توقيت القاهرة المحلي 08:17:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الارتقاء بالشراكة الإماراتية-الفرنسية إلى المستوى التالي

  مصر اليوم -

الارتقاء بالشراكة الإماراتيةالفرنسية إلى المستوى التالي

بقلم : الشيخ عبدالله بن زايد*

لم يكن من قبيل المصادفة أن اختار أخي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان فرنسا كوجهةٍ لأول زيارة دولة له كرئيسٍ مُنتَخب حديثًا لدولة الإمارات العربية المتحدة. بل على العكس تمامًا؛ إنه اعترافٌ بالروابط العميقة والاستراتيجية التي تربط بين بلدينا: سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا.

تم انتخاب صاحب السمو الشيخ محمد في 14 أيار (مايو). جاء تعيينه بعد وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي أدرك أهمية العلاقات الدولية وجعل من مهمته إقامة علاقات ودية وحارة مع أكبر عدد ممكن من الدول. وتستكمل زيارة الشيخ محمد إلى فرنسا إرث ورؤية سلفه؛ لبناء علاقات عميقة ومنتجة ودائمة مع أولئك الذين يشاركوننا قيمنا، حتى نتمكّن من الاستمرار في الازدهار والتقدم معًا.

كانت الإمارات العربية المتحدة وفرنسا شريكتين استراتيجيتين لسنواتٍ عديدة عبر مجموعة واسعة من المجالات تتراوح من معارضتنا المشتركة ضد التطرف والتهديدات الأمنية العالمية الأخرى، وصولًا إلى تعاوننا المشترك في تعزيز الثقافة والحوار بين الأديان والتسامح والتعايش، كما التوسع في الرعاية الصحية والتعليم.

كأُمَّةٍ، احتفلنا فقط بمرور 50 عامًا على تأسيسنا في كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي – لكننا أحرزنا تقدّمًا سريعًا، جنبًا إلى جنب مع شركاءٍ مثل فرنسا. اليوم، أكثر من 25,000 من الفرنسيين الموهوبين وعائلاتهم يعتبرون الإمارات وطنهم؛ ويشكّلون أكبر جالية فرنسية مغتربة في الخليج. واستقرّت في بلادنا أكثر من 600 شركة فرنسية، يعمل فيها أكثر من 30 ألف عامل وموظف. تبلغ قيمة الصادرات الفرنسية إلى الإمارات العربية المتحدة حوالي 3.6 مليارات دولار سنويًا – ثاني أكبر دولة في الخليج.

تعود شراكتنا إلى زمنٍ طويل، وقد تم تعزيزها باستمرار على مرّ السنين. فقد افتتحت جامعة السوربون أبوابها في أبو ظبي في العام 2006. وفي العام 2009، افتتحت فرنسا قاعدة بحرية، “معسكر السلام” (Camp de la Paix)، في ميناء زايد في أبو ظبي. وانضم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى صاحب السمو الشيخ محمد، ولي عهد أبوظبي آنذاك، لافتتاح متحف اللوفر أبوظبي في العام 2017، أول متحف عالمي في العالم العربي، والذي أصبح رمزًا للانفتاح والتقدم في المنطقة. في العام 2018، انضممنا إلى المنظمة الدولية للناطقين بالفرنسية، والتي نتج عنها تعلّم أكثر من 10,000 طالب اللغة الفرنسية في مدارسنا.

وهذه بعض الأمثلة لما تُمثّله دولة الإمارات في الشرق الأوسط: التسامح والحوار بين الأديان والتعايش السلمي. نسعى إلى بناء الجسور، وعند الضرورة، إصلاح الأسوار. نعتقد أن منطقة أكثر ازدهارًا هي أفضل ليس فقط لأنفسنا ولجيراننا ولكن للعالم الأوسع. أعلم أن فرنسا تشارك هذا الرأي أيضًا.

بينما نتطلع إلى الأمام، فإن إيماننا المشترك بقوة الابتكار التعاوني لمواجهة التحديات التي نواجهها بشكل جماعي، هو مُحرِّكُ شراكتنا الاستراتيجية. تُرشدنا الروابط الاقتصادية والثقافية والاجتماعية القوية بين بلدينا إلى زيادة توطيد علاقاتنا واستكشاف مجالات إضافية للتعاون. من الناحية العملية، سيعني هذا استكشاف المزيد من أوجه التآزر في مجال التنمية الاقتصادية المستدامة والطاقة الخضراء والبحث العلمي.

خلال زيارة دولة، شهد الرئيس الشيخ محمد والرئيس ماكرون توقيع اتفاقيتين رئيسيتين للطاقة تُركّزان على أمن إمدادات الطاقة والقدرة على تحمّل تكاليفها وخفض الكربون. هذه الشراكة التاريخية، التي تُوضّح العمل المناخي التدريجي قبل أن تستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة “كوب 28” (Cop28) في العام المقبل، تعتمد على العلاقات القوية والوثيقة وطويلة الأمد بين البلدين، وتُعزّز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كمورد مسؤول وموثوق للطاقة.

يأتي تعاوننا على صعيد الاستدامة جنبًا إلى جنب مع دعم التطور التكنولوجي السريع لبعضنا البعض. إلى جانب التمويل، يستلزم هذا تعاونًا أوثق في البحث والتطوير للتقنيات المتطورة، والتبادلات الأكاديمية والثقافية التي ستساعد على دفع الابتكار إلى آفاق جديدة وأوجه التآزر عبر مجالات العلوم والطب والدفاع والزراعة المستدامة.

في باريس هذا الأسبوع، تم توقيع 11 اتفاقية لتجديد التزامنا المشترك بمجموعة من الأنشطة بما في ذلك استكشاف الفضاء مع المركز الوطني الفرنسي لدراسات الفضاء، والبحوث الصحية مع معهد باستور، والتعاون في مجالات التعليم العالي والتوحيد القياسي.

التَعلُّم من بعضنا البعض من خلال الدخول في حوار مع بعضنا البعض هو جُزءٌ من الحمض النووي لدولتينا وهو ما جعل شراكتنا مثمرة للغاية. على هذا النحو، نتطلع إلى تبادلِ أفضل الممارسات مع فرنسا عندما يتعلق الأمر بالابتكارات التكنولوجية والاجتماعية والبيئية لتسريع الثورة الصناعية الرابعة.

لطالما اعتقدت الإمارات العربية المتحدة وشعبها أن النجاح يكمن في التضامن والتعاون – أمّةٌ مع أمة، مجتمع مع مجتمع، شخصٌ مع شخص. كانت أول زيارة دولة اللشيخ محمد إلى باريس دليلًا على ذلك: إلى جانب فرنسا، الإمارات العربية المتحدة مُصَمِّمة على المضي قدمًا.

 * عبدالله بن زايد ، وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الارتقاء بالشراكة الإماراتيةالفرنسية إلى المستوى التالي الارتقاء بالشراكة الإماراتيةالفرنسية إلى المستوى التالي



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:31 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلى علوي تشارك بـ 4 أفلام في صالات السينما خلال عام واحد
  مصر اليوم - ليلى علوي تشارك بـ 4 أفلام في صالات السينما خلال عام واحد

GMT 12:17 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غوارديولا يؤكّد أن محمد صلاح ينتظره مستقبل كبير

GMT 02:00 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

حكايات السبت

GMT 11:37 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

"أحن إليك"

GMT 12:43 2021 السبت ,24 إبريل / نيسان

تيليجرام يساعد الهاكرز على اختراق هاتفك

GMT 10:52 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

الخطيب يطمئن على بعثة الأهلي في تنزانيا

GMT 11:56 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

حسام حسن يقترب من الأهلي أو الزمالك

GMT 18:58 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

نادي بوردو يفوز على أنجيه 2-1 في الدوري الفرنسي

GMT 16:13 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تحليل رابيد تيسيت للاعبي سيراميكا قبل مواجهة الأهلي

GMT 02:58 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يتوج بجائزة جديدة في الدوري الإيطالي

GMT 05:08 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"صحة البرلمان" تُعلن أن السيسي وضع استراتيجية مواجهة "كورونا"

GMT 12:40 2020 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ليفربول يتحرك لضم أوزان كاباك لتعويض غياب فان دايك

GMT 12:37 2020 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

موعد مباراة أرسنال ضد ليستر سيتي والقناة الناقلة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon