توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل ستدعم إدارة بايدن أحمد شاه مسعود وميليشياته لزعزعة استقرار امارة طالبان الثانية؟

  مصر اليوم -

هل ستدعم إدارة بايدن أحمد شاه مسعود وميليشياته لزعزعة استقرار امارة طالبان الثانية

مصراليوم
بقلم: عبد الباري عطوان

ربما اخطأ الكثيرون في تفسيرهم الانسحاب الأميركي المفاجئ من أفغانستان عندما ذهب البعض في تفكيره وتوقعاته الى درجة اعتباره هدية من الرئيس الأميركي جو بادين لحركة طالبان، وان كل ما حدث في مطار كابول “مجرد مسرحية” جرى وضع فصولها مسبقا بين الجانبين الأمريكي والطالباني، ولكن تطورات الاحداث في الأيام الأخيرة وفي مطار كابول بالذات، وحالة الهلع التي سادت العاصمة الاميركية والعواصم الغربية الأخرى، المرفوقة بارتباك واضح حول كيفية تأمين خروج الرعايا “والعملاء” نسفت هذا السيناريو، او بالأحرى نظرية المؤامرة التي تقف خلفه.

ما لا يعرفه هؤلاء ان خطة أميركية محكمة الاعداد تكمن خلف هذا الانسحاب المفاجئ، عنوانها الأبرز نشر حالة الفوضى، واشعال فتيل الحرب الاهلية بين حركة طالبان المنتصرة، والجماعات الاثنية والطائفية الأخرى، وبما يؤدي الى زعزعة منطقة وسط آسيا، واستقرارها، وامنها، وتحويل أفغانستان الى قاعدة انطلاق لجماعات إسلامية وعرقية متشددة لخلق أزمات لدول الجوار وخاصة ايران والصين وروسيا، وعلى أساس نظرية “اما ان نبقى او ندمر البلاد”.لان عناصر من حركة طالبان قامت بإقتحام القنصلية الإيرانية في نزار شريف المحاذية للحدود الايرانية، وقتلت 11 دبلوماسيا وصحافي، في بداية سيطرتها على البلاد ودخول كابول عام 1996، اعتقد البعض ان العداء بين الجانبين، أي طالبان وايران، سيكون العنوان الأبرز للمرحلة المقبلة.
***
طالبان لم تستلم الحكم رسميا، ولن تستلمه قبل اكتمال الانسحاب الأميركي، وانتهاء مرحلة اجلاء الرعايا الغربيين، وعملاء أميركا والناتو من الأفغان، واجتماع الملا عبد الغني برادر رئيس المكتب السياسي للحركة مع وليم بيرنز رئيس جهاز المخابرات المركزية الاميركية (سي أي ايه) سرا في كابول يوم الاثنين الماضي، كان بهدف تأمين خروج آمن لهؤلاء الرعايا، وعدم عرقلة “الحركة” لعملية الاجلاء هذه بعد تهديدها باعتبارهم أهدافا مشروعة عندما بدأت إدارة بايدن تتلكأ بالانسحاب وتتحدث عن تأجيله، ومن غير المستبعد تطرق هذا اللقاء لقضايا او تفاهمات أخرى، ولكن الحقيقة الواضحة، ولا يمكن، بل لا يجب تجاهلها ان الملا برادر كان يتحدث مع ضيفه الأمريكي من موقع المنتصر وهو الذي فرض وجهة نظره، حسب مصدر مقرب من الحركة.

