توقيت القاهرة المحلي 02:10:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سر انزعاج الصحفيين من غياب المنافسة

  مصر اليوم -

سر انزعاج الصحفيين من غياب المنافسة

بقلم - عماد الدين حسين

يشعر كثير من الصحفيين المصريين بحزن مضاعف للصورة التى انتهت إليها المنافسة فى الانتخابات الرئاسية المصرية التى ستجرى داخل مصر فى ٢٦ مارس المقبل.

بعض المصريين غاضبون لأسباب متعددة من هذه الانتخابات، لكن للصحفيين أسبابهم الخاصة ومعظمها وجيه ومنطقى.

يفتقد الكثير من الصحفيين للأخبار والأحداث الساخنة هذه الأيام. فقد عدنا مرة أخرى للشكوى من عدم وجود أخبار تستحق أن تتحول إلى «مانشيتات» فى بعض الأيام، للدرجة التى تجعلنا نلجأ إلى وضع أخبار دولية أو عربية مكانها.

هؤلاء الصحفيون راهنوا على أن الانتخابات الرئاسية ستوفر لهم أخبارا وقصصا وحكايات وحوارات ساخنة بين أكثر من مرشح، وبالتالى سيضمنون رواجا لصحفهم، وهو ما قد يؤدى إلى زيادة نسبة الإعلانات، وبالتالى الخروج من المأزق الاقتصادى الرهيب، الذى يمسك بخناق كل الصحف تقريبا إلا من رحم ربى!.

فى اللحظة التى انسحب فيها خالد على من السباق، ثم رفضت الهيئة العيا للوفد ترشيح الدكتور السيد البدوى، وبعدها تفاجأ الجميع بأن موسى مصطفى موسى سيكون هو المنافس الوحيد للسيسى، أدرك غالبية الصحفيين أن المعركة انتهت عمليا.

الجميع صار يدرك أيضا، أن فوز عبدالفتاح السيسى مضمون بنسبة تريليون فى المائة، وليس ٩٩٪ فقط. وأنه لا توجد منافسة بالمرة، للدرجة التى تجعل البعض، يعتقد أن موسى مصطفى موسى، قد يعطى صوته للرئيس، استدلالا من عدم رغبته فى كشف أسماء من أيدوه من النواب خوفا من معاقبة أهالى دوائرهم لهم كما قال هو نفسه لـ«الشروق» قبل أيام!.

لا يحلم الصحفيون بالمنافسة التى كانت فى يونيو ٢٠١٢م حينما كان هناك ١٣ مرشحا من بينهم عمرو موسى وحمدين صباحى ومحمد مرسى وأحمد شفيق وعبدالمنعم أبوالفتوح، بل صاروا يحنون إلى المعركة الماضية التى تنافس فيها عبدالفتاح السيسى وحمدين صباحى فقط، وعلى الرغم من أن فوز السيسى كان كاسحا، فإن صباحى أدار معركة جيدة، وطرح أفكارا ومشروعات وأهدافا مهمة وجماهيرية، لكن سوء حظه أن شعبية السيسى كانت فى عنان السماء وقتها، لأنه الرجل الذى قاد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وأخرج الإخوان من السلطة والمنطقة.

فى هذه المعركة كانت هناك ملامح لمنافسة انتخابية، وعلى الرغم من صعوبتها فقد تحمس لها كثيرون، بل إن حملة السيسى كانت تنظر لصباحى باحترام يليق به، وبالدور الذى أداه لمصلحة الوطن بأكمله.

الآن الوضع مختلف تماما، وتكاد تكون الصورة متكررة فى معظم اجتماعات أقسام التحرير المختلفة فى الصحف، وهى تفكر فى الموضوعات والأخبار والقصص والتحقيقات والحوارات المتعلقة بالانتخابات.

حتى هذه اللحظة لا يوجد الكثير الذى يلفت النظر أو يجذب الانتباه أو يغرى محررا بعمل مغامرة صحفية، والنتيجة أنه فى آخر اليوم لا يجد مطبخ الجريدة قصة خبرية تصلح «مانشيت يشيل العدد»!!!.

أسوأ ما حدث أن المنافسة صارت منعدمة، والهاجس الأكبر ليس فوز السيسى الكاسح والمتوقع ولكن احتمال قلة نسبة المشاركة فى الانتخابات.

نتيجة لكل ذلك، لا تجد الصحف قصصا وأخبارا ساخنة، ليس فقط فى الصفحة الأولى ولكن حتى فى الصفحات الداخلية!.

شكوى الصحفيين ليس مقصورة عليهم أو على صحفهم، بل على كل وسائل الإعلام، خصوصا البرامج الحوارية والإخبارية فى الفضائيات والمواقع الإخبارية. بعض المواقع الإخبارية محظوظة أكثر لأنها تركز على الأخبار الخفيفة والكوميدية عن المعركة. لأنه لا توجد مناظرات أو اختلافات
جوهرية بين المتنافسين.

والصحافة تعتمد على الأخبار الساخنة والاختلافات بين البرامج والمشروعات، والجدل حول القضايا المختلفة.

الموضوع هنا عند الصحفيين لا يتعلق بالانتماءات السياسية لهذا المرشح أو ذاك أو مع الحكومة والرئيس أو ضدهما، بل يتعلق فقط بأنه موسم ينشط فيه العمل الصحفى بجميع أشكاله.
وبالتالى يمكن التماس العذر للصحفيين فى حزنهم لهذا المشهد.

القاعدة الأساسية أنه كلما زادت نسبة ودرجة الحرية ازدهرت الصحافة والإعلام بنفس الدرجة، والعكس صحيح تماما. وربما يكون أقصى آمال الصحفيين هو التساؤل عن شكل ولون انتخابات ٢٠٢٢!.

 

نقلا عن الشروق القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سر انزعاج الصحفيين من غياب المنافسة سر انزعاج الصحفيين من غياب المنافسة



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:57 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية
  مصر اليوم - الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 06:17 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

تعرف على أجمل الأماكن السياحية في جزر السيشل

GMT 17:45 2021 الخميس ,25 آذار/ مارس

جي ام سي تطرح تيرين فيس ليفت 2022

GMT 17:26 2021 الأحد ,28 شباط / فبراير

العنف الاسري ارهاب بحق الامان الاجتماعي

GMT 15:03 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

مدرب يؤكد بيراميدز للاعبين أن مواجهة الأهلي حياة أو موت

GMT 12:14 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

الرئيس المصري السيسي يصدر 3 قرارات جمهورية جديدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon