توقيت القاهرة المحلي 18:35:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النوم كممارسة للحرية !

  مصر اليوم -

النوم كممارسة للحرية

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

لم أقرأ للشاعر المبدع عماد أبو صالح منذ أكثر من عشرة أعوام. كان آخر ما قرأته له ديوانه «أنا خائف» فى بداية العقد الماضي، ليس لأننى لا أهوى قصيدة النثر التى صارت من أهم معالم الشعر الحديث، ولكن لصعوبة الحصول على أعماله التى يطبعها ويوزعها بنفسه ويرفض إصدارها عن طريق أى دار نشر، وكأنه يعتبرها جزءا من روحه.

وقع بين يدى أخيرا ديوانه الصغير «كان نائما حين قامت الثورة» الذى تنطبق عليه القاعدة التى تقول إن أفضل الأدب وأكثره فائدة هو الذى يحث على التفكير، إذ يتضمن هذا الديوان تأملات فلسفية فى صورة شعرية تدفع بدورها إلى التأمل والتفكير.

توقفت أمام قصيدة «ذم الثورة» التى اختار عنوان الديوان من مشهدها الأول الذى يتحدث عن شخص نائم لم يغادر سريره حين قامت الثورة، دون أن يكون هناك سبب لاستمراره فى النوم سوى أنه مارس حريته كاملة كما رآها، وهو ينحاز بالتالى إلى أن حرية الاختيار الفردى على هذا النحو هى أسمى أشكال الحرية. ويتجلى هذا المعنى فى إيمان النائم، وقد مضت الأحداث، أنه وحده الحر، لأنه كان يبحث عن حريته الفردية (أو المُغرقة هنا فى الفردية) بينما كان الثوار يبحثون عن حرية المجتمع أو الحريات العامة والإنسانية. وقد ظفر هو بما أراده أو اعتبره ممكنا، بينما فقدوا هم حريتهم الفردية بعد أن فشلوا فى إنجاز أهدافهم.

وكم يبدو هذا المعنى حافزا على التفكير، إذ يعبر عن رؤية الشاعر لما آلت إليه الثورة ورسالته التى ربما يجوز تلخيصها فى أن الحرية لا تتحقق إلا بطريقة فردية، وأن حرية المجتمع هى محصلة حريات أفراده، كل على حدة، بدون مواجهات وصدامات، إذ يرتعد العصفور الذى يرمز للحرية من الجموع والهتافات والأصوات العالية والتفاعلات الصاخبة.

وإذ ينطوى هذا المعنى على ذم فكرة الثورة، أية ثورة، فهو يعيد فى الوقت نفسه طرح قضية مازالت موضع نقاش فى الفكر العالمى منذ عقود طويلة، وهى العلاقة بين الحرية الفردية وحرية المجتمع، فهل تتحقق حرية المجتمع عن طريق تراكم الحريات والحقوق الفردية، رغم عدم وجود آلية تربط بين هذه وتلك، أم من خلال التفاعلات السياسية والنضالات الاجتماعية بأشكالها المختلفة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النوم كممارسة للحرية النوم كممارسة للحرية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 17:49 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

خالد النبوي آخر «الكبار» الغائبين عن دراما رمضان 2025
  مصر اليوم - خالد النبوي آخر «الكبار» الغائبين عن دراما رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon