توقيت القاهرة المحلي 07:14:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هشام ماجد همس الكوميديا.. هنا الزاهد تتمرد على (باربى)!!

  مصر اليوم -

هشام ماجد همس الكوميديا هنا الزاهد تتمرد على باربى

بقلم: طارق الشناوي

صار من القليل النادر أن تلمح بصمة المخرج على الفيلم الكوميدى، فى العادة ينحسر دور المخرج فى ضبط إيقاع (الإيفيه) بالصوت والصورة، غالبًا الذى يقود كل التفاصيل فى الاستوديو هو النجم، عادة ما يصنع العمل الفنى على مزاجه ومقاسه وطبقًا لما يحدده مسبقًا، حتى فى اختيار الفنانين والفنيين، الكل ينتظر رأيه أولًا، ولا تتجاوز وظيفة المخرج سوى تحقيق ذلك الهدف لنجم الكوميديا.
بينما المخرج أحمد الجندى، فى فيلم (فاصل من اللحظات اللذيذة)، أكد أنه حقًا القائد، كانت لديه قماشة كوميدية تسمح له بأن يضيف لمحات خاصة بحركة الكاميرا والمونتاج والإضاءة والمؤثرات والديكور، الفكرة بوجود عوالم موازية لكل منا، ولكنه فى كون آخر شاهدناها فى العديد من الأعمال الدرامية، تعبر عن رغبة دفينة لنا جميعًا بحل كل مشاكلنا الحياتية بهذا العالم الذى يحتفظ بنسخ احتياطية لنا، ولكن بمواصفات أخرى.

المخرج تستطيع أن ترى بصمته واضحة، منذ حماسه للفكرة، هذا قطعًا لا يعنى أنه لا ينصت للآخرين وعلى رأسهم النجم، ولكن فى النهاية هو القائد، السيناريو كتبه شريف نجيب وجورج عزمى، يتطلع لرسم مساحة بصرية مختلفة من خلال حلم بطلى الفيلم هشام ماجد وهنا الزاهد بعالم مختلف فى كون آخر، يتواجدان فيه بعيدًا عن العالم الواقعى على طريقة (كوكب تانى) لمدحت صالح، إنه الحلم المستحيل، والسينما فى جزء منها تحقق لجمهورها المستحيل عمليًا أو علميًا، ويمنح السيناريو مساحات متوازية لكل من هشام وهنا ومحمد ثروت الذى يؤدى دور ابن عم البطل، كما أن بيومى فؤاد له أكثر من إطلالة فى الأحداث، فهو مدير هشام المهندس المعمارى الفاشل، ونشاهد أيضًا الطفل جان رامز، بين الحين والآخر له أيضًا مساحة من الكوميديا.

السيناريو يقدم عالمًا افتراضيًا تجد فيه الشخصيات تنتقل من الفقر المدقع للغنى الفاحش ومن عالم بشرى، إلى عالم فى جزيرة لالاند، وأنت كمتلقى تتعايش مع الحدث، بالقانون الذى فرضه المخرج بمفرداته الإبداعية.

الشريط السينمائى يقدم الكوميديا الناعمة التى تشبه ملامح هشام ماجد، واستطاع المخرج أن يعيد بنسبة كبيرة ضبط موجة هنا الزاهد التى عندما أدركت أن أكبر عدو لها هو أن تصبح نمطًا مصريًا للعروسة باربى، ابتعدت بمساحة ما عن باربى، ولكنها لم تتخلص منها تمامًا، هنا تمتلك مقومات وإمكانيات أكثر سنراها كلما حققت حالة التحرر الداخلى.

قطعًا لو ارتفعت الإمكانيات المادية أكثر لصار أمامنا حالة أخرى عوالم موازية أكثر ثراء، إلا أن المخرج فى حدود المتاح قدم كل ما يمكن تحقيقه من الخيال.