الهزيمة التي لحقت بالولايات المتحددة في أفغانستان لم تكن فقط بفضل المقاومة الشرسة، والنفس الطويل لحركة طالبان والخسائر الضخمة التي لحقت بأميركا وحلف الناتو، والإدارة الامريكية الفاشلة لاحتلالها للبلاد، وانما أيضا، وهذا هو المهم، التنسيق الثلاثي الروسي الصيني الإيراني شبه السري الذي عجل بهذه الهزيمة، وخطط لها جيدا في السنوات الخمس الأخيرة تحديدا.
المعلومات المتوفرة لدينا تقول بأن اللواء الراحل “الداهية” قاسم سليماني رئيس فليق القدس في الحرس الثوري الإيراني كان احد ابرز مهندسي هذه الهزيمة الامريكية في أفغانستان، عندما وضع نظرية تقول بنودها ان حركة طالبان تحظى بشعبية وتأييد كبيرين في أوساط قبيلة البشتون الأكبر في البلاد (حوالي 18 مليونا تقريبا من مجموع 40 مليونا تعداد سكان أفغانستان) هي

الوحيدة القادرة على هزيمة أمريكا وطردها من أفغانستان بعد تكبدها خسائر مادية وبشرية لا تستطيع تحملها، ولهذا يجب نسيان الخلافات الطائفية، ووضع جريمة مقتل الدبلوماسيين الإيرانيين في مزار شريف حاليا، وفتح قنوات الاتصال والتعاون معها، أي الطالبان، وكلف اللواء سليماني نائبه في ذلك الوقت إسماعيل قآاني خليفته في قيادة الفيلق حاليا، مسؤولية هذا الملف، وطلب منه ان يكون ضابط الاتصال مع طالبان، وربما كان هذا الدور لسليماني في أفغانستان هو الذي سرع بعملية اغتياله.

حركة طالبان كانت وما زالت تخشى من تهديد وجودي لإمارتها الإسلامية الثانية تقف خلفه أميركا، عندما نقلت الأخيرة بعض رجالها المندسين في صفوف الدولة الإسلامية (داعش) الى أفغانستان، ولهذا لجأت الى طهران طلبا للعون، ووجدت الأخيرة في هذا الطلب فرصة للتوصل الى بعض التفاهمات الاستراتيجية من بينها عقد اتفاق تعاون امني متبادل، وتأمين الحدود الإيرانية من الجانب الافغاني، والتعاون المشترك لقتال الاحتلال الأميركي وطرده من أفغانستان، وكان اللواء سليماني الاب الروحي لهذه العلاقة في ذروة النشوة خاصة عندما سمع رئيس الوفد الطالباني يؤكد “لأشقاء لا يقتلون اشقاءهم” ونحن ننقل هذه التفاصيل والحقائق عن ما ورد في مقالة الدكتور السيد محمد مرندي أستاذ الاستشراق وقسم الدراسات الامريكية في جامعة طهران.
***
ظهور احمد شاه مسعود الابن، وامرة الله صالح (طاجيك) كقادة جدد للمعارضة الأفغانية الجديدة لحكم حركة طالبان، وطلبهما الدعم من أميركا وأوروبا يؤكد النوايا الامريكية لاستخدام العامل العرقي والطائفي والقبلي لتمزيق أفغانستان ومحاولة تحويلها الى دولة فاشلة على غرار ما حدث في سورية والعراق وليبيا وبدرجة اقل في اليمن.السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل ستتجاوب أميركا مع مطالب الدعم هذه وتسلح هذين “الزعيمين”، وتدعمها ببعض “الجهاديين” الإسلاميين، وتنقل بعضهم من تركيا وسورية الى أفغانستان؟ وهل جاء تبني “الفيلسوف الفرنسي برنارد هنري ليفي واستاذه طوني بلير ثورات الربيع العربي في سورية وليبيا، وقبلهما بعض المعارضة العراقية قبل غزو عام 2003 هو المؤشر الأقوى على هذا الدعم المحتمل لميليشياتهما؟نترك الايام، والاشهر القادمة، وتطوراتها الخطيرة للإجابة على هذا السؤال المهم جدا، وهي الإجابة التي قد ترسم ليس خريطة أفغانستان الجديدة فقط، وانما آسيا الوسطى برمتها، ونحن في الانتظار.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل ستدعم إدارة بايدن أحمد شاه مسعود وميليشياته لزعزعة استقرار امارة طالبان الثانية هل ستدعم إدارة بايدن أحمد شاه مسعود وميليشياته لزعزعة استقرار امارة طالبان الثانية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon