توقيت القاهرة المحلي 10:08:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يوسف شعبان الفنان الذى اقتحم القلوب فى العصر الذهبى للسينما!

  مصر اليوم -

يوسف شعبان الفنان الذى اقتحم القلوب فى العصر الذهبى للسينما

بقلم:طارق الشناوي

(تكسرت النصال على النصال).. كما قال أبى الطيب المتنبى، بعد أن أصبحنا نخرج من عزاء فنان إلى عزاء آخر. الوداع منذ العام الماضى لفنانينا الكبار زادت كثافته وسرعة إيقاعه، حتى فاقت قدرتنا على التقاط الأنفاس.. تعددت الأسباب، (كورونا) أو غيره، والموت واحد.. يُطل علينا بين الحين والآخر ليأخذ أجمل ما فينا.


عندما أستعيد حياة الفنان الكبير يوسف شعبان، أتذكر له أكثر من مشهد بعيدًا عن الكاميرا.

المشهد الأول.. فى مهرجان الإسكندرية قبل نحو أربعة أعوام ونصف العام، قال يوسف شعبان عند تكريمه: (يبدو أننى نسيت أنى ممثل)، لم تكن تلك أبدا هى الحقيقة، فلم يتوقف الطلب على مشاركته فى الأعمال الفنية، هو الذى كان يرفض الأدوار التى لا تليق بتاريخه، وهى حالة عالمية وليست فقط مصرية، يتضاءل الطلب على الفنان مع تقدمه فى العمر.. نعم فى السينما والدراما المصرية نرى الأمر أشد ضراوة، فلا أحد عادة يفكر فى الاستفادة من تلك المرحلة العمرية على الشاشة.. الاستسهال فى كل شىء منذ كتابة النص الدرامى هو قطعًا السبب الأول، ولكنه ليس الوحيد، حيث إن تسويق الأعمال الفنية صار يخضع بنسبة أكبر للنجوم الشباب، ولهذا من النادر أن يفكر أحد بعيدا عن الصندوق.

يوسف شعبان، رغم كل تلك القيود، كان حاضرا بقوة فى المشهد الدرامى، والدليل أنه عند رحيله كان مشاركا فى بطولة مسلسل ومتعاقدا على مسلسلين آخرين.

المشهد الثانى.. مع مرور الزمن، كثيرًا ما نتذكر بعض الضربات التى تلقيناها فى الماضى، والناس عادة تتسامح عندما تتناول موقفًا سلبيًا لنجم وهو على قيد الحياة يملك الدفاع عن نفسه، ولكن بعد الغياب يحدث قدر من الغضب بعيدا عن صحة الواقعة من عدمها.. كان يوسف شعبان قد بدأ المشوار عام 60 فى عصر كبار نجوم الشاشة الفضية الكبار، أمثال: عمر الشريف وأحمد مظهر وشكرى سرحان وعماد حمدى وكمال الشناوى ورشدى أباظة وفريد شوقى، فكيف يُسمح له بالتواجد؟، ذكر مثلا أن بعض النجوم كانوا يخفضون من أجورهم حتى يأخذوا منه الأفلام التى يرشح لبطولتها، وهو أمر غير مستبعد، ليس قطعًا هو المقصود بين كل النجوم، ولكن عادة عندما يبدأ بزوغ نجم جديد وتتعاقد معه شركات الإنتاج يلعب الأجر دورًا فى توجه البوصلة إليه، كحد أدنى توفيرًا للنفقات، فهو بالضرورة الأقل، ولهذا قد يخفض نجم أآخر من أجره حتى تأتى إليه الأدوار.

مشهد ثالث.. رَفْض عبدالحليم لتواجده فى فيلم (معبودة الجماهير)، من إنتاج شركة (صوت الفن)، وعبدالحليم أحد الشركاء مع الموسيقار محمد عبدالوهاب، ومدير التصوير وحيد فريد، أى أنه يملك أن يقول لا.