هشام ماجد مشواره يتجاوز 15 عامًا بدأ مع شيكو وأحمد فهمى، شاركوا فى التأليف والتمثيل معًا، وكان بينهم نجاحات مشتركة البداية الملفتة فى (ورقة شفرة)، ثم (سمير وشهير وبهير) و(الحرب العالمية الثالثة)، أحمد كريم انسحب مبكرًا، وظل شيكو وهشام يلتقيان معًا، كما أن كلًا منهما فى نفس الوقت يقدم أعمالًا منفردة، مما يزيد من حالة الاشتياق لمشاهدتهما معًا.

هشام خرج منتصرًا فى رمضان الماضى، من خلال مسلسل (أشغال شاقة)، وعاد أيضًا منتصرًا فى فيلم العيد، صار لديه جمهور ينتظره ويثق فى النتيجة، هشام منهجه هو الضحكة همسًا حتى لو لم يتجاوز أحيانًا حدود الابتسامة، إلا أنها ترشق فى القلب، يمارس الفن بقدر كبير من الهدوء والأريحية، حالة السخونة التى تنتاب القسط الوافر من نجوم الكوميديا، والغلظة فى الأداء الصوتى والحركى ليست أبدًا منهج هشام ماجد، أتذكر أننى سألت سمير غانم عن ممثلى الكوميديا فى هذا الجيل والعيب القاتل الذى يحذرهم منه؟، أجابنى الصوت العالى لانتزاع الضحكة، وكان يقصد بالصوت أيضًا الأداء الحركى، وأعتقد أن عنوان الهمس الكوميدى فى هذا الجيل هو هشام ماجد، يكتسب فى كل عمل فنى شريحة جديدة من الجمهور، لا يشترط الانفراد بالضحكات على الشاشة، وهو فى النهاية يحسبها باعتبارها أقرب لمعادلة اقتصادية الهدف هو الربح، ولهذا لا يستأثر أبدًا بأن يصبح هو فقط هداف الكوميديا، بجواره ثروت بسخونته فى الأداء، وهنا أضافت الكثير، وأيضًا الطفل جان رامز، هنا تتمتع بخفة ظل وحضور أمام الكاميرا، وسوف يزداد حضورها كلما ابتعدت عن التنميط فى الأداء، النمط من الممكن أن تتقبله فى مساحة درامية محدودة، ولكن أداء الشخصية الدرامية بكل أبعادها يتكئ على أن تخلق الشخصية مفرداتها.

السيناريو فتح الباب بنعومة للكثير من المواقف التى تعبر عنها الصورة، وهو ما يستحق أن نشيد بالكاتبين الجديدين جورج وشريف، جورج هو كاتب حوار أبلة فاهيتا، التى شكلت لنا قبل نحو عشر سنوات ضحكة حقيقية، حتى لو تجاوزت أحيانًا الخطوط الحمراء المتعارف عليها.

الفيلم يتميز بروح وجو عام ومفتاح أداء، حافظ عليه المخرج أحمد الجندى، الذى خرج هذا العام مهزومًا فى ماراثون رمضان مع الجزء الثامن من (الكبير قوى)، لأنه لم يدرك أن هناك مرحلة تشبع لا يجوز مهما كانت الدوافع تجاوزها، أظن أن نجاح (فاصل من اللحظات اللذيذة) فى الوصول لجمهور العيد سيحقق له قدرًا من التوازن، نجحت أيضًا فى تعميق الإحساس بحالة الفيلم أغنية (ابن المحظوظة) لأحمد سعد، كتبتها منة عدلى القيعى، ولحنها أحمد طارق بخفة ظل.

خرج الكل منتصرًا الكل (أولاد محظوظة)، الشريط قادر على أن يظل داخل الدائرة الجماهيرية، بعد العيد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هشام ماجد همس الكوميديا هنا الزاهد تتمرد على باربى هشام ماجد همس الكوميديا هنا الزاهد تتمرد على باربى



GMT 09:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 09:30 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب «الجيل الرابع» تخوضها إسرائيل في لبنان!

GMT 09:28 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 09:27 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الجملة التي أبطلت مقترح قوات دولية للسودان!

GMT 09:24 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مستر أبو سمبل!؟

GMT 09:22 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة الرئيس المنتخب أم الفوهرر ترمب؟

GMT 09:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة بدأت في الرياض

GMT 09:20 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مسعَد بولس بعد وعود ترمب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
  مصر اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon