بقلم : محمد أمين
طلاب حقوق هارفارد، فعلوها منذ أسابيع، ولقنوا القنصل الإسرائيلى درساً في احترام القانون الدولى، وأمس فعلها طلاب «الجامعة الأمريكية» بالقاهرة، ولكن ضد سفيرين أمريكيين سابقين.. طلاب هارفارد انسحبوا من محاضرة، كان سيلقيها القنصل، وطلاب مصر انسحبوا، احتجاجاً على الموقف الأمريكى ضد فلسطين، والأمل في الطلاب لإقرار السلام!
فقد حاولت الإدارة الأمريكية نفاق تل أبيب، ربما لأسباب انتخابية، وأعلنت نقل سفارتها للقدس، ولم يحدث أي رد فعل عربى أو دولى.. فكان طلاب العالم في «هارفارد»، لديهم رد الفعل، فقاطعوا قنصل تل أبيب.. وتركوا له القاعة فاضية ليحاضر الحوائط والكراسى.. فلم يقل الطلاب إنهم ضد التطبيع، لكن قالوا إنهم ضد الظلم الذي «تمارسه» أمريكا وإسرائيل معاً!
وكانت الرسالة في منتهى القوة في «هارفارد»، الجامعة الأهم في العالم.. وكانت محل تقدير من شعوب العالم الحر.. فقد انتظم الطلاب جميعاً في قاعة المحاضرة، وكان القنصل يمنى نفسه بمحاضرة تمتلئ بالأكاذيب كالعادة.. وما إن بدأ يقف على المنصة، حتى انسحب الطلاب في رسالة إلى البيت الأبيض وتل أبيب.. وهكذا كانت «اللطمة» و«الصدمة» في وقت واحد!
وبالأمس، دخل الطلاب أيضاً قاعة المحاضرة.. ولم يكن في بال السفيرين أن يوجه لهما الطلاب رسالة قاسية هكذا.. وما إن كادت المحاضرة تبدأ، حتى هتف الطلاب بصوت عال «يا أمريكية يا أمريكية احنا ضد الصهيونية».. وهى تحمل «رسائل» كثيرة جداً.. أولاها: رسالة للبيت الأبيض.. وثانيتها: رسالة للصهاينة.. وثالثتها: رسالة بعلم الوصول للسفير الإسرائيلى!
ومعناه أن تل أبيب سوف تظل بعيدة عن أي «تطبيع» في ظل هذه الروح العدوانية.. وسوف تظل القضية في وعى الشباب، وهم جيل المستقبل.. وسوف تهتف الجامعات في وجه سفراء الصهيونية، في كل مكان في العالم، من أول هارفارد، إلى الجامعة الأمريكية بالقاهرة.. وسوف يلاحقون سفراءها.. وسيدعمون فلسطين دائماً، ويرفضون أي تغيير لهوية «القدس»!
وليس صحيحاً أن الجامعة الأمريكية، كانت آخر مكان يهتف فيه الطلاب ضد سفراء أمريكا، سابقين أو حاليين.. للأسف لا يعرفون أن الطلاب عرب، وأنهم أبناء مصر العظيمة.. فالدم العربى يغلى في عروقهم.. وهكذا كانت مصر وطلاب مصر، فلم تغير الجامعة معتقداتهم أو هوياتهم أبداً.. هذه مواقف اتخذها الطلاب دون إملاءات.. وأصبح أطرافها في مأزق حرج!
وباختصار.. فإن ما تفشل فيه السياسة، سوف يصححه طلاب العالم.. القضية لا يمكن أن تموت.. إنها معركة الوعى، التي تراهن إسرائيل على تغييبها.. ستأتيها الضربة من حيث لا تحتسب.. من «هارفارد» و«الأمريكية».. فكيف لو كانت في جامعة القاهرة أو عين شمس؟!