اعترض حليم على يوسف شعبان، والحقيقة أن عبدالحليم حافظ أساسا واصل التصوير وهو غير راضٍ عن الكثير من التفاصيل، الفيلم اسمه (معبودة)، بينما هو كان يفضل أن يحتكر العنوان ويحيل (معبودة) إلى (معبود)، إلا أنه فى بداية عام 65 عندما تعاقد مع كاتب القصة السينمائية مصطفى أمين، وافق حتى لا يغضب الكاتب الكبير الذى كان زوجًا وقتها للفنانة الكبيرة شادية، وفى منتصف العام انتهى الحرج بعد أن ألقى القبض على مصطفى أمين بتهمة التجسس، ولكن لم يستطع عبدالحليم التراجع، لأنه كمنتج سيتكبد خسارة فاضحة، ولكنه ظل غير راضٍ عن الفيلم الذى بلغ زمن تنفيذه نحو ثلاث سنوات، إنه اللقاء الثالث الذى يجمع شادية مع عبدالحليم، الأول (لحن الوفاء) والثانى (دليلة)، ولم يكررها رابعًا.

تفسير يوسف شعبان أن عبدالحليم كان يراه (دونجوانا)، ولا يجوز أن يشارك فى تلميع من ينافسه على قلوب الجميلات، سبق أن قال أيضا حسين فهمى شيئا قريبا من هذا بعد فيلمه (خلى بالك من زوزو) أمام سعاد حسنى.. هذه طبيعة النفس البشرية، والأمر فى الحالتين غير مستبعد، ولكن السؤال: هل يجوز إعلانه بعد مرور كل هذه السنوات، خاصة مع غياب عبدالحليم، وكررها أيضا مع يوسف وهبى فى فيلم (ميرامار) عندما أشار إلى أن هناك من أشاد به فى الصحافة مما أغضب يوسف وهبى؟!.

أتذكر أننى كتبت قبل أقل من عامين عن تلك الواقعة، وجاءتنى مكالمة عاتبة وليست غاضبة من يوسف شعبان، وتفهمت تمامًا وجهة نظره، وتفهم هو أيضا مقصدى، لم يكن أبدًا التقليل فى إنجازه أو التشكيك فى أى من الواقعتين.

وقبل أن تنتهى المساحة المتاحة أقول إنه ممثل الأدوار الصعبة المرفوضة أخلاقيًا فى المجتمع، مثل القواد فى (زقاق المدق) لحسن الإمام، والمثلى جنسيًا فى (حمام الملاطيلى) لصلاح أبوسيف، وصل لذروة التعبير فى الفيلمين لأنه تفهم الدوافع، ومع الزمن تسامح معه الناس فى دور القواد، ولكن لم يتسامحوا أبدا مع المثلى جنسيا، مما دفعه فى عدد من أحاديثه الأخيرة لإعلان ندمه على أداء هذا الدور، هو قطعًا يدرك كفنان كبير أنه يؤدى دورًا ولا يقدم دعوة مفتوحة للممارسة الشاذة، إلا أن للضغط الشعبى حسابات أخرى.

يوسف شعبان فنان متعدد الأنغام الدرامية، ويظل دوره (محسن ممتاز) رجل المخابرات المصرية وهى شخصية واقعية التقاه هو وأصدقاءه، ليستمد منه بعض اللمحات، فكيف لمسلسل اسمه (رأفت الهجان) يقفز للناس اسم (محسن ممتاز) ويتحول إلى شخصية يعايشونها موازية لرأفت الهجان؟.. هذا هو سر يوسف شعبان، يستطيع أن يلتمس فى الدور التالى للبطل وفى مساحة أقل، ما يضعه فى مقدمة (الكادر)، لنتأكد أن نجم المشاعر يتفوق أحيانا على نجم (الأفيش)!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوسف شعبان الفنان الذى اقتحم القلوب فى العصر الذهبى للسينما يوسف شعبان الفنان الذى اقتحم القلوب فى العصر الذهبى للسينما



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:32 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة "لأ ثواني"
  مصر اليوم - بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة لأ ثواني

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon