحات، وذلك دون تعريض الجسم للجراثيم، أو حتى لأجزاء منها؛ ومؤداها دفع خلايا الجسم البشرى بنفسها لتصنيع الأجزاء من الجرثومة المراد تحفيز خلايا المناعة ضدها (وهى الخلايا الليمفاوية، نوع من كرات الدم البيضاء)، وذلك عوضاً عن تعريض الجسم إلى هذه الجراثيم (البكتيريا والفيروسات) نفسها.

التفصيلات:

- الأجزاء المطلوب تصنيعها من الجراثيم والمحفّزة لخلايا المناعة تتكون فى الأغلب من بروتينات، مثال: الأشواك البروتينية فى حالة فيروس الكورونا.

- تتكون البروتينات من وحدات صغيرة هى الأحماض الأمينية، وتختلف البروتينات عن بعضها البعض، تبعاً لعدد ونوع وترتيب الأحماض الأمينية المكونة للبروتين.

- تتشارك أجزاء ثلاثة فى الخلايا البشرية فى تكوين البروتينات.

١- الكود الوراثى DNA، وهو الحمض النووى الموجود بنواة الخلية ويحتوى على الشفرة الخاصة بتركيب البروتين، أى نوع وعدد وترتيب الأحماض الأمينية المكونة للبروتين المراد تصنيعه.

٢- مرسال الحمض النووى mRNA الذى يحمل شفرة تكوين البروتين من DNA إلى التركيب الخاص بتصنيع البروتين والموجود فى سيتوبلازم الخلية.

٣- وهو إحدى عضيات الخلية ويسمى ribosomes ريبوزومات الخلية، ومعناها الجسيمات التى تأخذ التعليمات من مرسال الحمض النووى.

الخلاصة: أن مرسال الحمض النووى mRNA هو الذى يتحكم تماماً وبدقة تامة فى تصنيع النوع المطلوب من البروتين داخل الخلايا.

وعليه وبمجرد معرفة التركيب للأشواك البروتينية لفيروس الكورونا يتم فى المعامل تصنيع مرسال الحمض النووى المناظر، والذى يدفع ريبوزومات خلايا الجسم لتصنيعها، وهذه البروتينات تقوم بدورها بتحفيز خلايا المناعة فى الجسم البشرى لتصنيع الأجسام المضادة وخلايا الذاكرة ضد هذه الأشواك البروتينية للفيروس.

الصعوبات:

الصعوبة الأولى: قيام الجسم بتحطيم مرسال الحمض النووى فى اللقاح بواسطة إنزيمات الريبونيكيوليز وبتكوين أجسام مضادة ضد مرسال الحمض النووى، وقد تم التغلب على ذلك بإجراء تعديل طفيف فى تركيب مرسال الحمض النووى يشمل النهايتين وبعضاً من المواد القاعدية فى هذا المرسال.

الصعوبة الثانية: كيفية إدخال مرسال الحمض النووى بعد حقنه داخل خلايا الجسم، وقد تم التغلب على ذلك بوضع هذا المرسال فى كرات دقيقة جداً من الدهون هى ليبونانو بارتكل Liponano particles LNP.

الصعوبة الثالثة: الحفاظ على تركيب مرسال الحمض النووى عند تخزينه ونقله يحتاج إلى مبردات خاصة -غير تقليدية- ذات درجات حرارة منخفضة جداً تصل إلى -70C فى حالة لقاح فايزر، -20C فى حالة لقاح موديرنا.

مميزات لقاحات مرسال الحمض النووى:

١-هى الأكثر كفاءة مقارنة بباقى لقاحات فيروس الكورونا (تعطى وقاية أكثر من 90% بعد الجرعة الثانية).

٢- الأكثر أماناً: مضاعفات هذه اللقاحات أقل فى نسبتها وفى خطورتها مقارنة ببقية اللقاحات التقليدية ضد فيروس الكورونا.

٣- سهولة التصنيع، فبمجرد تحديد الكود التركيبى للبروتين المراد تصنيعه يمكن إنتاج كميات ضخمة فى وقت قصير جداً.

٤- سهولة تغيير تركيب اللقاح تبعاً للتغيير المحتمل فى متحورات الفيروس ولا يستغرق ذلك سوى أسابيع قليلة.

٥- قلة تكلفة إنتاج هذا النوع من اللقاحات.

٦- لا تؤثر فى الكود الوراثى أى DNA والموجود فى نواة الخلايا، التى لا يصل إليها أساساً مرسال الحمض النووى mRNA.

فى الخلاصة: لقاحات مرسال الحمض النووى تمثل اختراقاً علمياً وسبقاً علمياً فى عالم اللقاحات.

آفاق المستقبل: سوف يفتح تصنيع مرسال الحمض النووى آفاقاً أخرى فى علاج الكثير من الأمراض، ومنها السرطان، والأمراض الوراثية النادرة، ومرض الإيدز، هذا بالإضافة إلى ضمان سرعة ووفرة إنتاج اللقاحات ضد أى وباء جرثومى محلى أو عالمى محتمل فى المستقبل، فقد تم تجهيز هذه اللقاحات بعد أقل من عام من التجارب السريرية؛ ولذلك فهى تُعد أسرع اللقاحات التى تم تجهيزها وإنتاجها فى العالم. فقبل ذلك كان لقاح التهاب الغدة النكافية هو الأسرع؛ وقد استغرق إعداده أربع سنوات.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقنية لقاح كورونا كانت تستحق نوبل تقنية لقاح كورونا كانت تستحق نوبل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon