توقيت القاهرة المحلي 20:18:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جدوى عقوبات قطر

  مصر اليوم -

جدوى عقوبات قطر

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

كان السؤال الشائع، قبل اجتماع وزراء خارجية الدول الأربع المقاطعة لقطر الأحد الماضى فى المنامة، يدور حول احتمال فرض عقوبات جديدة. ورغم أن خبراء ملمين بأبعاد الأزمة استبعدوا هذا الاحتمال، ظل هناك طوفان من التوقعات التى تفتقر إلى المعرفة والأساس العلمى. 

فلكل أزمة قواعد فى إدارتها. وأولى هذه القواعد أن الأزمة الطويلة المدى ينبغى أن تُدار بعقل وحكمة. ومن هذه القواعد أيضاً عدم فرض عقوبات جديدة قبل قياس مدى فاعلية العقوبات التى فُرضت، وتحديد آثارها الفعلية. ويتعذر إجراء هذا القياس قبل مرور ثلاثة أشهر على الأقل. ولكن المؤشرات المتاحة الآن بعد نحو شهرين تفيد أن العقوبات بدأت تؤثر فى قطاعات عدة من اقتصاد قطر ونظاميها المالى والنقدى. 

ولنأخذ قطاعا واحدا فقط كمثال على الأثر السريع نسبيا للعقوبات، وهو القطاع المصرفى. بدأ هذا القطاع يعانى ارتفاعا فى تكلفة التمويل فى أسواق النقد المحلية، وتراجع هوامش أرباح المصارف، الأمر الذى يؤدى إلى ارتفاع أسعار القروض التى تقدمها لإقامة مشاريع نظراً لتعذر الإقراض بفائدة معقولة تحفز على الاستثمار. 

وحتى إذا أمكن لبعض المصارف خفض معدلات فائدة الإقراض، وتحمل بعض الخسائر فى سبيل ذلك، أملاً فى أن تكون مؤقتة، ستواجه مشكلة حاجتها إلى سيولة نقدية تتجاوز المعدلات المعتادة فى الظروف الطبيعية حتى لا تواجه أزمة فى حالة ازدياد معدلات السحب منها. وفى حالة استمرار مشكلة ضعف القدرة على الإقراض بفائدة معقولة، يمكن أن تؤثر فى وقت لاحق على تمويل مشاريع البناء اللازمة لإكمال الاستعدادات اللازمة لاستضافة مونديال 2022. 

وعندما يواجه القطاع المصرفى فى أى بلد مثل هذه الأزمة، تقوم وكالات التصنيف الائتمانى بمراجعة أوضاع البنوك فيه. وقد بدأ ذلك بالفعل منذ أن خفضت وكالة «ستاندرد أند بورد» التصنيف الائتمانى للديون القطرية الطويلة الأجل. 

وهذا فضلاً عن ارتفاع تكلفة التأمين على الديون السيادية القطرية بمعدلات يمكن أن تزداد، وتشتد آثارها تدريجيا كلما ازدادت معدلات السحب من البنوك، ولجأ مستثمرون أجانب إلى تصفية أعمالهم. 

وعندما تكون الآثار الأولية لأى عقوبات واضحة على هذا النحو، يحسن إعطاؤها وقتاً كافيا وعدم التعجل فى فرض عقوبات جديدة. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جدوى عقوبات قطر جدوى عقوبات قطر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 06:08 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عطور نسائية تحتوي على العود

GMT 08:19 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 19:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الطرق الصحيحة لتنظيف الأثاث الجلد

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon