توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منتقبة تزرع الثقافة

  مصر اليوم -

منتقبة تزرع الثقافة

بقلم : طارق الشناوي

كنت وسأظل مؤمنا بحرية الإنسان فى ارتداء ما يشعره أولا بالسعادة والرضا ويعبر من خلاله عن نفسه وقناعاته، الشخصية والفكرية، طالما أن تلك الملابس لا تحمل تجاوزا، ولا تشى بازدراء للآخر الذى من حقه ارتداء ملابس مغايرة تشبع أيضا قناعاته، لا أعترض على من ترتدى النقاب فى المنزل أو الشارع أو (السوبر ماركت) فهذه حرية شخصية، ولا مصادرة لمن ترتدى (البرقينى) أقصد (المايوه) الذى نعتوه بالشرعى، فهو نتاج زواج بين بُرقع وبكينى، يتيح للمرأة نزول البحر وكأنها ترتدى بكينى، فى نفس الوقت يخفى جسدها عن الأعين وكأنها ترتدى «بُرقع».

الحرية مطلقة للجميع، هذا هو المبدأ، لكن عندما تُصبح وظيفة الإنسان هى التعامل مع الآخرين فى مهن مثل الطب أو التعليم أو الفن والثقافة، أستشعر بالخوف والخطر، الرسالة التى تريدها أن تصل لن تصل أبدا، أو ربما ستصل ناقصة، الممرضة التى تسبقها ابتسامتها تلعب دورا إيجابيا فى زيادة مناعة المريض، تمنحه الأمل فى تجاوز محنته، فما بالكم لو كانت الرسالة معنية أساسا بالثقافة، لما تتطلبه من مقومات شخصية، وقناعات فكرية، هل من الممكن أن تتواصل مع الآخرين خلف النقاب.

هذا هو ما دفع وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم، إلى اتخاذ قرار لإيقاف تعيين سيدة منتقبة عن إدارة أحد قصور الثقافة، بينما (السى فى) تؤكد أنها فنانة تشكيلية نجحت فى المسابقة التى أقامتها الوزارة، وحصلت على أعلى الدرجات، هذا يعنى خللا فى معايير الاختيار، لارتكانه فقط للجانب النظرى، هناك اعتبارات ينبغى توفرها، ولا يمكن الحكم عليها إلا بعد اختبار شفهى للتعرف على مقومات الشخصية، وقدرتها على القيادة وتوصيل المعلومة، ومدى رحابتها الفكرية فى التعامل مع الفنون مثل النحت، وتقديم المجسمات والموسيقى والأغانى العاطفية، هل لمنتقبة أن توافق على صناعة التماثيل، هم يحرمونها يعتبرونها عودة لعبادة الأوثان، لديكم فن الباليه يرونه مجرد أجساد عارية، وغيره من الفنون، أنا لا أصادر الحق فى أن يتحول الشارع المصرى إلى (كوزموبوليتان) يتسع لكل الأطياف، الحرية لا تتجزأ، ولكن التعامل الشخصى فى بعض المهن يحتاج إلى مقومات، مثلا مدرسة وتلاميذها، كيف يحدث التواصل، بينما هم لا يرون وجهها.

ما حدث يجب أن يصبح درسا لكيفية التعامل مع حالات مماثلة، سنجدها تتكرر فى العديد من المواقع، المؤسسة الدينية الممثلة فى الأزهر الشريف أقرت أن النقاب عادة وليس عبادة، والعادات ليست من الثوابت، كما أنها غير ملزمة.

مجلس الشعب، يوم الثلاثاء القادم، لديه استجواب مع وزيرة الثقافة، من بين الأسئلة المثارة قصور الثقافة، وكلنا نعلم أن القصور بها قصور، فى المبنى والمعنى، المشكلة ممتدة عدة عقود، تبدأ منذ الثمانينيات، إصلاح وصيانة تلك البيوت المنتشرة فى ربوع الوطن أراه هدفا قوميا ينبغى أن تسخر له كل الإمكانيات المادية والبشرية، ويقف على قمة ذلك اختيار الشخص المناسب للقيادة، إنه أول خطوط مواجهة الفكر المتطرف، الأمر يجب إحاطته برؤية تنشد أولا العدالة، كيف نضمن أن الشخص المناسب يتولى المسؤولية المؤهل لها فكريا وشخصيا، وفى نفس الوقت لا نتجاوز فى تطبيق القانون؟.

الحكاية ليست أبدا سيدة منتقبة أبعدت عن موقع حساس، ولكن معايير خاطئة تؤدى لاختيار خاطئ نضطر أن نواجهه بحلول أيضًا خاطئة!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منتقبة تزرع الثقافة منتقبة تزرع الثقافة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon